بحر البلطيق شمال أوروبا ، من أشرس البحار بسبب الرياح القطبية العالية والمتجمدة ، ولذلك يقبع في أعماقه أكثر من مئة ألف سفينة غارقة ، ويعتبر قبلة المغامرين الباحثين عن الكنوز
احد المغامرين ، وهو فريق (أوشن إكس) وجد شيئاً غريباً في شهر يونيو من عام ٢٠١١ ، على عمق ستين متر ، بينما كانوا يبحثون عن سفينة روسية غارقة ، لكن الذي وجدوه على شاشة سونار المسح البحري لم يكن يشبه أي شيء رأوه سابقاً
Baltic anomaly
أو الجسم البلطيق الغريب كما يسمونه ، له شكل القرص ، ولكن بتضاريس ذات نمط ، وكان هائلاً (٣٠٠٠ متر مربع) ، ولم يكن يشبه أي شيء رأوه - أو أي أحد رآه - سابقاً
ففعلوا ما لن يفعله أي باحث عن الكنوز ، وهو مشاركة الآخرين بالمعلومات ، فعلوا ذلك لأنهم إحتاجوا مساعدة الجميع ، بخصوص تصوير ، والغوص ، ومعرفة ما هو هذا الشيء ، وهي مغامرة مكلفة مادياً ، خصوصًا إن لم يكن يحتوي على كنز ، وهذا الشيء لا يبدو أنه كذلك
ولكن ما أن أفصحوا عن المعلومات ، وصور السونار التي إلتقطوها له من أعلى ، حتى تلقفت المحطات الإخبارية الخبر والصور بإهتمام بالغ
وآتت خطوة فريق (أوشن إكس) ثمارها ، وعرضت المساعدة المالية ، تحديداً من إسرائيل ، وكان هناك شرطاً مهما ، جلب قطعة منه ، ليتم فحصها مخبرياً
وافق الفريق ، وقد أرسلوا كاميرات إلتقطت بعض الصور من بعيد
ولكن واجهتهم مشكلة ، أن الأجهزة تتعطل عندما تقترب من الشكل ، فلن تنفع الغواصات الصغيرة او الربوتات ، ويجب أن يغوص شخص إليه
قبل الغواص ستيفان هوجبورن المهمة ، وهو من أكثر الغواصين خبرة بالغوص في هذه المنطقة الخطرة ، وقد غاص أكثر من ستة آلاف مرة هناك ، لكنه يقول أنه رأى كل شيء تحت البحر ، لكن ذاك الشيء كان مختلفاً
مع ذلك فقد أنجز المهمة المطلوبة منه ، وقد اتى بقطعة من الجسم ، وأرسلت إلى إسرائيل
الفحص الأولي أظهر أن مزيج القطعة يشبه حمم البراكين المتجمدة ، وأنه يعود إلى حقبة العصر الجليدي الذي يسبق وجود البشر
يقول البريفيسور الجيولوجي فانت بيورك أن الأمر من هنا يبدو طبيعياً جداً ، فعلى الرغم من أن أقرب بركان للجسم يبعد مئات الأميال ، إلا أن الجليد قادر على حمل أحجار بحجم الجسم وحملها طوال تلك المسافة ، وحتى أبعد من ذلك
لكن الفحوصات التالية في المختبرات الإسرائيلية كشفت المزيد ، فالجيولوجي ستيف وينر يقول أن المزيج الذي تتكون منه القطعة مع أنه يبدو كمزيج البراكين ، إلا أنه يستحيل أن يتكون لوحده في الطبيعة ، فنسبة البلاتين العالية الموجودة فيه لا تكون في الحمم الطبيعية ، بل تكون في صواريخ الفضاء ، والأقمار الصناعية ، فمن صنع تركيبة المعدن الذي يتكون من بدن الجسم ، كان يصنعه ليقاوم الإشعاعات الفضائية العالية ، والحرارة الهائلة ، والبرودة الشديدة
وهكذا أثبتت القطعة ان أياً ما كان يرقد في قعر بحر البلطيق فهو صناعي ، ومعدني
يقول البريفيسور أندرو لامبارت ، بعد دراسة صور السونار ، والتقرير الإسرائيلي ، أن هذا الجسم يعود لحقبة الحرب الباردة بين روسيا وأمريكا ، وأنه جهاز إنذار مبكر، وهذا سبب تعطل الأجهزة عندما تقترب منه ، وهناك ضابط سويسري يرجح أنه تابع للجيش الألماني أبان الحرب العالمية الثانية
ولكن يدحض هذه النظرية ؛
أولاً : عمر القطعة الذي يعود للعصر الجليدي
ثانياً : أن هناك مجرى يدل على أن الجسم تحطم في تلك المنطقة ، بينما كان يطير أو يبحر بسرعة عالية ، وأنه إنفصل إلى جسمين أحدهما (الأصغر) كان فوق أو تحت الأكبر ، الجسم الثاني يبعد حوالي ستمائة وخمسين قدم
مؤيدوا هذه النظرية يقولون أن مصدر الجسم غير ارضي حتماً ، فالمجرى المحفور عميق ، والذي لم تقدر التيارات المائية على دفنه ، يدل على سرعة هذا الشيء الهائلة ، ولم تفعل أي طائرة متحطمة أو سفينة غارقة مثل ذلك قط
وليس هناك أي طائرة أو سفينة قادرة على حمل شيء بمثل حجمه ووزنه ، فإذاً كان هذا الشيء يتحرك لوحده ، ولم يستطع الإنسان بعد أن يخترع محرك يمكنه جعل شيء بحجم هذا الشيء أن يجري بتلك السرعة
وكمية التيتانيوم التي في بدنه مكلفة جداً ، ولا تصنع منها السفن او الطائرات ، بل مكوك الفضاء والأقمار الصناعية ، ولا فائدة من صنعه بتلك التكلفة لكي يكون مجرد نظام إنذار مبكر
ويبقى الجسم المجهول قابعاً في قعر البحر ، وسره غامضاً
كيف تاكدوا ان عمر هذا الشي 14 الف سنه فالغريب ان حركة مياة البحر لم تؤثر كثيرا على هذا الجسم اذا كان بالفعل عمره 14 الف سنه
ردحذف