السبت، 27 ديسمبر 2014

إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء



أقدم عظام لأشباه البشر تعود لثمانية مليون عام

أما الإنسان (هومو سيبينس) فقد هبط قبل خمسمائة ألف عام ، وهو يختلف عنهم جينياً ، بنسبة ٢٠٪ ، بينما يختلف عن القرود بنسبة ٢٪ ، وعلى ذلك فغير مقبول أن يكون قد تحدر منهم

اللا معقول هو : أن توجد أحفورة على شكل يد إنسان عمرها 110 مليون سنة ، في كندا . ما يعني أن هذه اليد تسبق وجود أي جنس مشابه للبشر ، ولذلك يقف العلماء صامتين بلا تفسير أمامها ، فهم أمام أثر لإنسان يعود إلى ما قبل وجود الثديات على الكوكب.

وصاحب أثر اليد يقصد أن يترك أثره عمدا ، فعندما يعثر علماء الآثار على أحفورة ، إما أن يكون الحيوان قد لقى حتفه وطُبع داخل طين تحول إلى صخر مع الوقت الطويل ، وإما أن تكون آثار قدم لديناصور ثقيل الوزن وساخت قدماه في طين اخذ وقته فتحجر حافظا الأثر 
لكن يد الإنسان ليست ذات وزن هائل ، والإنسان صاحب الأثر جثته غير موجودة قرب الأحفورة ، وشكل اليد مفتوحا ومطبوعا يبدو وكأنه يقصد وضع بصمته هكذا 

في عام ١٩٩٨ وعلى بعد ثلاثمائة كيلومتر جنوب غرب موسكو ، وجد فريق عالم الجيولوجيا
(Dmitry Kurkov)


برغي حديدي بداخل صخرة ، حسب تحليل الكربون يتراوح عمره ما بين الثلاثمائة والثلاثمائة وعشرين مليون سنة ، مما يعني أن هذا البرغي أتى من عصر الديناصورات 


وهناك غيرها من الآثار الغامضة ، مثل رجل
 nampa figurine 
الحديدي ، الذي يقدر عمره بمليوني عام


وهناك مكعب سالزبورج الحديدي ، الذي أُكتشف بالنمسا ، والذي يُقدر عمره بخمسة وستين مليون عام


وهناك قطعة ألمنيوم غامضة أُكتشفت في Vladivostok
روسيا ، يقدر عمرها بثلاثمائة مليون عام



وهناك برغي آخر من الألمنيوم ، في كالوجا الروسية ، يقدر عمره بثلاثمائة مليون عام

وهناك أداة غريبة تشبه شمعة إحتراق محرك ، وُجدت في الـ١٩٦٩ في كاليفورنيا ، ويقدر عمرها بخمسمائة الف عام

وهناك العشرات غيرها من الأدوات الصناعية ، والتي سبقت وجود الإنسان

فمن هؤلاء الذين تركوا تلك الأشياء قبل ظهور الإنسان؟
يقول الباحث أحمد داوود في (تاريخ سوريا) ؛ أن آدم في السريانية يعني (المثيل ، الشبيه) ، ومنه إشتقت (الدمية) لأنها تماثل البشر وتشبههم ، فمن يشبه سيدنا آدم؟

ورد في الأنعام : " وَرَبُّكَ ٱلْغَنِيُّ ذُو ٱلرَّحْمَةِ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُمْ مَّا يَشَآءُ كَمَآ أَنشَأَكُمْ مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ" يقول الطبري في تفسيرها : إن يشأ ربك : يهلك خلقه من ولد آدم ( ويستخلف من بعدكم ما يشاء ) ، ويأت بخلق غيركم وأمم سواكم ، يخلفونكم في الأرض " من بعدكم " ، يعني : من بعد فنائكم وهلاككم ( كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين ) ، كما أحدثكم وابتدعكم من بعد خلق آخرين كانوا قبلكم .
 وتفيد " من " في هذا الموضع التعقيب ، كما يقال في الكلام : " أعطيتك (من) دينارك ثوبا " ، بمعنى : مكان الدينار ثوبا ، لا أن الثوب من الدينار بعض ، كذلك الذين خوطبوا بقوله : ( كما أنشأكم ) ، أي أنهم أنشئوا مكان خلق خلف قوم آخرين قد هلكوا قبلهم". 

 " وَرَبُّكَ ٱلْغَنِيُّ ذُو ٱلرَّحْمَةِ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُمْ مَّا يَشَآءُ كَمَآ أَنشَأَكُمْ مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ" معنى (البدلية) في الآية، يحمل في طياته سرّ الجواب عن ما يسمى بــ" الحلقة المفقودة"، أي تلك الوصلة التي تسبق ظهور الإنسان المفاجيء بما سبقه من كائنات شبه بشريه من عائلة الــ "هومينويد"

ومعنى "التبديل" مختلف عن "التطور" المتصل ، فالعملية لم تكن في يوم من الأيام تطور يترقى وإنما عملية إبدال و تبديل


 " وَرَبُّكَ ٱلْغَنِيُّ ذُو ٱلرَّحْمَةِ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُمْ مَّا يَشَآءُ كَمَآ أَنشَأَكُمْ مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ" فهل تفسر الآية سبب حيرة الملائكة في قولهم: "أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء" 
فلو طغت البشرية وكفرت ، وانتصرت قريش في بدر أو الخندق ، وأبادوا المؤمنين ، ولم يعد على الكوكب غير الوثنيين والمشركين ، وشاء الله -كما تنص الآية- أن يستبدل بنا قوما آخرين ، كما فعل بمن سبقونا ، ثم وجد أبدالنا - بعد آلاف السنين - آثارنا وعظامنا ، ألن يعتقدون بأنهم تطور وإمتداد لنا



هناك آية أكثر غموضا من الآية السابقة ، وهي: (نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ، علَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ ، وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ ) 
قال القرطبي في تفسير (وننشئكم فيما لا تعلمون) : في ما لاتعلمون من الهيئات والصور. فهل (إنشاءنا) في ما لا نعلم ، تعني أن جيناتنا وذراتنا ، تنمو في نشأ آخر ، مجهول بالنسبة لنا ، بينما نتلاشى نحن.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق