الثواب والعقاب في الأديان الثلاثة:
العقاب والثواب في الدنيا عند اليهود ، والجنة موجودة على الأرض ، وموقعها كما في التوراة " وَكَانَ نَهْرٌ يَخْرُجُ مِنْ عَدْنٍ لِيَسْقِيَ الْجَنَّةَ، وَمِنْ هُنَاكَ يَنْقَسِمُ فَيَصِيرُ أَرْبَعَةَ رُؤُوسٍ: فِيشُونُ، وجِيحُونُ وَاسْمُ النَّهْرِ الثَّالِثِ حِدَّاقِلُ (دجلة) ، وَهُوَ الْجَارِي شَرْقِيَّ أَشُّورَ. وَالنَّهْرُ الرَّابعُ الْفُرَاتُ" فتكون الجنة في تركيا منبع دجلة والفرات
وبما أن المسيحيون إمتداد لليهود ، فلديهم نفس المعتقدات ، والجنة هي التي وضع الله الانسان فيها، ولكن بعد أن أخرج الله آدم منها أغلقها واختفت من الأرض تماماً، وأصبح للمسيحيون وعود بملكوت سماوي، يصفهه قول السيد المسيح ﷺ : " فِي الْقِيَامَةِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يَتَزَوَّجُونَ، بَلْ يَكُونُونَ كَمَلاَئِكَةِ اللهِ فِي السَّمَاء "
وهذا يوضح تماما عقيدة اليهود والمسيحيين بخصوص الجنة
أما (جنهم) فهو اسم لوادي : ( جي هنوم ) ويقع شرقي اورشليم القديمة خارج أسوارها.
وكان اليهود يلقون فيه النفايات وجثث المحكومين بالإعدام ، وكذلك محرقة للاطفال الذين يقدمون كقرابين للاله مولك .
كانت جي هنوم او( جهنم) بالعربية ذات رائحة نتنة يتصاعد منها ضباب ودخان الحرائق باستمرار، وهي موضع للنجاسة والقاذورات والجثث ونارها لهيب لاتنطفئ .
فاستعار الكتاب المقدس اسم (جهنم) رمزا للتعبير عن العذاب الذي سيلقاه الكفار ، بأنهم سيلقون في بحيرة النار والكبريت , وذلك تشبيه مجازي لجنهم وادي الموت الذي يعرفه اليهود ، فذكره كان يروعهم
قال السيد المسيح :" ان كانت يدك اليمنى تُعثرك ، فاقطعها والقها عنكَ ، لانه خير لك ان يهلك احد اعضائك ولا يُلقى جسدك كله في جهنم " . واليهود كانوا يعرفون ما المقصود بجهنم لانها موجودة بقربهم
أما الجنة في الإسلام ؛ فمن يدخلها يدخلها بجسد مادي ، وبعمر ال٣٠ أو ٣٣ ، وأول طعامهم زيت كبد الحوت ، وشرابهم الخمر واللبن ، ويخرجون فضلات أجسادهم عن طريق التعرق برائحة المسك ، ويتمتعون بكافة ما نتمتع به من لباس وأثاث وأدوات زينة وغيرها
وكذلك أهل الجحيم ، فجلدهم يتبدل عندما يحترق ، وطعامهم الزقوم والضريع ، وشربهم الحميم ، أما خروجهم فليس ذي أهمية نظرا لحالهم
إذا جاء الإسلام بمفهوم جديد بالنسبة للثواب والعقاب ، فالثواب والعقاب مادي ، وأهل الجنة والنار يدخلونهما بأجساد مادية ، بينما في اليهودية الثواب والعقاب في الدنيا ، وسكتت عن الآخرة ، ثم جاءت المسيحية لتذكر أن أهل الجنة بلا أجساد وأنما أرواح فقط ، ثم يعذب أهل جهنم بالنار ، فلابد أن يكون لهم جسد ، وإلا لن يشعروا بالحرارة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق