السبت، 31 مايو 2014

إنشقاق القمر



(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (*) وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (*) )
سأناقش في هذا الموضوع حادثة إنشقاق القمر :
أولاً : أهمية القمر بالنسبة للكوكب :

القمر أكبر تابع لكوكب في منظومتنا الشمسية : كتلته 1.23% من كتلة الأرض ، وله أهمية في تأمين الحياة على الأرض  ودوامها ، من خلال :

١- ظاهرة المد والجزر ، وهما ينظفان البحر كل 12 ساعة ، ويدخلان الاكسجين له ويحركانه فلا يفسد.

٢-القمر يوازن شكل الكوكب الكروي الأهليلجي ، ولولاه لتسارع دوران الكوكب وجذبته الشمس اليها.

٣-وكذلك لو لم يكن القمر موجوداً لزادت سرعة دوران الأرض حول محورها ، وزاد بالتالي الفرق في درجة الحرارة بين البحر واليابسة، ولسبب ذلك هبوب أعاصير مدمرة . وهذا يعني فناء الكثير من المخلوقات.

٤-وكذلك سرعة دوران الأرض ستؤدي إلى سرعة دوران المعادن السائلة في مركز الأرض ، مما سيؤثر على قشرة الأرض ، والغلاف الجوي وقوة المجال المغناطيسي ، ولإختلت النظم المناخية والحياتية على الأرض.

٥-ولأن الأرض تدور حول محورها بزاوية قدرها 23.5 درجة مئوية. وهذا يسبب المواسم الأربعة، وتوزيع الحرارة والبرودة والرطوبة من القطبين حتى صحاري العرب مروراً بالغابات الإستوائية ، في نظام متوازن متكامل ، أي خلل فيه سيهدد إستمرار الحياة.

٦-وكذلك يقوم القمر بعكس ضوء الشمس ، وغيابه سيؤدي إلى زيادة حرارة الأرض .

٧- كما يقوم القمر بحماية الأرض من النيازك والشهب ، حيث يجتذب بجاذبيته نيازكاً كانت متوجهة إلى الأرض . ونظرة إلى سطحه ستعطيك فكرة عن ذلك.


الرواية باختصار :

"إن كفار مكة سألوا الرسول ﷺ : أن يشق لهم القمر فرقتين ، ووعدوه بالإيمان إن فعل ، وكان القمر بدراً ، فدعا الرسول ربه ، فانشق القمر نصف على جبل الصفا ، ونصف على جبل قيقعان المقابل له. فقالوا : سحرنا محمد ، ثم تشاوروا ، وقالوا : إن كان سحرنا فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم. فانتظروا أول قافلة تدخل مكة ، فسالوهم ، فأخبروهم بانشقاق القمر . فلم يؤمنوا وأصروا على موقفهم بأنه : (هذا سحر مستمر) ، فنزلت : (اقتربت الساعة وانشق القمر* وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر)

كل الروايات والأحاديث الخاصة بالإنشقاق محققة هنا:
ولا نريد أن نضيف على ما يقول المختصون

واضح من الروايات : أن المعجزه لم تكن مقتصره على مكة فقط , بدليل أن المشركين أنتظروا التجار القادمون ليسألوهم أن رأوا إنشقاق القمر . ولدينا أدلة على ذلك:

١-الحكايات الشعبية لمالابار - الهند ، تذكر ملكا (مسجده بالصورة) شاهد الملك انشقاق القمر ، فتعجب ، فاستفسر من القوافل عن الأمر ، فاخبرته إحداها قصة الرسول والمشركين والإنشقاق ، فارتحل إلى مكة ليعتنق الإسلام 

، وفي المستدرك نجد رواية ربما تدل عليها: عن أبي سعيد الخدري :
 "أهدى ملك الهند إلى رسول الله جرة ، فيها زنجبيل ، فأطعم أصحابه قطعة قطعة ، وأطعمني منها قطعة".
   
٢- حضارة المايا شغوفه بالفلك ، وفى مخطوطة تصف زلزالاً حدث فى القمر أدى الى شقه نصفين.


٣- يلاحظ الباحثون أن هناك تعديل حدث للتاريخ : 9 فبراير/شباطِ 623.

وعام 623 ميلادي : يوافق آخر عام للنبي بمكة قبل الهجرة ،رفقد ولد عام 570 أو 571 ميلادي :
ومكث في مكة 53 عاما ً(40 قبل الرسالة + 13 بعد الرسالة) .

