في 27 يونيو 2012، بثت قناة (أنيمال بلانيت) التابعة لمحطة (ديسكفري) فيلماً وثائقياً بعنوان (حوريات البحر: الجثة التي عثر عليها) ، وهم يعترفون أنه عمل خيالي بحت , يكشف التواطؤ الأمريكي الحكومي مع المنظمة الفدرالية الأمريكية الوطنية للمحيطات والبيئة (NOAA ) والتي تمسح المحيطات منذ (140) عام ، بشأن إخفاء معلومات عن وجود حقيقي لمخلوق أسطوري هو (حوريات البحر) .
البرنامج كما قلنا تعلن المحطة بوضوح أنه خيالي ووهمي تماما ، وأن المختصين الذين يظهرون في البرنامج ممثلين بالحقيقة .
لكن بالحقيقة الذي فعلته المحطة غريب تماماً ، ولم تفعله من قبل ، كذلك المادة العلمية الدسمة التي يحتويها الفيلم ، والتي تفترض أن هناك بشراً قدماء ، مثل الإنسان النندرتالي ، وقد تعلم العوم وسكن البحر منذ ملايين السنين ،
فلماذا تخاطر محطة (دسكفري) ذات السمعة العريقة بمصداقيتها ، لكي تنتج فيلماً تعترف أنه غير حقيقي ، وأن الذين يظهرون فيه ممثلين ، وان كل المقاطع التي يحتويها مفبركة .
كتبت (لوس أنجلوس تايمز) :
"حوريات البحر" : خيال ! اتحتاج فيلماً وثائقياً لكي يخبرك ذلك ؟ ، وبكتابة صغيرة -يصعب ملاحظتها- تظهر في نهاية الفيلم ، وذلك يعفيهم من كل التبعات القانونية ، ولكن ماذا عنا ؟
بنشرات أخبار وهمية. ومقاطع ڤيديو وهمية ، ومقابلات خبراء وهمية، والإشارة إلى مؤامرة وهمية من البحرية الأمريكية ، ومنظمة البيئة والمحيطات ، وأنهم يبثون موجات سونار لدفع (الحوريات) للانقراض ، وأن إنتحار الحيتان يأتي عرضياً بسبب هذه الموجات.
الفيلم واقعي لدرجة أنه من الصعب -حتى بعد معرفة أنه خيالي- أن نميز بين ما هو حقيقي ومفبرك حقا.
يقول الناقد (براين سويتك) (Switek) :
أنا متأكد من أن (أنيمال بلانيت) أخلت مسؤوليتها قانونياً ، ولكنها تضرب ب(أخلاقياً) عرض الحائط . فعندما تعرض فيلم خيال علمي، وتجعله وثائقي، على نمط باقي أفلامها الوثائقية كلها ، تضع المشاهدين في حيرة تامة حول ما كانوا يشاهدون.
لا أدري ما هو الأكثر غرابة : التضليل المتعمد ، أم الإعتراف به ، أم كونه صادراً عن المحطة التي يستقي منها العالم المعلومات بلا شك ، أم الردود الرسمية على الفيلم ؟
نعم هناك نفي لمادة الفيلم من مصادر رسمية . فمنظمة المحيطات والبيئة (NOAA) أشارت بموقعها على شبكة الإنترنت : أن كل ما ذكر بالفيلم (لم يحدث أبدا).
وصرحت الحكومة الأمريكية : "ليس هناك أي دليل على وجود الحوريات"
"انها خدعة"، قال (روس فينشتاين) ، المتحدث باسم الأمن الداخلي الأمريكي ، ويضيف : "أن الفيلم لا يزال محتجزا في دائرة (السلع المقلدة والقرصنة) ، وأن علينا اغتنام الفرصة لإنفاذ القانون وحماية المستهلكين من خلال استهداف المزيفين والمدعين. وتتركز هذه العملية على هذا تحديداً ، وليس حرية التعبير بشأن حوريات البحر أو غيرها.
لماذا النفي؟ وتفنيد؟ والفيلم خيالي بإعتراف المحطة ذاتها .
والأعجب هو ما حدث في شهر مايو عام (2013) ، حيث أعلنت قناة (أنيمال بلانيت ديسكفري): أنها ستعرض (حوريات البحر: أدلة جديدة).
وبالفعل قدم هذا الفيلم أدلة جديدة : منها مشهد من محطة (سي أن أن) وهو حقيقي ، لكن الفيلم يخبرك أن المشاهد كلها مفبركة ، وهناك عرض بلدية مستوطنة (كريات يام) وهو حقيقي ويظهر محافظ المستوطنة الحقيقي ، لكن (أنيمال بلانيت) تقول هذا كله مزيف ، وكذلك موضوع المتحف وهو حقيقي برمته.
أصبح هذا الفيلم وتوأمه ، من الافلام المثيرة للجدل ، كفيلمين خياليين ، محاربين من جهات رسمية ، وشاهدهما (3.6) مليون مشاهد، في أول عرضهما ، محطمين الأرقام القياسية لكل أفلام المحطة السابقين ، والأغرب أن الفيلم ليس خدعة فقط -حسب قولهم هم- وإنما تكملة لخدعة سابقة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق