جسر يحكي قصة أمة
(الفجر)
هو جسر الصرّافية ، وهو أحد جسور بغداد الإثني عشر وأقدمها عمراً . بني في أربعينيات القرن العشرين
كان في الأصل معداً للإنشاء في مدينة سدني بأستراليا ، لكن وزارة الاشغال العراقية شرت هيكله الحديدي وتصميمه.
بلغ طوله 2600 متراً تقريباً ، وكان بذلك أطول جسر في العالم في حينه.
(الضحى)
تعرض الجسر للقصف خلال حرب الخليج عام 1991.
ثم وبعد عشر سنوات صدرت الاوامر بترميمه ، لكن في الـ2007 أُغتيل المشرف على المشروع المهندس بهاء ناجي ياسين ، لدى خروجه من منزله متوجها إلى الجسر
تلاه تعرض خليفته المهندس سعدي عبدالرضا لمحاولة اغتيال فاشلة
لكن تسامى الجسر على جراحه وتم إفتتاحه بعد عام ، في 2008 , وحضر إفتتاحه رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ، الذي قال : "إنما نحتفل لأجل أن نفتتح الجسر . رغم أهميته وتاريخه وما يربطنا به ، ولكن الأهم من ذلك كله هو أننا نريد أن نحتفل بأن الإرادة ، إرادة الخير ، إرادة الإعمار ، إرادة البناء ، إرادة الوطن هي التي انتصرت في المحصلة النهائية"
لكن بالحقيقة أن ذلك لم يحدث ، ولم ينتصر الوطن ، ولا إرادة الخير ، أو البناء ، وإنما الذي حدث هو (المغيب)
(المغيب)
حيث تمددت داعش وتمغطت حتى وصلت يديها وقدميها إلى الأنبار ، قبل شهرين ، لكن وصل سمها أخيراً إلى الجسر قبل يومين
حيث رمت نفسها من على الجسر إمرأة عراقية من نازحي الأنبار.
المرأة تقطعت بها وإبنتيها السبل ، وملت النوم في الطرقات ، ومد اليد ، وتذمر طفلتيها ، فقررت أن تنهي مأساتها مع إبنتيها
وما من مكان أفضل من جسر الصرافية لتفعل ذلك
ذلك الجسر الذي مثل (المستقبل) المشرق عندما شروه من أستراليا ، ونصبوه على جبين النهر العتيق
ومثل (التضحية) عندما فدى النهر بنفسه ، وتحمل قصف طيران التحالف
ومثل (الأمل) عندما تم ترميمه ، وتقطيب جراحه
وأخيراً (اليأس)
إنه جسر يحكي قصة أمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق