حسب فيلم (ناشيونال جيوغرافيك) الوثائقي (رحلة إلى حافة الكون) :
لو إنطلقنا بسرعة الضوء ، سنصل إلى بلوتو آخر كواكب نظامنا الشمسي بعد خمسة ساعات وواحد وثلاثين دقيقة ، وبذلك نكون قد قطعنا ثلاثة مليارات وخمسمائة مليون ميل ، ومازلنا في نفس اليوم الذي بدأت فيه رحلتنا
وبعد خمس سنوات وأربعة أشهر سنصل إلى (ألفا سنتوري) وهو نظام شمسي يبعد مئتي وخمسين ترليون ميل ، وما زلنا لم نخرج من مجرتنا درب التبانة
لكننا بعد مائة ألف سنة ضوئية سنخرج منها ، وسنراها تتضاءل وتتحول إلى دوامة من نور ، ومنذ الآن فصاعداً كل نور سنراه لن يكون نجماً ، بل مجرات تتكون من آلاف النجوم
وبعد خمسين مليون سنة ضوئية ستتحول مجرتنا إلى نقطة بيضاء ، بينما نحن ننظر إليها من كوكبة العذراء ، وهكذا سنظل نعبر كوكبة ، بعد كوكبة ، حتى نصل إلى مسافة خمسة عشر مليار سنة ضوئية ، سنرى هذا المنظر
الذي تمكن من جمع بياناته تلسكوب (سوبارو) الياباني في هاواي ، والذي يعتبر نظرة بشرية من ثقب مفتاح ، إلى حافة الكون ، حيث لا يوجد ضوء يأتي من ورائه
نحن في المنتصف والحافتين تبعدان عنا بحدود الخمسة عشرة مليار سنة ضوئية ، الضوء وحده يعبرها بتلك السرعة ، أما نحن فلا ، لأن آينشتاين يقول ؛ أن أي شيء يقترب من سرعة الضوء ، سيبدأ بفقدان كتلته (مثل صاروخ يحترق في الفضاء) ، ثم سيتحول إلى فوتون ثم ضوء ثم سيجري بسرعة الضوء ، لأن لا شيء يسير بسرعة الضوء سوى الضوء نفسه . إذاً هكذا بعد أن أصبحت ضوءاً بنفسك وفقدت كتلتك ، لن تستفيد شيئاً لأنك لن ترى شيئاً ، بما أنك تسابق الضوء فلن يقع الضوء على عيناك ، هذا إن ظلت عيناك في مكانهما ، فسترى ظلام مطبق تام
العجيب أن كل هذا لم يحدث لشخص ذهب إلى حافة الكون ثم عاد وفراشه مازال دافئاً
بينما الضوء بسرعته الهائلة يحتاج إلى خمس ساعات ونصف لكي يصل إلى كوكب بلوتو القريب نسبياً ، ذهب هذا الشخص العجيب إلى (سدرة المنتهى) أو حافة الكون ، وهي موضوع بحثي هذا
والتي وصفها ﷺ : (( فَمَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَنْعَتَهَا مِنْ حُسْنِهَا ))
هذا الموقع المذهل ذُكر في سورة النجم ، بينما كانت تصف جزء من رحلة المعراج
{ولقد رآه نزلة أخرى ، عند سدرة المنتهى ، عندها جنة المأوى ، اذ يغشى السدرة ما يغشى ، ما زاغ البصر وما طغى ، لقد رأى من آيات ربه الكبرى}.
ثانياً : {وَلَقَدْ رَآَهُ}: تخبرنا الآيات أن النبي رأى سيدنا جبريل على صورته الحقيقية مرتين فقط طوال فترة تواصله معه ، الأولى عند غار حراء ، والثانية عند السدرة . وإنتبه إلى موضوع ثاني مهم ؛ وهو أن الآيات تخبرنا أن الرسول رآى جبريل في المرة الثانية مثلما رآه في المرة الأولى ، (الرسول كإنسان وبحواسه المادية) ، لم يحدث له تغيير بين المرتين
المرة الأولى حتى يقتنع الرسول أن جبريل ملك ، ربما ، لأنه إن جاءه متمثلاً بصورة رجل قد تساوره شكوك بخصوص هويته ، فظهر بصورته الحقيقية وأجنحته تسد الأفق
أما في المرة الثانية ؛ فيبدو أنها بسبب قدسية المكان ، فقد روى الطّبراني وحسنّه الألباني: (( مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي بِالمَلَإِ الأَعْلَى، وَجِبْرِيلُ كَالحِلْسِ البَالِي مِنْ خَشْيَةِ اللهِ )) [الحلس: بساط يجلس عليه].
وهكذا كانت (سدرة المنتهى) آخر حدود كوننا ، وهذا يستدل عليه من إسمها (المنتهى) فهي نهاية العالم المادي ، فسيدنا جبريل يقول عندها (وإذا أنا تقدمت إحترقت) ، فتوقف وتقدم نبينا وحده ، وعبرها
يقول عنها كعب: "إنها سدرة على رءوس حملة العرش , وإليها ينتهي علم الخلائق , ثم ليس لأحد وراءها علم , ولذلك سميت سدرة المنتهى , لانتهاء العلم إليها".
فما وراءها غيب تام ، وحتى الجنة التي عندها (عندها جنة المأوى) قال بعض المفسرون أنها ليست جنة الخلد (حيث أنها جزء من كوننا وبعدنا الحاضر) ، فقالوا أنها جنة للشهداء لأنهم (أحياء يرزقون) يرزقون بمعنى يأكلون ويشربون بأجسام مادية وليس كأرواح موتى ، ولذلك هذه جنتهم المادية ، وهناك من يقول أنها منازل الملائكة ، أو أنها حدود الملائكة فلا يتعدونها
سبحانك يا لا اله الا انت💕
ردحذفسبحان الله موضؤع ممتع سلمتت الانامل ♥
ردحذفكمل الموضوع جزاك الله خير
ردحذفعند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى
ردحذفاتمنى ان تكمل الحديث عنها
ردحذفسدره المنتهی = زروان
ردحذف