في سورة الكهف (قصة) تتعلق بعلم ليس من علومنا القائمة على الأسباب والنتائج ، والأفعال وردود الأفعال ، بل هي تضعنا وجهاً لوجه مع علم غامض كل الغموض ، علم عليه أستار سميكة.
بطلها الأول : سيدنا موسى : الذي يمثلنا ويمثل علومنا ، ونظرتنا التي يحكمها المألوف ، ومنطقنا الذي يحكمه المعقول .
بطل القصة الثاني : يُشار إليه : (عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا ، ١-آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا ، ٢- وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا).
يفعل البطل الثاني أفعال تصل إلى مرتبة الجرائم (إغراق السفينة ، قتل الغلام) ، وهناك أفعال بلا معنى (ترميم الجدار) وتثير تصرفات البطل الثاني دهشة البطل الأول ودهشتنا . التي يقابلها صمت البطل الثاني ، وتذكيره بالعهد والاتفاق ، وتهديده بالفراق (العلوم السرية دايماً تصاحبها طقوس يعاني الأتباع حتى يثبتون أنهم أهل لحملها) .
في القصة تتخفى السلامة في ثياب الكارثة (السفينة) ، وترتدي الرحمة قناع النقمة (الغلام) ، والنعمة تختبئ خلف الحرمان (الكنز) ، ويختلف ظاهر الأشياء عن حقيقتها المخفية .
ففي القصة (علوم سرية) كان البطل الثاني على وشك تعليمها للبطل الأول ، علوم سرية ثلاث :
١- غيب مكاني (علم بوجود قرصان يتربص بهم في مكان بعيد غير مرئي بالنسبة لهم).
٢- غيب مستقبلي (علم بفساد الغلام عندما يكبر).
٣- غيب في الماضي (علم بشأن كنز مخبأ قديما في الجدار).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق