السبت، 22 أغسطس 2015

أهل السنة في إيران

يأمرنا الله في سورة المائدة : {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون } 

فنحن مأمورين بالعدل ، حتى ممن آذونا ، فيجب علينا أن نتحكم في عواطفنا ، وأن نجعل ذلك في سبيل مرضاة الله ، وإمتثالاً لأوامره

وسائل الإعلام دائماً ما تتهم إيران بإضطهاد أهل السنة ، ومنعهم من مزاولة شعائرهم ، وهناك صور لإعدام أشخاص سنة ، بالحقيقة ؛ بعد البحث بالإنجليزية ستجد أن معظمهم إما تجار مخدرات وقتلة ، وإما ثائرين على النظام 

هذا بحث متواضع عن أهل السنة في إيران ، هذا وأنا سني ، وصاحب بلوج محجوب في إيران ، لسبب لا أعلمه ، عموماً حاولت أن أكون حيادياً وموضوعياً حسب المستطاع ، ولكم حرية القرار

ينص الدستور الإيراني على أن المذهب الشيعي هو المذهب الرسمي للدولة ، ولكنه مع ذلك يعترف بالمذاهب السنية الأربعة ، ويعتبرهم مصدراً للتشريع والتقاضي في المناطق ذات الأغلبية السنية ، وهكذا قوانين الأحوال المدنية السنية تطبق في المناطق السنية ، ففي بلوشستان وسيستان المذهب الحنفي هو مصدر التشريع في الزواج والطلاق والميراث وغير ذلك ، وفي شمال إيران يطبق المذهب الشافعي ،  كما يمثل لدى السنة في البرلمان الإيراني 15 عضو تقريبا ، ولا يحدد لهم  الدستور عدد معين ، وإنما يدع ذلك لمشيئة الشعب .




ورغم أن نائب رئيس الجمهورية يكون سنيا كثيرا من الأحيان ، إلا أن الدستور يشترط في الرئيس أن يكون شيعياً ، وهو ما يراه السنة نوعاً من التمييز ، أما أعلى منصب وصل إليه سني فهو (عضو مجلس خبراء) وهو أعلى سلطة في إيران بعد المرشد ، حيث وصل إليه (محمد إسحق مدني) وهو من سيستان ودرس العلوم الشرعية في السعودية وباكستان.



أما بخصوص مساجد السنة ، فلم أجد إحصائية رسمية ، وأكثر ما إطمأننت إليه هو مقال للـ(يورونيوز) بأن هناك ١٥ ألف مسجد للسنة في إيران ، لا أعلم كيفية توزيعها ، لكن أدناه لائحة مساجد السنة ومدارسهم الفقهية التي يحصيها (الباحث الإسلامي) وهي موثوقة تماماً:

http://www.islamicfinder.org/worldIslamicCountry.php?more=more&startPoint=0&endPoint=50&country=Iran&lang=arabic

المشكلة التي يواجهها أهل السنة ، وهي التي يفهمها إعلامنا العربي خطىاً ، وتارة يزعم بأنه لا يوجد مسجد للسنة في طهران وغيرها



 المشكلة هي : صلاتي العيد والجمعة ، حيث ينص القانون الإيراني على أنه تقام صلاة جمعة واحدة في كل مدينة حسب مذهبها السائد ، وسبب ذلك ترسيخ مفهوم الوحدة للشعب الإيراني



 فمثلاً : السنة في المناطق ذات الغالبية الشيعية لا يمكنهم إقامة صلاة جمعة خاصة بهم ، وينطبق أيضا على الشيعة في المناطق ذات الغالبية السنية



حيث تعتبر صلاة الجمعة والعيد رمز لوحدة الأمة ، وعندما يصلي الجميع معاً وجنباً إلى جنب فذلك يقوى الروابط الدينية والقومية 



ولكن في الواقع أن السنة يضايقهم هذا الأمر، ورغم أن هذه القاعدة المعمول بها منذ الشاه ، إلا إنه في السنوات الأخيرة بدأت تقام صلوات جمعة سنية (في قاعات) بموافقة الحكومة في طهران ذات الغالبية الشيعية ، ولكن أهل السنة يطالبون بحقهم بصلاة الجمعة والعيد في مساجدهم الرئيسية بطهران.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق