الاثنين، 20 أبريل 2015

الملائكة الجن والبشر

كل خلق يشتق إسمه إما من وظيفته أو من طبيعته 



أولاً : (الملاك) أصله: أَلكَ ، و(المألكة: الرسالة) . ومنه اشتق الملائك. وبذلك تكون تسمية الملائكة مشتقة من وظيفتهم كرسل الله إلى خلقه

ثانياً : (الجِنّ) أصله: الإستتار والمواراة ، (فلما جن عليه الليل رأى كوكباً) بمعنى (واراه) الليل ، و(الجَنّة) سميت بذلك لإستتارها (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) ، وبذلك تكون طبيعة (الجِن) الخفية على الأعين هي سبب تسميتهم 



ثالثاً : (البشر) : تذكر المعاجم معنيين ، الأول : السرور والفرح . الثاني : الحسن والجمال ، وفي كل المعنيين - إن صدقت المعاجم - نحن نسيء تقدير أنفسنا ، فنحن مصدر للفرح والسرور في الكون ، ونحن أجمل خلق الله (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) و(أحسن) في الآية (مطلقة) ، بمعنى (أفضل) و (أجمل) على الإطلاق ، وبذلك نحن أجمل خلق الله ، وقد يكون ذلك سبب التسمية في المقام الأول : "وإذ قال ربك للملائكة : إني خالق بشراً من طين"

فمنذ الإعلان الأول عن خلق (البشر) ، تسمية هذا الجنس الجديد توحي بأنه جنس جميل ، وهو سيبث الفرح في الكون ، وسيكون له شأن عظيم ، وأنه سيحاول فهم الحياة ، وسيؤلف الروايات ، وسينشد الشعر ، وسيتعلم ، وأنه سيحاول ترك كوكبه وغزو الفضاء في سبيل العلم ، وأنه سينزع إلى الخير 



 لكن ستكبله شهواته ، وستتنازعه أهواءه ، وستحبطه إمكانياته 

وقد علم الملائكة ذلك ، لكن عندما إعترضوا : (أتجعل فيها من يفسد فيها) ، أجابهم الله : (إني أعلم ما لا تعلمون)

فقد علم أنه مع أنه لن يقاوم الإغراءات وسيأكل من الشجرة . وسيتعثر ، لكنه سينهض ثانية . وسيذنب ، ثم سيستغفر . وسيظل يحاول ما بقي حيا



هناك تعليق واحد: