قال محمد عبده في مقابلة على mbc: طلال مداح حقق حلمه بالموت على خشبة المسرح.
وقبله تمنى الفنان (أنور وجدي) الموت بسرطان ولديه مليون جنيه ، وتحقق حلمه تماماً
وأعرف شخصاً كان يحب دراجته النارية لدرجة تمنيه أن تُدفن معه ، وبالفعل مات في حادث ، محترقاً على دراجته ، بحيث إضطروا لدفن أجزاء من دراجته النارية معه في قبره ، فتحقق حلمه
وحدثوني عن شخص كويتي كان يحب العراق إلى درجة تمنيه أن يدفن فيها ، وبالفعل أُخذ أسيراً أثناء الغزو ، وجدوا رفاته في إحدى المقابر الجماعية في العراق ، وهكذا تحققت أمنيته
وقبل أربعين عام هتف الليبيون : "نريد إبليس ولا إدريس" ، فذهب الملك إدريس السنوسي ، وأتاهم الرئيس معمر القذافي
هناك الكثير من القصص التي نسمعها من هنا وهناك ، عن أشخاص تمنوا ، قد تكون هفوة لسان ، وقد تكون أمنية مجازية ، أو حتى حقيقية
فتتحقق تلك الأمنيات ، ولكن على نحو سيء جداً
فلماذا؟
هناك تحذير في سورة النساء :
﴿ وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ ، لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا ، وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ ، وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ، إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾
كما نرى : الآية تنهى عن التمني ، وأن لكل منا نصيب ، وفي النهاية تأمر بأن نسأل الله من فضله ، هكذا ، بدون تحديد ما نريد ، فهو الله الذي بكل شيء عليماً
وهكذا بالمقابل إن تمنينا شيء ، وطلبناه بقوة وبإصرار ، وزدنا على ذلك بالتيقن من حدوثه (من خلال قانون الجذب أو بغيره) ، فسيأتي مع عواقب : عواقب التمني ، وعدم التفويض ، وعدم سؤال الله من فضله
فالله عليماً بما يصلح لعباده ، من خير ، وقسم الأرزاق ، ورفع بعضهم فوق بعض في الدين والدنيا ، لعلمه بما يصلح لكل واحد منهم
فعندما تأتي وتطلب ما لم يقسمه الله لك ، وهو العليم بما يصلح لك ، فآنذاك عليك أن تتحمل عواقب ما تمنيته
يقول الطبري: وليحذر الذين يخالفون عن أمر الله ، وعن قضائه فيهم ، أن تصيبهم قارعة تذهب بما بقي من آثارهم في هذه الأرض ، كما ذهبت بالذين من قبلهم
فسورة سبأ تخبرنا عن مصير من يفعل ذلك
حيث قال السبئيون : ( فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا ، وظلموا أنفسهم ، فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور )
فقوم سبأ الأرستقراطيين كانوا يستمتعون بالسفر في قنوات سد مأرب ، فتمنوا أن تطول المسافة لكي يستمتعوا أكثر ، لكن الذي حدث أن الله حقق أمنيتهم ، فمزقهم في أصقاع البلاد ، لاجئين ، مشردين ، فليستمتعوا بطول السفر كما تمنوا
وتختتم الآية بإن فيما حدث لهم عظة وعبرة لكل : (صبّار) على ما قسمه الله له ، (شكور) لما أعطاه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق