في خواتيم سورة البقرة أمر مهم جداً ، هو : ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ ، وَالْمُؤْمِنُونَ ، كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ ، لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ، وَقَالُوا : ((سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا)) غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾
ما أن تقول ((سمعنا وأطعنا) وتقر بها ، يصبح هذا (ميثاقاً) ملزماً ، مثل عقد قانوني عليه توقيعك ، إن إلتزمت ببنوده ، يؤهلك لأن يوفِ الله بطرفه من هذا الميثاق ، فيدخلك الجنة ، أما إن أخللت في بنوده فجزائك جهنم
ما أن تقول ((سمعنا وأطعنا) وتقر بها ، يصبح هذا (ميثاقاً) ملزماً ، مثل عقد قانوني عليه توقيعك ، إن إلتزمت ببنوده ، يؤهلك لأن يوفِ الله بطرفه من هذا الميثاق ، فيدخلك الجنة ، أما إن أخللت في بنوده فجزائك جهنم
وهناك تحذير من نقضه :
(الذين ينقضون ((عهد الله من بعد ميثاقه)) + ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل + ويفسدون في الأرض = أولئك هم الخاسرون) |
ولكن هناك حالتين من النقض ، هناك من ينقضه بغير سبق إصرار وتعمد ، من خلال الإخلال ببعض بنوده ، ويكون أمر ميثاقه موكولاً إلى الله ، إما يتمه وإما لا يتمه
وهناك من يتحلل كلياً من (الميثاق) : (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا ۖ قَالُوا ((سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا))
وهذا التحلل خطير جداً ، والله أعلم كيف يكون إصلاحه ، إن كان من الممكن إصلاحه
وهذا (الميثاق) يعده الله نعمة منه ، لعدة أسباب ، أهمها : كونه أتفاق واضح وصريح ، بينك وبينه ، مباشرة:
﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ((مِيثَاقَهُ)) الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ ((سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا))﴾
عموماً : (الميثاق) هذا خطير جداً ، وللإخلال به تبعات خطيرة
فكيف نعرف بنوده ، حتى نأمن عدم نقضه؟
إنتبه إلى كل أمر قرآني مباشر (لا يغتب بعضكم بعضا) ، ( لا تنابزوا بالألقاب) ، (فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع) ، (ولا تقربوا الزنى) ، (أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) ، (لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) ، (أطيعوا الرسول) ، (ولا تأكلوا مما لم يذكر إسم الله عليه) ، (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) ... وهكذا
أما ما ليس به امر مباشر ، فهو لا يخضع للـ(ميثاق) ، وإنما هناك أشياء تقربك من نقض العهد ، وهناك أشياء تبقيك في الجانب الآمن ، وهي تدعى (حدود الله) ، وهذه الحدود ما إن تتعداها حتى ينتقض (الميثاق)
وكمثال : (الخمر) ، هناك أمر مباشر (لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) وهو داخل من ضمن (الميثاق) بأمر مباشر) ، وإتيانه يخل ببنود الميثاق ، أما شربها وحده فهو خطر ، وسيقود إلى الإخلال بـ(الميثاق) عاجلاً أو آجلاً ، لا محالة:
وهكذا
جمييييل
ردحذف