الاثنين، 12 مايو 2014

الأكوان الموازية


يقول المكي في إعراب مشكل القرآن : " الحمدلله رب العالمين " :  "العالمين": مضاف إليه مجرور بالياء ، لأنه ملحق بجمع المذكر السالم؛ وقد أُلْحِقَ به لأنه ليس عَلَمًا ولا صفة. وهي مع ذلك جمع عاقل ، بينما يفترض بأن تكون (عوالم) لأنها غير عاقلة. فلماذا جاءت (عالمين) وليس (عوالم)


 
(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) {الطلاق:12}. 

قوله : " الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن "

لدينا سبع أراض : أولاً ،  وثانياً (سبع سموات طباقا) فإذا كانت الأراض مثل السموات : طباق ، بمعنى متطابقة ، أو طبقات .

وعن ابن عباس : أنه قال ؛ سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم وآدم كآدم ونوح كنوح وإبراهيم كإبراهيم وعيسى كعيسى  .

إذاً على الأراض السبع نسخ سبع من الأشخاص الموجودين على هذه الأرض.
 

تخيل أن هناك أكثر من نسخة منك ، في تلك الأراض السبع . فنسخة مدرس ، وفي نسخة سارق ، وفي نسخة تتعرض لحادث وتفقد ساقك ، أو تموت ، ويدفنونك ، ويبكون عليك
 
 
هذه النظرية الغريبة ولدت في عام 1954، وبينما كان (هيو إيفيرت) المرشح للدكتوراة من جامعة برنسيتون ، يحاول حل معضلة : لماذا الأجسام الكمية تتصرف بعشوائية؟ "الفوتون مثلاً يتصرف كجسم وكموجة ، وهذا يشبه أن تكون أنت بوضعك الحالي ثم تتحول بلحظة إلى ضوء متى شئت"   فإكتشف (هيو) : أنه يوجد أكوان متوازية، تشبه كوننا. هذه الأكوان متفرعين منا ، وكوننا متفرع أيضاً من أكوان أخرى. وهذا سبب تغير حالة الفوتون ، حيث أنه يتصرف طبقاً لوضعيته في كون ما.
 
 
خلال هذه الأكوان المتوازية، تاريخنا له نهايات مختلفة عن ما نعرف . فلسطين غير محتلة مثلاً ، الأندلس عربية ، سيدنا عثمان لم يُغتال ، صفين لم تحدث ، ولا مجزرة الطفّ ، والخلافة الراشدة ما زالت مستمرة . من الجانب الآخر ، الديناصورات تطورت وتكيفت . بينما نحن البشر منقرضين.
 
 
يقول الفيزيائي ميشيو كاكو صاحب نظرية الأوتار: العوالم ممكنة ولا متناهية. فالإلكترون لا يوجد في مكان مُحدَّد بل يوجد في كل الأمكنة الممكنة حول نواة الذرة. لكن الكون كان أصغر من الإلكترون (عند بداية الانفجار الكبير الذي تشكل منه الكون)، فلابد أن الكون يوجد في كل الحالات المختلفة والممكنة . في صورة أكوان متعددة. التي قد تختلف في قوانينها الطبيعية وحقائقها وظواهرها عن عالمنا الذي نحيا فيه.
 
 
ويتفق الفيزيائي روجر بنروز وستيفين هوكنج أن تطبيق ميكانيكا الكم على الكون تكون نتيجته العوالم المتعددة.
 
 
ويقول لي سمولين الباحث في معھد بريميتر للفيزياء النظرية : الأكوان المختلفة تمر بمراحل مشابھة لتطور الكائنات الحية؛ ففي كل مرة يولد فيھا كون من كون آخر، تتغير القوانين الفيزيائية قليلا، لكن أحياناً قد تنشأ أكوان بقوانين فيزيائية عدائية ، أو غير صحيحة ، فتكون نھايتھا الفناء ، عن طريق الثقوب السوداء ، والتي تعمل عمل منظفات الكون من الأكوان المعطوبة ، (الخنس الجوار الكنّس).
 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق