نستنتج من المواضيع السابقة ؛ أنه لدينا جماعة سرية تتبع المسيح الدجال ، ولدى هذه الجماعة مخطط شيطاني تسير عليه ، ونحن جزء من هذا المخطط
لديك ثلاث خيارات تجاه هذا الموضوع :
الخيار الأول : اللامبالاة ، وتمضية الوقت بالضحك والحياة الإيجابية ، ومهاجمة من يتكلم عن هذا الموضوع ووصفه بأنه سلبي ويخوّف الناس وما إلى ذلك ، وهو خيار جيد نفسياً ، ولكن على مستوى أرض الواقع لن يفيد ، وقد تتفاجأ في وقت بأن الأمور ليست إيجابية دائماً ، وأن النكت لا تجدي نفعاً في الحروب
الخيار الثاني : أن تقول أن الله أقوى منهم ، وأن الله سيدافع عنك (يظهر أنك أفضل من رسله ، لأن رسوله تصرف عندما تآمروا عليه ليقتلوه ، بينما أنت لن تتصرف وسيدافع الله عنك بلا أن تفعل شيء) ، متواكِلاً على الله ، وليس متوكّلاً ، حيث (التوكّل) مرتبط بالأخذ بالأسباب ، فالله أمر سيدتنا مريم بهز النخلة وهو القادر على إسقاط الرطب عليها بلا هز ، لكن التوكّل يستلزم العمل ، وبما أنك قررت سلوك هذا الخيار فيبدو أنك أفضل من الأنبياء والرسل وكل المصطفين عبر التاريخ
وأن الله كما سيدافع عنك وأنت تجلس واضعاً رجلاً على رجلٍ ، سيدافع عن الكعبة وعن المساجد وعن كل شيء من أجل سواد عينيك (بينما ضربت الكعبة بالمنجنيق في السابق وحرقت مرتين وهُدمت ، الأولى : في عهد يزيد بن معاوية على يد الحصين بن نمير ، والثانية في عهد عبدالملك بن مروان على يد الحجّاج بن يوسف الثقفي ، أما في عهد المكتفي بالله العباسي فقد قتل القرامطة ٣٠ ألف حاج على مدى ستة أيام وردموا بئر زمزم بجثثهم ، وقلعوا الحجر الأسود والباب والكسوة ، وصاح أبو طاهر الجنابي في الحرم ؛ "أنا بالله وبالله أنا ، يخلق الخلق وأفنيهم أنا" ، ثم قال : يا حمير ، أنتم قلتم (ومن دخله كان آمنا) فأين الأمن ؟
فرد عليه رجل : (إن الله أراد : "ومن دخله فأمنّوه") بمعنى أنتم أمنّوه
الخيار الثالث ؛ سنبدأ به من الرجل الذي رد على أبوطاهر الجنابي ، يقول هذا الشخص أنه عندما سمع أبو طاهر ينتقص من القرآن : "فاستسلمت" (بمعنى لم يجد بُدّاً من الرد عليه) ، "وقلت : إن الله أراد : ومن دخله فأمِّنوه"
يقول الرجل : "فلوى فرسه وما كلمني" أعرض أبو طاهر الجنابي عن هذا الرجل الذي وقف بوجهه وقال كلمة الحق وأظهر جهله وحمقه أمام أتباعه ، وقد قتل أبو طاهر ٣٠ ألف حاج ، وقلع الحجر الأسود وباب الكعبة والكسوة ، لكنه لم يستطع أن يمس شعرة من رأس هذا الشخص
أخبركم أن الله يدافع عن أمثال هذا الشخص ، كما تعهد ﷻ ؛ (إن الله يدافع عن الذين آمنوا) ، وقلت فيما سبق أن (المؤمنين) شيء و(المسلمين) شيء آخر ، وإستدللت بالآية من سورة الذاريات : (فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين) فقد أنقذ الله المؤمنين من البيت الذي كان يحتوي مسلمين ، ولكن لم يكونوا كلهم مؤمنين ، فقد كانت فيهم زوجة سيدنا لوط ، وهي مسلمة ظاهرياً ، لكنها لم تكن من المؤمنين ، فلم ينقذها الله معهم ، وكم من المؤمنين اليوم ، وكم من المسلمين ، وفي أي فريق أنت
وهكذا الخيار الثالث ؛ يقتضي منك أن تكون من (المؤمنين) لكي تنجو من مخططات أتباع الدجال ، فكيف تكون منهم ؟
قلت في السابق : إمسك ورقة وقلم ، وإبحث في القرآن عن أي أمر يبدأ بـ(يا أيها الذين آمنوا) وطبقه بأسرع وقت
أوامر مثل : (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قومٌ من قومٍ)
وكف عن السخرية من أوضاع الآخرين وإيذائهم
أوامر مثل : (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم)
وتصدق أكثر مما تشتري الأشياء التي لا تحتاجها
أوامر مثل : (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوّامين لله ، شهداء بالقسط ولو على أنفسكم)
وقل الحق ولو على نفسك وقبيلتك وأبناء بلدك وأتباع مذهبك ، ولا تشجّع الثورة في بلد إن كنت تنكرها في بلد آخر ، ولا تشجع القمع في بلد إن كنت تنكره في بلد آخر ، وكن صادقاً مع نفسك
وتذكر الرجل الذي واجه أبو طاهر الجنابي
وواجه نفسك أنت
أخبرك ؛ إن إستطعت ذلك فسيدافع الله عنك
مدونة أكثر من رائعة ، تحياتي
ردحذف