حيرام أبيف المهندس الأعظم

هذا الموضوع عن شخصية غامضة ذات أهمية عظمى للماسونيين ، وإذ أعرض قصتهم عنه هدفي هو عرض معتقداتهم ، وطريقة تفكيرهم ، وهدف خططهم ، القصد من هذا الموضوع ليس أن تصدقوها 

هناك كم هائل من (الإسرائيليات) في التراث الإسلامي ، وهو متغلغل في معتقداتنا عن أنبياء بني إسرائيل ، مع أننا مأمورين ألا نصدقها ولا نكذبها 

فهناك فجوة عميقة في تواتر وإتصال المعتقدات اليهودية ، حيث هناك فجوة بين دخولهم مصر (في عهد سيدنا يوسف) وخروجهم منها (في عهد سيدنا موسى) ، وهناك فجوة بين جيل السبي (ما بعد آل داوود) ، وجيل العودة إلى فلسطين (عهد عزرا) ، وبين ذلك كانوا مستعبدين في بابل وممنوعين من التحدث عن تاريخهم ومزاولة عباداتهم

أما الماسونيين فتراثهم متصل منذ ما قبل الطوفان (هكذا يقولون) ، فعندما يقولون شيء يجب أن تضع تحته خطاً أحمراً ، لا تصدّقه وكذّبه ، لأنهم من فئة شياطين الإنس ، ولكن ضع تحت كلامهم خطاً أحمر ، كما قلت

عموماً ؛ موضوعنا هو حيرام أبيف

Hiram abbif

وهو رمز المهندس الأعظم الذي تجد أدواته الهندسية في كل رموز الماسون

وهو باني الهرم الأكبر وبرج بابل وكل أعجوبة في العالم ، لكن ما يهمنا هو علاقته بهيكل سيدنا سليمان ، وسر تعلق الماسونيين بالهيكل

فهم يقولون أنه هو المهندس الذي كلفه سليمان ببناء الهيكل ، وهو باني الصرح الممرد من قوارير ، وكل شيء

وهو الذي جلب عرش سيدتنا بلقيس

نعم هم يقولون أنه هو (الذي عنده علم من الكتاب) 

أما (آصف بن برخيا) الذي يقول العرب أنه الذي جلب العرش ، فلم أجد عنه شيء سوى في الكتب العربية ، واليهود والمسيحيين لا يعلمون شيء عن موضوع عرش بلقيس ، أو آصف بن برخيا ، فمن أين أتى العرب بهذا الإسم ؟ نحن لا نعلم

عموماً ؛ إذا تأملنا فيما قاله القرآن عن هذا الشخص الذي جلب العرش ؛

 فـأولاً ؛ (لديه علم من الكتاب) وهذا الكتاب كذلك لا نعرف عنه شيء . وأنه غلب العفريت الذي تعهد بجلب العرش قبل أن يقوم سليمان من مكانه ، فجلب هذا الشخص العرش بلمح البصر

ثانياً ؛ بعض المفسرين يقولون أنه نفسه (الذي آتيناه آياتنا فإنسلخ منها ، فأتبعه الشيطان ، فكان من الغاوين) 

عموماً ؛ نحن نجهل مصادر مفسرينا ، بما أنها ليست من اليهود ، والرسول ﷺ لم يتكلم عنه ، واليهود كما قلنا لا يعلمون الكثير عن تاريخهم 

وهكذا ؛ الماسونيين أصحاب التاريخ المتصل منذ ذاك الوقت يقولون أن (حيرام بن أبيف) هو الذي جلب العرش 

ويقولون أن الله أعطى سيدنا سليمان شيء سيطر بواسطته على الشياطين 

هذا الشيء غير معروف ، وهم لا يتحدثون عنه ، ولكن يقولون أن سليمان أمر (حيرام) أن يخبئه بالهيكل ، وأن الملك بختنصر البابلي عندما هاجم القدس وهدم الهيكل ، كان يبحث عن هذا الشيء ، وحتى فرسان الهيكل (الصليبيين) كانوا يبحثون عنه 

نحن -كما قلت- لا نعرف الكثير عن هذا الموضوع ، والقرآن يخبرنا أن سيدنا سليمان طلب من الله (ملك لا ينبغي لأحد من بعده) فأعطاه الله سلطة على الجن 

لكن هناك أمر غامض بخصوص سيدنا سليمان ، حيث نحن نعلم من القرآن ، وقصته مع مملكة سبأ ، وجيوشه ، وقصوره والمحاريب وغيره ، أنه كان ملك عظيم مهيب ، لكن نهايته نوعاً ما كانت حزينة ، فهو مات وحيد ، وليس حوله سوى الجن يعملون مكرهين بذلّ ، وقد ذهبت حاشيته وزوجاته وجيوشه ، ولم يعلم الجن أنه ميت إلا بعد فترة طويلة إستغرقتها الحشرات حتى أكلت (منسأته) ، وهذه قد تستغرق سنوات ، ظل سليمان متكئاً على (المنسأة) ، حتى خرّ صلوات الله وسلامه عليه على الأرض ، وإنطلق الجن يسرحون ويمرحون فرحين بموته

فما الذي حدث لسيدنا سليمان؟

فهل لـ(حيرام أبيف) دور بما حدث ، نحن لا نعرف على وجه التحديد ، لكن الماسونيين يقولون أن (حيرام أبيف) قُتل بواسطة شخصين في الهيكل ، ثم أخفيا الجثة ، وعندما لم يظهر في بلاط الملك ، بعث من يبحث عنه ، فوجدوا الجثة ، فحزن سليمان ، وأمر بدفنه دفناً لائقاً ، وقال : "لقد ضاعت علومه إلى الأبد"

ويقول الماسونيون ؛ أنه قام من الموت بعد ثلاثة أيام ، وغادر المملكة

وهذا ما يقولونه عن المدعو (حيرام بن أبيف) 

وهدف هذا الموضوع هو تسليط الضوء على سبب تقديسهم للهيكل ، وتسميتهم فرسان الهيكل ، ولماذا يريدون هدم المسجد الأقصى ، وعم يبحثون عنه