الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014

حادثة دياتلوف

 






هناك ملف روسي سري جداً ، كشف عنه بالتسعينات بعد إنهيار الإتحاد ، الملف يحوي قصة تصلح لفيلم رعب : القصة تحمل إسم (ديالتوف) (Dyatlov) على إسم (آيجور ديالتوف) (Igor Dyatlov) وهو قائد فريق مكون من تسعة طلاب ، سبعة فتيان وفتاتين ، ذهبوا في عطلة تزلج في جبال الأورال في روسيا بتاريخ ٢٣ يناير ١٩٥٩ ، ثم تبلغ عائلاتهم السلطات قلقها بسبب طول غيابهم ، فتكتشف جثثهم - خمسة منهم تجمدوا حتى الموت بالقرب من خيمتهم وهم يفرون بإتجاهات مختلفة ، أربعة يحملون إصابات غامضة - رأس مهشم ، لسان مفقود  - جروح كأنها حروق بمواد وإشعاعات غريبة .






يذكر المحققون في الملف ، أن الطلبة فروا من رعب مفاجئ من مخيمهم في منتصف الليل . بلا زحافات، ولا أغذية ولا معاطف دافئة، حيث ظلوا يركضون دون أن يلتفتوا خلفهم وبلا أي فرصة للنجاة في درجة حرارة ثلاثين درجة مئوية تحت الصفر .

 ينتهي الملف بإستنتاج : أن الفريق قد توفي نتيجة "قوة مجهولة قاهرة" ، ثم بعبارة : "سري للغاية".

بعد نصف قرن من الحادثة ، لا يزال قتل أولئك الطلبة غامضا. ما هي طبيعة القاتل "قوة مجهولة"؟ وهل كانت السلطات السوفياتية تخفي شيئا؟ وإذا كان الأمر كذلك، بالضبط ما كانوا يحاولون التستر عليه؟ 






 أظهرت الاختبارات الطبية ؛ مستويات عالية جدا من الإشعاع على جلود وملابس الأربع جثث التي وجدت في المخيم، ، يقول في التقرير كبير المحققين (ليڤ إيڤانوڤ) أنه تحقق بنفسه "وكان الجهاز يطن بصوت عالي وكأنني في مفاعل نووي" كما قال.
 


يذكر التقرير شهادات من مجموعة أخرى من المتزلجين الطلبة ، الذين خيموا نحو ٥٠ كم جنوب المخيم في نفس الليلة ، أنهم شاهدوا كرات برتقالية تطفو في السماء ، وحتى إختفت وراء الأفق . 








تكهن إيڤانوڤ ؛ بسبب عدم وجود آثار أقدام غير آثار الطلبة التسعة ، أو وسيلة مواصلات تنقل قتلة الطلبة ، أن تلك الكرات البرتقالية مرتبطة بالجريمة ، كما يقول ؛ "لا أستطيع أن أقول ما هي هذه الكرات - نوع من الأسلحة التابعة لجيشنا أو جيش آخر أو إرهابيين أو فضائيين أو أي شيء آخر - ولكن أنا على يقين أنها ترتبط مباشرة بوفاة هؤلاء الفتيان."






خصوصاً بالكيفية التي ظهرت فيها الجثث .

كان لون جلودهم برتقالية ، وشعرهم رمادياً ، وهناك نسبة سموم عالية في أجسادهم ، بالإضافة إلى تلوث جثتين بالإشعاع.

جثتان كانتا محطمة ضلوعهما وكأن سيارة منطلقة بأقصى سرعة قد صدمتهما ، ومع أن الضلوع كانت مهشمة مثل قشر بيض ، تلك الكسور كانت كلها من الداخل وبلا جرح أو كدمة من الخارج .

هناك جثة بلا قلب ، وبلا قطع على الصدر من الخارج ، وواحدة بلا لسان .






والأعجب أن أولئك الذين فعلوا هذا لم يتركوا أثراً على الثلج ، أو الأشجار ، أو ملابس وجثث الضحايا .







ينهي إيفانوف تقريره ؛ بأن إغلاق ملف القضية تم بأمر من كبار المسؤولين الإقليميين في المخابرات الروسية ، وتصنيف نتائج التحقيق ؛"تم قتل هؤلاء الطلبة بواسطة قوة مجهولة قاهرة" على أنها سرية للغاية.






ويبدو أن المخابرات الروسية حرصت على أن يبقى الملف سرياً والحادثة في طي الكتمان ، حيث عندما كتب Yuri Yarovoi يوري ياروڤوي وهو أحد الذين شاركوا في إكتشاف المخيم عندما كان فتى ، كتب عام ١٩٦٧ رواية مستوحاة من أحداث دياتلوف ، يقول أصدقاءه المقربين أن روايته كانت تتحدث عن حقيقة ما حدث ، وأنه إضطر لتغييرها بسبب التهديد ، عموماً لم ينكر أو يؤيد يوري هذه الأقاويل ، حيث وجدت سيارته على قارعة الطريق وهو ميتاً ، بعد بضعة سنوات من نشر الرواية.







ولم يغامر أحد بعدها بالحديث عن دياتلوف حتى التسعينات بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق