الثلاثاء، 11 مارس 2014

فتح سمرقند‏

 
بعد فتح سمرقند أرسل كبير الكهنة رسالة الى أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز
يشكو فيها قائد الجيوش قتيبة بن مسلم الباهلي بأنه دخل المدينة دون إنذار
 
فأرسل عمر بن عبد العزيز رسالة الى القاضى وأسمه(جٌميع) أن اذهب إليهم وانظر في شكواهم
عقد القاضى جلسة محاكمة لقائد الجيوش أمام خصمة كبير الكهنة
نادى حاجب المحكمة قائد الجيوش الإسلامية قتيبة بإسمه مجردا من اى لقب
 
إلتفت القاضي الى الكاهن وقال : ما دعواك يا سمرقندي ؟
 
قال : إجتاحنا قتيبة بجيشه ولم يدعنا إلى الإسلام أو الجزية ويمهلنا حتى ننظر في أمرنا
 
إلتفت القاضي إلى قتيبة وقال : وما تقول في هذا يا قتيبة ؟
 
قال قتيبة : الحرب خدعة وهذا بلد عظيم وكل البلدان من حوله كانوا يقاومون ولم يدخلوا الإسلام ولم يقبلوا بالجزية
 
قال القاضي : يا قتيبة هل دعوتهم للإسلام أو الجزية أو الحرب ؟
 
قال قتيبة : لا إنما باغتناهم
 
قال القاضي : أراك قد أقررت ، وإذا أقر المدعي عليه انتهت المحاكمة
يا قتيبة ما نصر الله هذه الأمة إلا بالدين واجتناب الغدر وإقامة العدل

ثم قال :
قضينا بإخراج جميع المسلمين من أرض سمرقند من حكام وجيوش ورجال وأطفال ونساء ، وأن تترك الدكاكين والبيوت ، وأنْ لا يبقى في سمرقند أحد من المسلمين
على أنْ ينذرهم المسلمون بعد ذلك قبل الدخول الى المدينة

لم يصدق أهل سمرقند ما شاهدوه وسمعوه ، فلا شهود ولا أدلة ولم تستمر المحاكمة إكثر من دقائق معدودة ، ولم يشعر
السمرقنديون إلا والقاضي والحاجب وقتيبة ينصرفون أمامهم ، وبعد ساعات قليلة سمعوا بجلبة تعلو وأصوات
ترتفع وغبار يعم الطرقات ، ورايات تلوح خلال الغبار ، فسألوا فقيل لهم إنَّ الحكم قد نُفِذَ وأنَّ الجيش ينسحب

وما إنْ غرُبت شمس ذلك اليوم إلا وسمرقند خالية واجمة تبدو وكأن أصابها وباء ،
 
العجيب أن الكاهن مع أعيان البلد أسرعوا يدعون جيش المسلمين أن يدخل مدينتهم من جديد ، وهم يرددون شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق