الجمعة، 24 أكتوبر 2014

الذكاء والخلايا الرمادية

 




قال باحثون من جامعة كاليفورنيا أن كل الدراسات التي تقيس مستوى الذكاء تظهر إرتباطاً بين الذكاء وبين انتشار خلايا رمادية بالدماغ. 

ولم تكن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها حيث قال باحثون في بريطانيا سابقا إن المادة رمادية في الدماغ هي التي تتحكم في قدرة الطفل على التعامل مع الرياضيات.  

وأوضح الباحثون، وهم من معهد أبحاث صحة الطفل في مستشفى جريت أورمند ستريت بلندن، أنهم لاحظوا نقصا في المادة الرمادية بأدمغة الأطفال الضعيفين بالرياضيات  

  وتضيف دراسة أمريكية عن جامعة هارفرد : أنه كلما قلت الخلايا الرمادية يصبح الشخص مرتاباً من المعلومات الجديدة التي يتلقاها ، وعندما تتلاشي الخلايا الرمادية تماماً ، تبدأ تظهر أعراض الشيزوفرينيا على الشخص وقال باحثون في معهد الطب النفسي بلندن إن هذه الدراسة تساعد في التشخيص المبكر للمرض وتفسير سبب معاناة المصابين به من التشوش ، وعدم فهم الإحداث المحيطة بهم ، والإصابة بالإرتياب من كل شيء ، حتى بالنهاية ينعطب الدماغ ويبدأ بتجسيد الأوهام التي يختلقها. 

 

 


إذاً الخلايا الرمادية يفرزها الدماغ عند التفكير ، والتعود على التفكير يجبر الدماغ على إنتاج الخلايا الرمادية.

بينما التعود على الإعتماد على الأعمال البدنية وإهمال التفكير ، يسبب ضمور الخلايا الرمادية.

(ومنكم من يرد إلى أرذل العمر ، لكيلا يعلم من بعد علم شيئا) 


إذاً هناك عمر معين يدعى (أرذل العمر) وهو ليس عمر محدد بأرقام ، وإنما تحدده الخلايا الرمادية ، ومقدرة الإنسان على إستيعاب معلومات جديدة (لا يعلم من بعد علم شيئا) فمن لم يعتاد التفكير منذ الصغر ، لن يستطيع إستعادة المقدرة على التفكير في الكبر

فقد يكون الشخص شاباً لكنه مغلق التفكير ، يقبع في إطار من المعلومات القديمة التي يتحصن بها من الجديد والغريب عليه.

والآية تسمي هذه الفترة بـ(أرذل العمر) أي أسوأ وأقبح الفترات العمرية.

والإسلام يبيح التفكر في كل شيء ، ولا يحظر التفكير سوى في ذات الله بسبب قصور العقل عن فهمه سبحانه ، وهذا سيدنا إبراهيم يتعبه التفكير في إحياء الموتى ، فيسأل الله أن يريه كيف يحييهم ، فلا يؤنبه الله ، بل يسأله (أو لم تؤمن؟) فيجيبه بأنه مؤمن لكن قلبه غير مطمئن ، فيجيبه الله بتجربة عملية (إحياء الطير) ، وقد سُئل الامام جعفر الصادق عن الشك فقال هو بداية الايمان.


وهناك دراسة أمريكية تفيد بأن لدماغ الإنسان المقدرة على إصلاح الخلل حتى التاسعة والثلاثين ثم تبدأ بالتراجع بوتيرة سريعة بعد ذلك، حيث بعد سن الأربعين يعجز جسم الإنسان عن إصلاح الطبقة التي تغطى الخلايا العصبية، وأوضح علماء أن هذه الطبقة تشكل عازلاً وهي شبيهة بالغطاء البلاستيكى الذي يغطى الكوابل الكهربائية.

ولذلك تلاحظ أن الكبار بالسن يميلون إلى العناد ، والتمسك بالرأي مهما حاولت إقناعهم بشيء جديد عليهم.

وقيل قديماً (من قل علمه كثر إنكاره) فهو لا يقتنع بسهوله لأنه فقد القدرة على القياس والإستنتاج .

كم تنكر من معلومات تمر عليك ، هل تمسكك بمعتقدات معينة يعني أنها صحيحة ، هل ناقشتها من جميع الجوانب ، هل فكرت بها ، هل أنت تفكر فعلاً ؟



لكن مع ذلك تعطي الدراسات الأمل وتذكر أن هناك خطوات تساعد على إعادة الحياة للدماغ ، وفرصة لبث الخلايا الرمادية من جديد:

١- تعلم لغة جديدة ، أو برنامج كمبيوتر أو جهاز ذكي.
٢- تعلم العزف على آلة موسيقية ، أو إنضم لفرقة غناء أو نشيد.
٣- إقرأ موضوع علمي ، وناقشه مع آخرين.
٤- تعلم كلمة جديدة يومياً ، وإستخدمها عدة مرات.

تقول الدراسات أن هذه الخطوات أثبتت نجاحها ، وقدرتها على إعادة الحياة لأدمغة متوقفة عن التفكير.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق