في عام 2009 خصصت محطة
CBS
التلفزيونية الأمريكية برنامجها الصباحي
The Early Show
للحديث عن الملائكة (الحفظة)
Guardian Angels
فعرضت مقطع فيديو إلتقطته كاميرا أمن المستشفى ، حيث ظهر فيه جسم مشع وبهيئة تشبه رأساً مع جناحين ، كان في الممر خارج غرفة المريضة (تشيلسي) ذات الخمسة عشر ربيعاً ، والتي كانت تصارع الموت.
خارج غرفة (تشيلسي) كانت أمها (كولين بانتون) تدعو الله بحرارة بعد أن اتخذت قراراً مؤلماً بالموافقة على أن ينزع الأطباء أجهزة الإنعاش عن ابنتها ، حيث أخبروها بأنه لم يعد بوسعهم فعل المزيد لإنقاذ حياتها
وحدثت المعجزة بعد ظهور الطيف المشع ، وتحسنت حالة الابنة فجأة ، الأمر الذي أدهش الأطباء ، وتعتقد (كولين ) أن الجسم الظاهر في الفيديو كان الملاك الحارس الذي أنقذ حياة ابنتها
في تفسير : (له معقبات من بين يديه ومن خلفه ، يحفظونه من أمر اللہ) ، (ويرسل عليكم حفظة ، حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون)
ذكر ابن كثير أن الحفظة أربعة ، إثنان عن يمين وشمال يحصون الحسنات والسيئات ، وإثنان من أمام ومن خلف يحفظونه ويدرؤون عنه
يقول جوزيف سميث المختص في شؤون الملائكة : " يبدو أنهم يعترضون حياتنا في مناسبات عدة ، فيهبون لمساعدتنا بما وسعهم لجعل حياتنا تستمر بسلام ، وتكون تلك المساعدة أحياناً بصورة فكرة ملهمة لتحفيزنا ، وفي أحيان أخرى على صورة قوة فائقة ، كما هو الحال مع امرأة استطاعت رفع سيارة لإنقاذ ابنها المحشور تحتها، أو نسمع عن سائق شاحنة فقد وعيه على عجلة القيادة فتبتعد الشاحنة في آخر لحظة من أمام حافلة ملأى بالناس
في بعض الأحيان تكتفي الملائكة بدعمنا بالامل والسكينة ، فنعثر على حل للخروج من مأزقنا ، في الأوقات المظلمة التي نكون فيها يائسين وعاجزين عن التفكير
في الواقع هناك العديد من الحالات والتي غالباً ما توصف بالمصادفة أو الحظ أو حتى المعجزة ، لكن من له هذا الفضل واللمسة المنقذة ؟ ، ولماذا لا تكون الملائكة هي التي تأتي لنجدتنا في كل مرة ؟"
جاء رجل يحذر سيدنا علي بن أبي طالب فقال : احترس فإن ناساً من مراد يريدون قتلك ، فقال : إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدر ، فإذا جاء القدر خليا بينه وبين قدر الله ، وإن الأجل حصن حصينة .
وهكذا حسب رواية سيدنا علي ؛ هؤلاء الحفظة يبادرون إلى التصرف عندما نعجز عن حماية أنفسنا
أما أقدم ذكر للحفظة كنوع من ملائكة الله ، كان من خلال (زرادشت) نبي فارس في القرن السادس قبل الميلاد ، حيث قال ؛ لكل شخص ملاك حارس ، يدعي (فرافاشي).
هدف مهمة (الحفظة) ؛
الأول ؛ من الوحوش والهوام وما شابه، فإذا جاء القدر خلوا بينه وبينه .
ثانياً ؛ يحفظونه من العقوبة ، وهذه من النعم ، فالله لا يغير ما بقوم من العافية ، حتى يكفروا ، فتزول عنهم نعمة الحفظة .
ثالثاً ؛ يحفظونه من الجن ، قال سيدنا كعب :" لولا أن الله وكل بكم ملائكة يذبون عنكم في مطعمكم ومشربكم وعوراتكم لتخطفتكم الجن " .
عن الفيزيائي د. عبد الباسط السيد عضو لجنة "الإعجاز العلمي والحقيقة " في لقاء على قناة الفجر الفضائية ، أن هذه الملائكة تتبدل في وقتي الفجر والعصر استناداً إلى حديث الرسول ﷺ : " يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم - وهو أعلم بهم - : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : تركناهم وهم يصلون ، وأتيناهم وهم يصلون "
( وان عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون )
فهؤلاء (الحفظة) مبجلين ، وكلما وقرتهم وأكرمتهم كلما لازموك (من أمر الله) ومنعوا عنك الأخطار ، فهناك أشياء تجذبهم وإخرى تبعدهم ، فمثلاً ؛ عن سيدنا علي بن أبي طالب : "لا يزال الملك مولياً عن العبد ما دام العبد بادي العورة" ، وهكذا الثياب المحتشمة تجذبهم ، والعري ينفرهم .
وعن ابن القيم في " الجواب الكافي " : "إذا كذب العبد تباعد الملك" ، وهكذا المعاصي تبعدهم ، والنجاسة ، والجنب ، والصور والتماثيل ، والكلاب ، والروائح الكريهة ، والتعطر بالزعفران ، والكلمات النابية والصراخ ، وما شابه من الأمور التي لا تليق بأولئك الكرام ، وبالتالي تبقى لوحدك مجرداً من حفظ الله.
جاء في (المتقي الهندي) - كنز العمال - : عن سيدنا علي بن أبي طالب : "كنا أصحاب محمد لا نشك أن السكينة تنطق على لسان عمر" وكذلك "كنا نتحدث أن ملكاًً ينطق على لسان عمر" وعن طارق بن شهاب قال : "كنا نتحدث أن عمر إبن الخطاب ينطق على لسان ملك."
من الروايات نستنتج أنهم يوحون بالأفكار
فمن وظائف الحفظة ، حث الشخص الموكلين به ، للبعد عن الخطر ، مثلاً : أن يشعر فجأة أن عليه أن يقوم من مكانه ، فيحدث شيء كان سيؤذيه ، أو يشعر بعدم الرغبة بالذهاب برحلة كان يخطط لها ، ثم يسمع أن من ذهب هناك أُصيب بأذى .
وهكذا ؛ دور (الحفظة) حيوي ومهم لنا ، وهم من نعم الله التي لا تحصى ، فيجب علينا إكرامهم وإحترام وجودهم بجانبنا ، وأن ننصت لهمساتهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق