الثلاثاء، 18 مارس 2014

العرب والفرس‏


انها “ثلاجات عصور ما قبل الميلاد”، و هي مخازن يتم حفظ الثلج فيها لفترة طويلة ، في بعض الأحيان من الشتاء إلى الشتاء الذي يليه .

 
الفرس هم أصحاب هذا الاكتشاف والذي لا يزال صامدا حتى اليوم.

 
أول ذكر لها كان في مخطوطة من العام 1700 قبل الميلاد ، و يطلق عليها اسم “يخجال \ Yakhchal”

 
وقد كانت تجارة الثلج رائجة في فارس ، و كان الثلج يباع في الصيف (تخيل ذلك قبل ٤٠٠٠ عام) والحلويات المجمدة (الفالوذج) ، وكانت تحضر باضافة عصير الرمان والزعفران أو الفواكه اليها
ومن هنا جاءت المقولة الفارسية : الكلاب تلعق الثلج في إيران ، والعرب ياكلون الجراد

------

الإسلام قضى على جميع العصبيات والعنصريات: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} وقال : ﷺ "لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى".

 
وانصهرت الشعوب والأعراق والأجناس في بوتقة الإسلام، فسلمان الفارسي: "منَّا أهل البيت". وبلال الحبشي سيد من سادات المسلمين ، وصهيب الرومي غير رومي ، وإنما الجميع مسلمين ، ويمكنك أن ترى هذا في أي مسجد ، عندما ترى الرؤوس متساوية ساجدة خاضعة كلها لله بلا تفرقة

 
بالحقيقة العربي ليس عرق أو جنس ، بل كتعريف : (هو شخص يتحدث اللغة العربية) وهذا أحد أسباب إختيار اللہ لهذه الأمة أن تحمل راية دينه ، فكل من يتحدث لغتهم سيتلاشى فيهم ، فأبناء المغرب عربا مع أنهم من البربر ، والأمثلة كثيرة ، بينما الفارسي ينتمي لذلك العرق الآري الذي يعتبر نفسه أعلى سلم الأعراق ، والذي كاد أن يستعبد أوروبا

-----

 
ونسى الفارسي عرقه الآري الذي يتباهى به ، وحضارته العريقة ، وحتى لغته الموسيقية ، تركها ، وذاب في الإسلام تماما ، فأصبح أخا لأولئك العرب الذين كان ينظر لهم نظرة إحتقار ، نظرة تلخصها رسالة (رستم) قائد الجيش الفارسي إلى سعد بن أبي وقاص يقول فيها: "على من تريد الانتصار أيها القائد العاري لجيش عارٍ؟ رغيف خبز يشبعك ورغم ذلك تبقى جائعًا. ليس عندك فَيلة ولا منابر ولا تجهيز ولا إمدادت. لغزو فارس يكفيك فقط حليب النوق وسحالي، أليس في وجوهكم حياء؟".

 
 
عندما جاءت الدولة "الصفوية" بقرار جعل المذهب الشيعي هوية لإيران ، كانت تطبق نموذجا قديما ، طبقه الأدارسة والحمدانيون وغيرهم ضد العباسيين ، فالمذهب الشيعي يستمد قوته من أحاسيس الظلم والحزن ، ويستثمرها في شحن القوى ضد الظالم والمتسبب بالحزن (الآخر) . مع إن (الآخر) كان العثمانيين ، لكن عندما زال خطرهم ، تم توجيه قوى الكراهية نحو العرب : المحتلين الأوائل ، لتصبح تلك التوليفة عنصر جذب توحد حوله الإيرانيون، لكن الذي حصل بالمقابل : أن العرب أصبحوا مرادفين : للسنة ، للآخر ، الضد ، الظالمين ، المحتلين ، الغاصبين للحقوق ، حق آل البيت ، حق الفرس.

 
فالسلطان إسماعيل رحمه اللہ إستغل التشيع في التوسع ضد جيرانه السنة ، فدخل معهم في حروب ، ونجحت خطته ، وبسط يده على كل فارس ، حتى تصادم مع السلطان سليم العثماني ، الذي كذلك وظف المذهب السني في تعبئة الراي العام ضده ، وبات السلطانين يتراشقان بالتكفير واللعنات ، ورجال الدين يغذون نيران كلا الطرفين بالفتاوى والخطب النارية

 
لا ندري على وجه التأكيد إن كان هذا مقصودا ، ربما يكون قد حدث عرضا ، لكن يقول د. علي شريعتي رحمه اللہ: «وبغية ترسيخ أفكارها وأهدافها في ضمائر الناس وعجنها مع عقائدهم وإيمانهم عمدت الصفوية إلى إضفاء طابع ديني على عناصر حركتها وجرّها إلى داخل بيت النبي إمعانا في التضليل ليتمخض عن ذلك المسعى حركة شعوبية شيعية، مستغلة التشيع لكي تضفي على الشعوبية طابعا روحيا ساخنا ومسحة قداسة دينية، ولم يكن ذلك الهدف الذكي متيسرا إلا عبر تحويل الدين الإسلامي وشخصية محمد وعلي إلى مذهب عنصري وشخصيات فاشية، تؤمن بأفضلية التراب والدم الإيراني والفارسي منه على وجه الخصوص»

 
في الحقيقة هناك جزء من المسؤولية يقع على العرب أنفسهم ، فالعرب خذلوا الأئمة بينما نصرهم الفرس ، فظهر ذلك جليا في رواياتهم :
- قال أبو عبد الله : "ما بقي بيننا وبين العرب إلا الذبح - وأومأ بيده إلى حلقه" الغيبة للنعماني
 
وعن أبي بصير قال: قال أبو جعفر : "يقوم القائم بأمر جديد، وكتاب جديد، وقضاء جديد، على العرب شديد، ليس شأنه إلا السيف، لا يستتيب أحدًا، ولا يأخذه في الله لومة لائم" بحار الأنوار للمجلسي

 
الإمام الخميني رحمه اللہ أطلق شعار "الوحدة الإسلامية". وكان مجددا ، وذو برنامج هائل ، وكان يطمح أن يكون قائدا للعالم الإسلامي ، بشقيه ، عربا وإيرانيين وغيرهم ، واهتم الإمام بـ"فلسطين"، كعنصر جذب للعرب ، وكان مؤهلا لأن يكون صلاح الدين الجديد

-----

لكن الرؤساء والملوك والأمراء -خصوصا القريبين جغرافيا- رأوا في الإمام تهديد سافر لعروشهم ، فكرروا خطة السلطان الصفوي ومشوا على خطاه ، بتحويل الصراع من سياسي إلى ديني ، رغبة في إحباط مسعى الإمام الخميني ، وصرف العرب عنه ، فقاموا بتغذية نيران التفرقة بين العرب والعجم ، وبدأوا يعزفون على أوتار العصبية ، ونقاء الدماء العربية ، وعربية المذهب السني ، وتأثرت الشعوب ، حتى دخلت العراق في حرب مع إيران ، كمواجهة بين العرب والفرس ، وبين السنة والشيعة ، وصدق الناس ذلك.



في مقابل هذا العنف كله ، هناك أمل دائما ، فالمعتدلون السُنّة والشيعة لا يكفرون بعضهما ، ولا يستبيحون قتالهم ، ويعتبرونهم إخوانهم في الدين ، ومن الأفواج التي تدخل الجنة تحت راية لا إله إلا اللہ ، والتشدد السني أو الشيعي التكفيري هو في الحقيقة إنشقاق داخل المذهب ، وليس منه
 
 
كما قلت مازال هناك أمل ، لكنه بالحقيقة من جانب واحد ، من الجانب الشيعي ، وتحديدا من المرجعية الأساسية في النجف، التي انحسر دورها منذ أعلن الرئيس صدام حسين الحرب على إيران ، وزادت الأمور سوءا بعد بزوغ نجم مرجعية "قم" في إيران


 
لكن (لكل فعل ردة فعل) ، ولابد : أن حدث وتبنت المرجعية في النجف مشروع هدنة بين السنة والشيعة ، إن يقابله لين في الموقف السني

فربما تعود إلى سابق عهدها ، عندما كانوا قديما -كما يقولون- لا يعرفون فرقا بين الشيعي والسني ، ولا يدرون إن كان هذا شيعيا أو ذاك سنيا ، عكسنا اليوم

 

هناك 3 تعليقات:

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. أبو علي الأمازيغي22 يونيو 2016 في 8:34 م

    رغم أنك حاولت الإعداء أنك محايد ولبست ثوب الإنصاف ولاكن كلامك لايخلوا من الطائفة العفنة ونحازك للعرق الفارسي والمحاولات القذره لتلميع مذهبك الرافضي
    أمابالنسبة لكلب اليهود خميني فقد كان مثله مثل الشيوعيين الأوغاذ في روسيا لما وصلوا لسلطة أظهروا للمسلمين أنهم يعطفون عليهم وطمئنوهم أنهم شركاء في الوطن ولما تمكسنوا من مفاصل الدولة وأحكموا القبضة الأمنية بدأ التقتيل والتشريد وكذالك مع إيران الصفوية قهرت السنه في إيران ونشرت الإجرام في العالم العربي علي يد مرتزقتها كحزب اللات وعملياته القدره كتفجير الخبر وغيرها ولم تحترم حتي حرمة المسجد الحرام سنه 1987 هذا غير علاقتها بالخوارج وتمويلهم لقتل الشيعة وبث الفتنه بينهم وبين السنه كما والدلائل علي ذالك أوضح من الشمس في رابعة النهار
    أما بالنسبة لمرجعيات النجف أغلبهم إن لم يكونوا جميعهم خونه إنبطاحيين جبناء
    بلدهم مستباحه من ملشيات إيران القذره تنهب ترواتها وتخرب مقدراتها ورغم ذالك لم يستطيعوا نصرة دولتهم بفتوي واحده

    والأمر الثاني إظهار تبريير شق الأمة وقتل أهل السنه من طرف الفرس الصفويين قديما بظلم الحكام ونسيت أو تناسيت أن أغلب ذالك الظلم قد نزل بأصحاب الإسلام الحق أصحاب الدعوة السلفية الخالصه أمثال أئمتهم كالبصري والإمام مالك مع الحجاج المجرم وشيخ الإسلام مع القضاة الصوفية والإمام أحمد مع المأمون والإمام محمد بن عبد الوهاب مع قضاة الحجاز والدولة العثمانية الصوفية أما أنتم فقد أئمتكم التقيه والنفاق


    أما عن موقفنا نحن أهل السنه من الفرس ومن الشيعه عامه فنحن نفرق بين العوام المساكين المظلومين وبين من حمل السلاح وقاتل الأبرياء والمظلومين وتحالف مع أئمة الكفر من الروس الملاحده والفرس الصفويين والغرب الصليبي ضد بلدانهم كالعراق الأوليين لهم الأمن والتوقير والخونة لهم القتل والتشريد ومايلزمنا بذالك هو التوحيد في قلوبنا وإعلم أن هذه الحرب قادمه لامحال فأولويتنا كأهل السنه أن لانترك شبرافتحه الصحابة رضوان الله عليهم للكفره سواءا فلسطين أو العراق أوإيران أو الأندلس أوغيرهم

    ردحذف