فيكون على ذلك : 571 (ميلاد النبي) + 53 (فترة مكوثه في مكة) = 624 ميلادي .
أو 623 ميلادي : إذا حسبنا ميلاده عام 570 ميلادي.

والمعلومات من : http://tsa2olat.com


فالسنة التي حدثت فيها ظاهرة الانشقاق كانت بعد السنة الثالثة التي جهر فيها الرسول بالدعوة ، وقبل السنة السادسة التي أسلم فيها عمر بن الخطاب ، حيث دخل على أخته فاطمة وزوجها ابن عمه؛ سعيد بن زيد، ومعهما خباب بن الأرت يقرؤون (سورة طه) ، وسورة طه ترتيبها (٤٥). 
فترتيب سورة القمر حسب النزول: (37) بعد سورة الطارق، وقبل سورة ص.
مما يدل على أن سورة القمر نزلت في السنة الخامسة أو الرابعة. 
فهذا الحدث؛ إما أنه كان في السنة الرابعة وإما أنه كان في السنة الخامسة.
من الناحيه العلميه :


على سطح القمر تظهر شبكة عنكبوتية من الصدوع ، غطتها في فترة لاحقة حمم بركانية.

وهناك دليل على ان تلك الصدوع نشأت من ظاهرة كسر ، غطتها قنوات من الحمم البركانية.


تصريحات ناسا , دائماً ما تظهر حيرة علمائها بخصوص تلك الانشقاقات الكثيره فى القمر . بالحقيقة أنهم مستعدون لقبول أى نظريه عدا أن يكون القمر قد إنشق ثم إلتأم. 
المعارضين :

يقول محمد الغزالي في (الطريق من هنا) :
((عندما قرأت حديث الانشقاق شرعت أفكر بعمق في موقف المشركين، إنهم انصرفوا آمنين إلى بيوتهم بعدما رأوا القمر فلقتين عن يمين الجبل وشماله، قالوا: "سحرنا محمد" ومضوا سالمين لا عقاب ولا عتاب.

كيف هذا؟ وفي سورة الأنبياء: يذكر طلب المشركين من الرسول: ((فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ)) . تفسر الآية لماذا لم يجابوا إلى مطلبهم؛ ((مَا آمَنَتْ قَبْلَهُم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا ۖ أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ))

هناك سنة إلهية : إن التكذيب بعد المعجزة يوجب هلاك المكذبين ، ولنا في قوم ثمود عبرة ، وفي سورة المائدة ؛ "قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ ۖ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ" 
فكيف يُترك هؤلاء المستهزئون بدون عقوبة بعد كفرهم بمعجزة انشقاق القمر؟))


ويؤكد القرآن الكريم هذا المنطق في سورة الإسراء ((وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ)) فإذا كان ارسال الآيات ممتنعا لتكذيب الأولين ، فكيف تراجع عن هذا الإمتناع في الانشقاق؟

ثم إن المشركين ألحُّوا كثيراً في طلب الخوارق الحسية ((وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا)) فلماذا لم يقُل لهم: سبق أن انشق لكم القمر فكذبتم؟ أيمر هذا الحدث ليعقبه صمت تام؟

إن مئات الآيات طوال العهد المكي دارت في فلك واحد: إيقاظ العقول ، والحث على التفكير ، وقابلت بالرفض كل مقترحات الكفار أن يروا آية مادية معجزة.

وأن القرآن يكفي : (وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ ۖ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ، أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِم)).

إذاً الله يقابل طلبهم للمعجزات بالرفض ، ثم يجيبهم فجاة إلى معجزة هائلة مثل إنشقاق القمر ، وما يأتي على ذكرها سوى بآيتين في مقدمة سورة واحدة ، وتقابل بالتكذيب وتُنسى وكأنها لم تكن.

يظهر من مجمل روايات إنشقاق القمر:
١-أهل مكة لم يشاهدوه إلا بعد خروجهم من بيوتهم.
٢-وأنه كان في جهة الشرق ، خلف الجبال.
٣-أنه حدث بعد منتصف الليل ، وقبل الفجر.
٤- أنه استمر لساعات.
٥- أنه بعد انتهاء الحدث رجع القمر كما كان. 




الهند متأخرة عن مكة بقرابة الأربع ساعات ، فلو افترضنا أن الإنشقاق حدث في منتصف الليل (توقيت مكة) ثم إلتأم قبل الفجر ، فلن يراه احد في الهند.

أما المكسيك فتسبق مكة ب٩ ساعات ، فلو حدث الإنشقاق في منتصف الليل (توقيت مكة) سيتزامن مع الساعة ال٩ صباحاً عند مملكة المايا.

أما الممالك القريبة فستراه (فارس وروما) ، لكن يبدو أن الحدث لم يشدهم لأنه لم يأت على ذكره أحد ، مع أن حران كانت تعبد النجوم والكواكب ، وكان لابد أن يلاحظوه ، لكنهم لم يفعلوا.
الشقوق الطولية الهائلة التي تظهر على القمر يزيد عمقها على التسعة كيلو مترات ، ويزيد قطرها على الألف كيلو متر.


وأشهرها شق يسمى (سكة الحديد) (rail road) ، وهو شق عظيم طوله حوالي 100 كلم ، من محيط طول القمر الذي يقدر ب 11000كلم، وهو لا يلف القمر بالكامل ، فلو كانت الشقوق دليل على إنشقاق القمر لكان يفترض بها أن تلف كل القمر ، لكن ليس هناك شق كذلك.



لدينا رأي ثاني يفسر الآية الكريمة (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) بغض النظر عن روايات حادثة الإنشقاق كمعجزة حدثت ، ولم يسلم أحد بسببها ، ولم يؤمن بها أحد من الكفار الذين طلبوها ، ولم يؤخذ منهم عهد بالإيمان ، ولم يعاقبوا بسبب تكذيبهم ، ولم يشهدها جيران مكة من العرب وغيرهم ، ولم تتأثر الأرض ككوكب ، ولا المد ولا الجزر ، ولا أي شيء.


إنه (إنشقاق) بمعنى (ترك منظومة) مثل : إنشق فلان عن جماعته. 
و(إقتربت الساعة وانشق القمر) بمعنى : القمر ينشق عن الكوكب المرتبط به : الأرض.
المسافة بين القمر والأرض تحكمها -بعد إرادة الله- قوانين الجاذبية ؛ والطرد المركزي . فخلال دوران القمر حول الأرض يقترب منها ، فتزداد سرعته ، وتزداد قوة الطرد المركزي له من الأرض ، ولولا رحمة الله ثم هذا لارتطم بها فدمرها ودمرته .

وكذلك عندما يبتعد القمر عن الأرض فإن سرعته تقل، فتقل قوة الطرد المركزي له، ولولا رحمة الله ثم هذا لانفلت من جاذبية الأرض وإلتهمته الشمس.




 تفقد الأرض من سرعة دورانها حول محورها- بفعل كل من الأمواج البحرية والمد والجزر ، وحركة الرياح ، مايقدر بواحد من الألف من الثانية في كل قرن من الزمان.

وهذا التباطؤ- علي ضآلته- يؤدي إلى تزايد مطرد في سرعة دوران القمر حول محوره ، مما يدفعه إلى التباعد عن الأرض بمعدل ٣.٨ سنتيمترات في كل سنة، 

هذا التباعد التدريجي للقمر سوف يخرجه حتما من عقال الأرض إلى نهايته الحتمية في أحضان الشمس.

{فإذا برق البصر وخسف القمر وجمع الشمس والقمر} [القيامة].

 

كشف علماء من جامعة «هومبولدت» - برلين : أن دوران الأرض حول الشمس كان سريع خلال عام 2010. وهم يتوقعون أن للقمر يد في ذلك بطريقة ما . 

هناك لغط في المواقع الإجتماعية حول إنحراف للقمر ب٣٤ درجة مئوية عن محوره خلال ١٢ يوم في شهر أغسطس من ٢٠١٣ ، و(ناسا) لا تعلق ، وكل ما يتعلق بالموضوع يحذف من اليوتيوب وچوچل . 

ولا تفصح (ناسا) لماذا توقفت فجأة رحلات إستكشاف القمر بعد رحلة ١٩٧٦ .

نحن لا نعرف الكثير عن أرضنا ولا قمرنا ، كل ما نملكه هو نظريات ، ولا نستطيع أن نجزم بشأن أي شيء .

أرجو أن أكون قد وفقت في عرض جوانب إنشقاق القمر ، ولكم مطلق الحرية في الإقتناع في أياً شئتم ، إن كانت الحادثة بالفعل وقعت كمعجزة وانقضت ، أو إنها ستحدث عندما يغادرنا القمر وتبتلعه الشمس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق