الأربعاء، 24 سبتمبر 2014

عام 624

 
 
قال الله ﷻ : ( الم @ غُلِبَتِ الرُّومُ @ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ @ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ @ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ @ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )

لنفهم (الحدث) الذي تتكلم عنه سورة (الروم) ، و(النبؤة) التي تبشر بفرح المؤمنين ، يجب أن نفهم ما حدث بالضبط : 

الحدث بدأ قبل (22) سنة من العام (624) ، عندما قام كسرى الثاني (خسرو) Khosrau بإِستغلال صراع البيزنطيين على السلطة ، فشن حرب مباغتة ضد الملك فوكاس Phocas. وأمامه تتراءى أعلام الأمبراطورية الأخمينية ترفرف على كل الكوكب ، كما كانت ترفرف قبل خروج الإسكندر .


بدأت الحرب عام (602) م. وخلال ست سنوات ، وصل الفرس إلى (كريسبوليس) في تركيا المواجهة للقسطنطنية (إسطنبول) عاصمة الإمبراطورية البيزنطية (في الجانب الآسيوي).

وفي نفس الوقت تقدمت قبائل الآفار والسلاف واللمبارد (الذين لطالما أذلهم الرومان) فحاصروا القسطنطنية من الجانب (الأوربي).


 
 وبينما ذلك يحدث في عام (613) وصل جيش فارسي آخر إلى قلب دمشق. وانتصر في معارك حاسمة في سهل حوران بين مدينتي بصرى وأذرعات (درعا). وفي البحر الميت. أما (القدس) فأحرقوها . بينما كان اليهود ينتقمون من المسيحيين ، فقتلوا (57) ألف. ودمروا كنيسة القيامة وأُخذ الصليب المقدس الى المدائن.



ثم عبر الفرس إلى مصر، وتوجهوا رأساً إلى الإسكندرية فسقطت في أيديهم (619) ، وكان الميناء الذي يصدر الطعام والمال إلى القسطنطينية ، فخُنقت تماماً.


 
ما يهمنا هو أن الروم بهذا الوقت أصبحوا من قصص التاريخ القديم ، مثل الفراعنة والبابليين ، وعادت الإمبراطورية الفارسية إلى حدودها أبان عصر قمبيز وقوروش ، ولم يبق إلا أثينا وجزيرتي قبرص وصقلية وشريط ساحلي في شمال إفريقيا.

في هذا الوضع نزلت سورة الروم ، وهي تتحدث عن المستحيل : إنتصار الروم على جيوش فارس التي تنتشر في كل الكوكب ! 

لكن الذي حدث في عام (622) م، أنه خرج من الساحل الأفريقي الروماني جيش غاضب على رأسه جنرال متمرس إسمه (هرقل) ، فاستولى على القسطنطينية وهي محاصرة ، وأعاد تنظيم الجيش ، والإمبراطورية.


كان هرقل جنرال شجاع ، وذكي ، فبدلا من محاولة فك الحصار عن القسطنطينية وإسترجاع المدن الرومانية من إيدي الفرس ، قام بالإلتفاف من خلفهم ، وهاجمهم في عقر دارهم . متحالفا مع الترك ، فاستولى على أذربيجان (ميديا) ، ودمر أكبر معبد نار.

وهذا حدث عام (624) ، وفي نفس العام ، حدث أمر عظيم آخر :

فسورة (الروم) تنبأت بتزامن إنتصار الروم على الفرس ، مع حدث سيفرح (المؤمنون) . لنعد للسورة :

( الم @ غُلِبَتِ الرُّومُ @ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ @ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ @ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ @ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )

ففي نفس العام (624) ، وفي (13) مارس تحديداً حدثت غزوة بدر المجيدة، وهي سبب فرح المؤمنين ، وهي (نصر الله) الموعود ، وإلا فلماذا يفرح المسلمون بنصر الذين يعبدون المسيح كإبناً لله ، على الذين يعبدون النار ، ولماذا تسمي الآيات إنتصار المشركين (نصر الله) وكلاهما (الفرس والروم) أعداء للمسلمين ، وسيحاربون بالتالي.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق