هناك ثلاث مشاعر قد يشعر بها أياً منا عند مشاهدة هذه الصور :
أولاً : لدينا الحديث : (( مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى ))
الحديث يخبرنا أن هناك سمة وطبيعة للمؤمنين ، وهي أولاً : (السهر) إحساسهم بمعاناة أحدهم الآخر ، ثانياً : (الحُمّى) وهي ترجمة الإحاسيس إلى فعل ، في تشبيه حال المؤمنين بالجسد ، أولاً يشعر بالمرض ، ثم يترجمه إلى فعل (الحُمّى) وهي إرتفاع درجة الحرارة
ثانياً : لدينا الآية من سورة النساء : (فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ : قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيداً)
وهي تصف مشاعر (المنافقين) اللامبالية أمام معاناة المسلمين
ثالثاً : لدينا الآية من (آل عمران) : (إن تمسسكم حسنة تسؤهم ، وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها)
وهي تصف مشاعر (غير المؤمنين) في نظرتهم لمعاناة المسلمين ، وتختصر مشاعر الشماتة والسخرية من مصابهم
وهكذا لدينا ثلاث مشاعر :
أولاً : الإهتمام : المؤمنين
ثانياً : اللامبالاة : المنافقين
ثالثاً : الفرح للمصائب : غير المؤمنين
فإنظر لمشاعرك وإختر لنفسك ما شئت
أما إن إخترت الأول فترجمه بالفعل (الحُمّى) لكي ينطبق عليك الحديث الشريف ، وإبحث عن أي طريقة لتطبقه فوراً . أسهل طريقة هي : إبحث في جوجل ؛ (الدفع أون لاين لإغاثة الشعب السوري)
ولا تقل لا أستطيع ، فقد قالها أناس من قبلك
فذلك أخطر ما يمكنك أن تفعله ، أن تلقي باللوم على طبيعتك : (أمة ضحكت من جهلها الأمم) ، تلقي باللوم على ظروفك : (ماذا بإمكاني أن أفعل) ، تلقي بالمسؤولية على الآخرين : (الحكومة يجب أن تتصرف)
بل يجب أن تبادر فوراً ، وتتصرف
وإلا فسيتغلف قلبك
--------------------
إنتهى إلى هنا موضوعي في الإنستجرام . فجمعت البيانات من الردود ، فإتضح التالي:
١- (٢،٥٪) تعاطفوا وتصرفوا ، أو سيتصرفون لاحقاً
٢- (٩٢،٥٪) كانوا لا مبالين ، وإكتفوا بوضع رمز قلب محطم ، أو دعوا ، أو إعترفوا بلامبالاتهم
٣- (٥٪) تشمتوا بهم وفرحوا لمصابهم
كلنا نعتقد بأننا أكثر المؤمنين ورعاً ، ولكن يخبرنا الحديث أن الإيمان فعل وليس ميزة تولد معنا : (الإيمان بضع وسبعون شعبة ، أعلاها : قول لا إله إلا الله ، وأدناها : إماطة الأذى عن الطريق)
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في تفسير قصة سيدنا لوط : (فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) .
: "الآية فرقت هنا بين (المؤمنين) و(المسلمين) ؛ لأن البيت الذي كان في القرية بيت إسلامي في ظاهره ، إذ إنه يشمل امرأة لوط التي خانته ، لكن من أخرج منها ونجا فإنهم (المؤمنون)"
ونحن في أمس الحاجة لأن ينجينا الله . يؤسفني أن أخبركم أعزائي المتابعين ؛ أن أعداء الله يخططون وينفذون على قدم وساق ، وهم لم يعودوا أعداء الأمة ، لأن الأمة لم يعد لها وجود كوحدة متماسكة ، وهي لا تكن لهم العداء ، وإنما تكن العداء وتحارب وتتآمر على نفسها
وكان أعداءها لديهم مخطط هائل في مطلع الألفية الأولى ، حيث هاجمها الفرنجة في الأندلس ، والصليبيون من الشام ، والتتار من فارس ، في آن واحد . لكن مخططهم فشل آنذاك ، وها هم يتهيئون لإعادة الكرة في مطلع الألفية الثانية
ونحن بحاجة لأن ينجينا الله ، فلا ترض بأن تكون من المسلمين (ظاهري الإيمان) ، وإنما كن من المؤمنين
https://secure.avaaz.org/ar/no_more_drownings_gulf/?bcfSjhb&v=64618
ردحذفأتمنى أقدر أفيد بهذا الرابط .. لربما تكون محاولة يائسة ..