الأحد، 22 مارس 2015

السر و أخفى

(وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى)

(الجهر بالقول) معروف ، و(السر) معروف وهو ما تكتمه عن الآخرين ، فما هو (الأخفى) ، الأخفى من السر ؟ 

إنه سرك الذي حتى أنت لا تعلمه ، إنه اللاشعور ، أو العقل الباطن .

وهو جزء منك ، خفي عنك ، مع ذلك فهو يتحكم ب 60 % من سلوكك اليومي . بمعنى أنك لا تعرف السبب الحقيقي ل60 % من أفعالك اليومية , وإذا تساءلت لماذا فعلت (أمرا ما) فسيبرر عقلك ذلك , وبسبب منطقي مقنع , لكنه ليس السبب الحقيقي ، فالسبب لذلك السلوك يبقى كامنا في أعماقك ، في (الأخفى) ، المكان الذي لا يعلمه إلا الله . 




يحذر العلماء من أن الأفكار التي تنطبع بالعقل الباطن يصدقها الجسد وتطبقها الخلايا ، فمثلاً ؛ لو ظللت تفكر بإن الوجبات السريعة ستصيبك بالسمنة فسيحولها عقلك الباطن إلى واقع فعلي ، وهكذا ؛ عقلك الباطن يشبه التربة التي تتقبل أية بذور أفكار ، حقيقية أو زائفة .

لديك مارد في قمقم مستعد لتحقيق أفكارك بكل الوسائل المتاحة لديه ، مع ذلك نحن لا نستخدمه إلا لإلحاق الضرر بأنفسنا ، من خلال أفكارنا السوداوية عن أنفسنا والأشياء من حولنا.

 
 
 
يقول د. جوزيف ميرفي في كتابه (قوة عقلك الباطن) : ممكن لعقلك الباطن أن يأمر الخلايا فتعيد بناء نفسها ، أو تقاوم سرطاناً ، وهناك علاج يدعى (بلاسيدو) قائم على قوة العقل الباطن وقدرته على الشفاء ، وقد جُرّب على مرضى السكري ، فأعطوهم سكاكر على أنها أدوية ، وكانت أجسامهم تستجيب للسكاكر وكأنها علاج فعال ، وكان معدل السكري ينخفض لديهم.

ينبه الدكتور أن عقولنا الباطنة تعج بالمعتقدات الخاطئة ، مثل تعرضنا للحسد بإستمرار ، وسوء الحظ الذي يلاحقنا ، وأن الأشياء التي نحبها تزول دائماً ، وأن أمنياتنا لا تتحقق.

عقلنا الواعي هو حارس بوابة اللاشعور ، وهو يخضع كل شيء للمنطق ، والمتعارف عليه ، مثل إن أكلت وجبات سريعة ستسمن .

في المقابل عقلنا الباطن غير قادر على إجراء العمليات الإختيارية والتفاضلية للمنطق ، ولا يعقد المقارنات ، ولا يفكر من تلقاء نفسه .

ولذلك فإن أوحيت لعقلك الباطن أنك لن تسمن مهما أكلت ، فسيصدق وسيستجيب جسدك .

ولكن عقلك الواعي يعلم تماماً أن ذلك إيحاء زائف ، مهما رددته .

عقلنا الواعي يخزن منذ الصغر حقائق ومسلمات ، فرضها علينا الآخرون ، ولن يصدق أي شيء خارج تلك المنظومة .

فيكف نقنع عقلنا الواعي بالتغاضي عما أخبرنا الآخرون كمسلمات وحقائق ، ونجعله يمرر أية أوامر منا إلى عقلنا الباطن؟





يجب علينا إعادة برمجة أنفسنا لتحديد ما هو منطقي ، وحقيقي ، فمؤتمر كوبنهاجن يخبرنا أن كل ما نعرفه عن الفيزياء وقوانين الطبيعة ؛ غير صحيح ، وأن العالم عبارة عن ؛ مجموعة من الإحتمالات التي يحددها وعينا ، وأن المادة ليست شيء وإنما هي طاقة مترابطة ومتحولة بإستمرار ، وجزيئاتها (تحت ذرية) ذات وعي ، وهي تتصرف بطريقة مغايرة عندما يراقبها العلماء ، فإذاً الشيء الوحيد الذي يحول الإحتمالات إلى واقع ، هو نحن .





فالقرآن يخبرنا أن أصحاب الكهف ناموا ثلاثمائة عام ولم تبلى أجسادهم ، وسيدنا إبراهيم نادى طيور مقطعة فقامت تسعى إليه . أما سيدنا عيسى فكان يصنع الطيور من الطين فينفخ فيها فتطير . وهناك شخص تساءل كيف يحيي الله بلدة ميتة فأماته مئة عام ثم أحياه ليجد أن طعامه وشرابه على حالهما بينما حماره تحول إلى عظام ، ثم قامت خلايا الحمار تتشابك وتعود لحماً ودماء ، حتى قام ينهق أمام عيني صاحبه . 

القرآن يخبرنا أن هناك إمكانية لكل شيء ، وأن الله قادر على كل شيء ، وأنه هو رب الأسباب ، وأنه لا يوجد شيء إسمه مستحيل ، أو قانون ، أو منطق ، أو واقع ، بل يوجد قدرة الله المطلقة ، فقط .





أعد كتابة سيناريو حياتك ، وأخرج من الصندوق الذي حشروك فيه من الصغر ، وأعد برمجة عقلك الواعي ليتقبل المستحيل وغير المألوف ، واتبع الخطوات التالية :

١- أحب نفسك ، وإعلم أنك ستصبح رشيقاً مهما أكلت ، وستصبح جميلاً مهما كبرت ، وستغتني مهما أنفقت .
٢- غير عاداتك الإنهزامية بأخرى إنتصارية ، عزز ما هو إيجابي في حياتك ، وإعلم أنه ستتفتح الطرق أمامك ولو لم تفعل شيء ، وستأتيك الأشياء الرائعة لوحدها.
٣- توقف عن معاقبة نفسك وتأنيبها وجلد ذاتك بسبب الفشل والأخطاء ، هنيء نفسك على النجاح والسعادة مقدماً ، ردد حديث تحفيزي تشجيعي بينك وبين نفسك وغذه دوماً.
٤- آمن بنفسك ، إعلم أن كل شيء ممكناً ، وأن الإحتمالات كلها مفتوحة ، ولا يوجد عوائق ، ولا مستحيل بتاتاً ، وأنه يمكنك القيام بكل شيء ، وأن تملك كل ما تريد .
٥- تفلت من سيطرة الخوف ، وإعلم أنك تصنع وحوشك ، وأن لا شيء ممكن أن يمسك بسوء.
٦- لا تجهد نفسك بأي شيء ، إسترخ وتأمل واستمتع بالحياة ، مارس تمرين التنفس ، ومارس رياضات مثل اليوچا والسباحة والمشي .
٧- إستكشف جانبك الروحاني ، وصف ذهنك ، وإعلم أن الكون كله أنت .
٨- تقبل كل تغيير ، واعتبره فرصة لشيء جديد وجميل ، ردد قول (إميل كوتيه) ؛ "في كل يوم وبكل وأي طريقة ، سأصبح أفضل وأفضل".

هناك تعليقان (2):

  1. "في كل يوم وبكل وأي طريقة ، سأصبح أفضل وأفضل"
    شكراً جزيلاً لمعلوماتك المفيدة والقيمة

    ردحذف