يقول المكي في إعراب مشكل القرآن : " الحمدلله رب العالمين " : "العالمين": مضاف إليه مجرور بالياء ، لأنه ملحق بجمع المذكر السالم؛ وقد أُلْحِقَ به لأنه ليس عَلَمًا ولا صفة.
وهي بذلك جمع عاقل ، بينما يفترض بأن تكون (عوالم) لأنها غير عاقلة. فلماذا جاءت (عالمين) عاقلة، وليس (عوالم) غير عاقلة
هل الله رب عوالم عاقلة أخرى ، ونحن أحدها؟
(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) {الطلاق}
لدينا سبع أراض مثل السبع سموات : ونعلم أن السموات ( سبع سموات طباقا) فإذاً الأراض مثلها : طباق ، بمعنى متطابقة ، أو طبقات .
عن ابن عباس : أنه قال ؛ سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم وآدم كآدم ونوح كنوح وإبراهيم كإبراهيم وعيسى كعيسى .
حسب رواية ابن عباس على (الأراض السبع) نسخ سبع من الأشخاص الموجودين على هذه الأرض.
تخيل أن هناك سبع نسخ منك ، في تلك الأراض السبع . فنسخة مدرس ، وفي نسخة سارق ، وفي نسخة تتعرض لحادث وتفقد ساقك ، أو تموت ، ويدفنونك ، ويبكون عليك
هذه النظرية الغريبة ولدت عام 1954، بينما كان (هيو إيفيرت) من جامعة برنسيتون ، يحاول حل معضلة : لماذا الأجسام الكمية تتصرف بعشوائية؟ "الفوتون مثلاً يتصرف كجسم وكموجة ، وهذا يشبه أن تكون أنت بوضعك الحالي ثم تتحول بلحظة إلى ضوء متى شئت"
فإستنتج (هيو) : أنه يوجد أكوان متوازية، تشبه كوننا. هذه الأكوان متفرعين منا ، وكوننا متفرع أيضاً من أكوان أخرى. وهذا سبب تغير حالة الفوتون ، حيث أنه يتصرف طبقاً لوضعيته في كون ما.
خلال هذه الأكوان المتوازية، تاريخنا له نهايات مختلفة . فلسطين غير محتلة واليهود والمسلمين والمسيحيين يعيشون بسلام ، مثلاً ، الأندلس عربية ، سيدنا عثمان لم يُغتال ، صفين لم تحدث ، ولا مجزرة الطفّ ، والخلافة الراشدة ما زالت مستمرة .
يقول الفيزيائي (ميشيو كاكو) صاحب نظرية الأوتار : العوالم ممكنة ولا متناهية. فالإلكترون لا يوجد في مكان مُحدَّد بل يوجد في كل الأمكنة الممكنة حول نواة الذرة. لكن الكون كان أصغر من الإلكترون (عند بداية الانفجار الكبير الذي تشكل منه الكون)، فلابد أن الكون يوجد في كل الحالات المختلفة والممكنة . في صورة أكوان متعددة. التي قد تختلف في قوانينها الطبيعية وحقائقها وظواهرها عن عالمنا الذي نحيا فيه.
يقول (لي سمولين) من معھد بريميتر للفيزياء النظرية : الأكوان المختلفة تمر بمراحل مشابھة لتطور الكائنات الحية؛ ففي كل مرة يولد فيھا كون من كون آخر، تتغير القوانين الفيزيائية قليلا، لكن أحياناً قد تنشأ أكوان بقوانين فيزيائية عدائية ، أو غير صحيحة ، فتكون نھايتھا الفناء ، عن طريق الثقوب السوداء ، والتي تعمل عمل منظفات الكون من الأكوان المعطوبة ، (الخنس الجوار الكنّس)
وهكذا تعمل هذه الأكوان كإحتمالات للمستقبل ، تتغير ، مثلاً ، بسبب الصدقة أو الدعاء
والله (رب العالمين) بمعنى رب الأكوان هذه كلها ، يحفظها ويطعمها ويسقيها ويدبر أمورها
فيكون هناك إحتمال أن تخرج وتدهسك سيارة ، فتنشلّ في كون ، وهناك إحتمال ألا تخرج وتبقى سليماً ، في كون آخر ، ولسبب ما ، يتثبت إحتمال ، ويُلغى إحتمال آخر ، لكن الإحتمال الملغي يظل موجوداً كإحتمال قائم قد يتغير ويصبح واقعاً
ويظل كذلك حتى يلغى نهائياً
فتتراكم الإحتمالات الملغاة في كون ، فيكون مصيره في قعر ثقب أسود ، وهكذا تعمل الثقوب السوداء -حسب هذه النظرية- كمكانس للإحتمالات الملغاة والأكوان منتهية الصلاحية
شكرا على المجهود الرائع
ردحذف