الجمعة، 9 يناير 2015

أين جبل الطور


أولاً لماذا لا يمكننا الإعتماد على المعلومات في التوراة:

فقد فقدت التوراة المرة الأولى كما يخبرنا سفر (صموئيل) الأول : "فحارب الفلسطينيون ، وإنكسر إسرائيل ، وهرب كل واحد إلى خيمته ، وكانت الضربة عظيمة جداً ، وسقط من إسرائيل ثلاثون ألفاً ، وأُخذ تابوت الله"

ويخبرنا سفر التثنية عن أهمية التابوت : "وعندما كمل موسى كتابة كلمات هذه التوراة في كتاب الله تمامها ، أمر موسى اللاويين حاملي تابوت عهد الرب قائلاً : خذوا كتاب التوراة هذا ، وضعوه بجانب تابوت عهد الرب إلهكم ، ليكون شاهداً عليكم" 

وهكذا أخذ الفلسطينيون التابوت ، وبه العصا والتوراة وأشياء أخرى.

ثم أعادوه (بعد سبعة أشهر ، أو عشرين سنة) إلى بني إسرائيل بسبب مشاكل حدثت لهم كما كما يخبرنا سفر صموئيل الأول ، مثل وباء ، وتحطم صنم إلههم وسرقة ذهبهم

والسفر لا يخبرنا بالضبط ماذا حدث للتوراة وباقي الأشياء في التابوت ، وهل أعاد الفلسطينيون التابوت بمحتوياته ، أم عاد فارغاً ، لكن إكتشاف (حلقيا) سفر من التوراة بالصدفة ، وحزنه على نسيانه وما به من أحكام ، يدل أن التابوت عاد ناقصاً.

وكذلك يخبرنا القرآن أن التابوت أعادته الملائكة ، فيه (بقية) وربما (البقية) تعني بواقي من أصل كامل ، عبث به الفلسطينيون ، عموماً الملائكة أعادته لهم كدليل على شرعية حكم (طالوت) : "وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ ، أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ" 

عموماً ؛ نزول كتاب سماوي جديد (الزبور) على سيدنا داوود ، قد يدل على أن التابوت الذي أعادته الملائكة لم تكن التوراة كاملة فيه ، ولذلك أُعطوا الزبور ، ليسد النقص.


عموماً ؛ كانت التوراة موجودة أو غير موجودة ، ذلك لن يحدث فارق ، لأن (بختنصر) قرر شطب دولة (آل داوود) من الوجود : "وفي الشهر الخامس ، بالشهر السابع ، من السنة التاسعة عشر للملك نبوخذنصر ملك بابل ، جاء (نبوز رادان) رئيس شرطة ، عبد الملك ، إلى أورشليم ، وأحرق بيت الرب ، وبيت الملك ، وكل بيوت أورشليم ، وكل بيوت العظماء ، أحرقها بالنار"

وهكذا أحرق الملك البابلي كل نسخ التوراة ، وأخذ بني إسرائيل إلى بابل ، بما يسمى (السبي البابلي) ، ونُسيت التوراة ، وموسى ، والجبل ، لمائة سنة ، حتى جاء (عزرا) 
أو (عزير)

وهكذا بعد ضياع التوراة والزبور وكل الأسفار ، جاء (عزرا) وكتب كل ذلك في العام ٣٩٨ قبل الميلاد 

قال وهب بن منبه : "أمر الله ملكاً ، فنزل بمغرفة من نور ، فقذفها في (عزير) ، فنسخ التوراة حرفاً بحرف ، حتى فرغ منه"

ويورد ابن كثير قصة أخرى : "وكان أبوه (ساروغا) قد دفن التوراة أيام بختنصر ، في موضع لم يعرفه أحد غير العزير ، فانطلق بهم إلى ذلك الموضع ، فحفره فاستخرج التوراة ، وكان قد عفن الورق ، ودرس الكتاب" 

أما ابن الأثير فذكر قصة ثالثة : "كان (عزير) قد أُخذ مع السبي ، فلما عاد عزير إلى بيت المقدس ، مع بني إسرائيل ، بدأ يبكي ليلاً نهاراً ، وانفرد عن الناس ، فبينما هو كذلك حزين ، إذ أقبل إليه رجل ، وهو جالس ، فقال : يا عزير ، ما يبكيك؟
فقال : أبكي لأن كتاب الله كان بين أظهرنا فعدم 
قال : أفتريد أن يرده الله عليكم؟
قال: نعم
قال : فارجع ، وتيمم ، وتطهر ، والميعاد بيننا غداً ، هذا المكان
ففعل عزير ، ذلك ، وأتى المكان ، فانتظره ، وأتاه ذلك الرجل بإناء فيه ماء ، وكان ملكاً بعثه الله في صورة رجل ، فسقاه من ذلك الإناء ، فتمثلت التوراة في صدره ، فرجع إلى بني إسرائيل ، فوضع لهم التوراة"

وهكذا ، وبعد ثمانمائة عام ، كتبت التوراة ، بواسطة شخص ، إختلف العلماء فيه ، قيل نبي ، وقيل غير ذلك (عطاء بن أبي رباح والحسن البصري) ، والقرآن لا يخبرنا الكثير عنه ، فقط : "وقالت اليهود عزير ابن الله"

و(عزرا) لم يكتب التوراة فحسب ، بل هو حدد مكان الهيكل (المسجد الأقصى) ، حيث قرر الملك الفارسي (قوروش) أن يعيد بني إسرائيل إلى موطنهم الذي إقتلعهم منه (بختنصر) ، لكنهم نسوا أين هو ، خلال السنوات المائة التي قضاها بنو إسرائيل في السبي ، لكن مثلما كتب لهم التوراة ، (عزرا) قادهم إلى فلسطين ، وحدد لهم مكان بناء الهيكل 

ولكن هل كان (عزرا) مصيباً ، حسب الدكتور إسرائيل ولفنسون ، والدكتور إسرائيل فلنكشتاين ، أروشليم ليست في فلسطين بتاتاً 

لنناقش مكان (أورشليم) من خلال قصة سيدنا سليمان ، باني الهيكل الأصلي 

نجد أن سليمان إصطدم بمملكة سبأ ، بسبب عبادتهم للشمس ، وهددهم بالحرب ، وأتته ملكتهم بلقيس وآمنت معه

لكن أين فلسطين من اليمن وأثيوبيا ، وإن كان سليمان في فلسطين لماذا ترك جيرانه الملاصقين له ، الفراعنة والبابليين والكنعانيين المشركين ، وذهب يهدد بلقيس في اليمن

الأمر الغريب ، والذي لن نجد تفسيراً له سوى أن سيدنا سليمان كان قريباً من سبأ 

فرضية الباحث رون وايت
Ron wyatt
تقرر أن وجهتي (الأولى والثانية) لسيدنا موسى في الخروج من مصر كانت شبه الجزيرة العربية

في كلتا المرتين كان يجب عليه أن يتجنب الذهاب إلى سيناء لسببين الأول : إنتشار الجيش المصري فيها .

ثانياً : مناجم النحاس والفيروز التي ينقب عنها الفراعنة منذ ثمانية آلاف عام في صحراء سيناء ، والتي لم تكن خالية ، بل تحوي العديد من المستوطنات والمعابد والثكنات العسكرية



في خروج سيدنا موسى الأول (بعد قتله للمصري) ، وصل إلى (مدين) ، في تبوك شمال غرب الجزيرة العربية .
وحسب ابن تيمية : أن الذي صاهره موسى آنذاك لم يكن شعيب النبي ، وذلك لأن أولئك القوم أهلكهم الله في (يوم الظلة) وبينهم وبين حقبة موسى قرون

عموماً ؛ كانت شبه الجزيرة خارج نفوذ الفراعنة ، وكانت الإختيار الأمثل أمام أي عائذ من المصريين ، وكونها على ضفاف البحر الأحمر كان من المنطق أن موسى عبر بحراً إليها

أحد أسباب ترجيح الباحث رون وايت كون شاطئ نويبع هو الطريق الوعر الذي يؤدي إليه

والذي لن تستطيع عربات المصريين أن تقطعه بسرعة عالية ، مما يمنح بني إسرائيل الوقت

كون شاطئ نويبع صغير ومغلق ، والطريق إليه وعر ، حال دون تحوله إلى ميناء يعبر إلى شبه الجزيرة ، مع أن المسافة قصيرة ، كما يمكنك أن ترى بالصورة .
مما شجع الباحث رون وايت على أن يجزم أنه مكان عبور بني إسرائيل

نأتي هنا إلى ما يدعى بـ(جسر نويبع) وهو جسر طبيعي طوله ثمانية أميال حتى الضفة السعودية ، وعرضه نصف ميل ، وعمقه ٣٣ متر ، بينما بجانبيه يبلغ العمق ٣٠٠-٥٠٠ متر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق