يذكر (الكامل في التاريخ) أن الملك النمرود هو الذي حاكم سيدنا إبراهيم على جريمة تحطيمه الأصنام ، وهو الذي حكم عليه بالموت حرقاً ، وأن الحوار الذي دار بينهما: (إذ قال إبراهيم: ربي الذي يحيي ويميت قال: أنا أحيي وأميت)
إنتهى بقول النمرود : (أرب غيري ؟) ثم أمر بحرقه
وأنه لم يكن ليترك سيدنا إبراهيم حيًا ويهاجر من آشور ، لولا أن الشمس طلعت ذات يوم فلم يروها من كثرة البعوض ، فبعثها الله عليهم فإلتهمتهم ، حتى لم يبق منهم إلا العظام ، بينما لم يصب الملك شيء حيث كان محصناً جيداً ، ولكن بعوضة واحدة تسللت فدخلت في أنفه ، فقام بضرب رأسه بالمطارق ، حتى مات .
فخلفه الملك شمشي أدد الخامس فعفى عن السجناء المعارضين ، وكان سيدنا إبراهيم بينهم
هكذا إنتهى هذا الملك المذموم عند المسلمين ، والمقدس عند جماعة آخرين ، وهم الماسونيين ، فهو مؤسس جماعتهم والماسوني الأول والملك الأول الذي تمرد على الله ، وكان حلمه أن يحكم عالماً كاملاً ، يدين شعبه بدين واحد ، ويتكلمون لغة واحدة ، وتحكمهم شريعة واحدة ، وهو يسكن في برج بابل ، والعين الواحدة تتربع على قمته
ماذا يذكرك هدف النمرود : دين واحد ، لغة واحدة ، شريعة واحدة ، حاكم واحد ، ألا يذكرك بـ (النظام العالمي الجديد) وهو المصطلح الذي إستخدمه الرئيس جورج بوش في خطابه بمناسبة إرسال القوات الأمريكية إلى الخليج في أغسطس 1990م ، حيث ذكر «عصر جديد»، و «حقبة للحرية»، و «زمن للسلام لكل الشعوب».
وأعلنت كل الدول قبولها للفكرة ، فكرة حكم من خلال الأمم المتحدة ، وجيوش يحركها مجلس الأمن ، وصحة تراقبها منظمة الصحة العالمية ، ونقد يصكه صندوق النقد ، وهكذا
وما عارض إعلان الرئيس بوش إلا أتباع النبي الذي تصدى للفكرة في مهدها قبل خمسة آلاف عام ، (ملة أبيكم إبراهيم ، هو سماكم المسلمين من قبل)
وما زال سيدنا إبراهيم يقارع الطغاة
احسنت
ردحذف