المشهور عن موضوع مزار (السيدة فاطمة) في البرتغال أنها سيدتنا فاطمة الزهراء ، وأنها ظهرت لأطفال (مسيحيين) ، وأخبرتهم أنها السيدة فاطمة بنت الرسول ﷺ ، فعملوا لها مرقد ، وقام الناس يزورونها ، ويأتون إليها حبواً على أيديهم وأرجلهم ، وهناك فيلم وثائقي عن هذه الحادثة من إنتاج التلفزيون الإيراني.
هذا غير صحيح حسب الصحافة المحلية والعالمية التي عاصرت الحادثة والكتب التي صدرت آنذاك ، وكذلك كون المخلوق تسبب بمرض الأطفال وموت إثنين منهما ، والطفلة التي عاشت أصبحت راهبة ، فكيف تكون السيدة الزهراء من ظهر للإطفال ، وكذلك كون المجتمع مسيحي ولو ظهرت لهم السيدة الزهراء لتحولوا إلى الإسلام ، ولماذا إختارت أن تظهر للمسيحيين وليس للمسلمين .
عموماً : توضيح أن المخلوق الذي ظهر للأطفال ليس السيدة الزهراء ليس هدف بحثي هذا ، ولكن هدفه هو : (نبؤة فاطمة)
The prophecy of Fatima
وهو موضوع خطير جداً ، وأعتقد أننا نعيش تبعاته اليوم ، وهو سيتطور ويتضاعف إلى أن يصل إلى حرب عالمية ثالثة
الموضوع يطرح لأول مرة باللغة العربية مع أنه يعود لمطلع القرن الماضي ، وقد أخذ مني الكثير من الجهد والوقت ، ولن تجد عنه بالعربية سوى موضوع هامشي يقلل من أهميته في الويكيبيديا ، أما غيره فإفتراء وتأليف على سيدتنا الزهراء ، وهو عند المسيحيين فهو موضوع خطير جداً ، وقد قتلوه بحثاً ، ومازالت الكتب والبحوث والنظريات تصدر بشكل مستمر ومنذ مائة عام
قبل أن نبدأ ، عليك أن تفهم عزيزي القارئ أن هوية المخلوق الذي ظهر للأطفال ، غامضة جداً
فإنس إحتمالية أن يكون السيدة الزهراء ، أو أن يكون ملاك ، قد يكون شيطان ، وقد يكون أحد جند الدجال ، (خصوصاً وأنه سيتسبب بمرض الإطفال) ، وقد يكون شيء آخر ، حاول أن تقرأ إلى النهاية ، وأن تكوّن رأيك لوحدك
أولاً موقع الحدث ؛ مدينة (فاتيما) في البرتغال ، وإسم المدينة قديم يعود لمملكة قشتالة التي حكمها ملوك الطوائف ، تقع بين لشبونة وباجة غرباً ، ويعتقد أن إسمها يعود لأميرة أندلسية إسمها (فاطمة) كان قصرها هناك
ثانياً : الظهور الأول : في ربيع ١٩١٦ ، بينما كان الأطفال (أبناء عمومة) يلعبون حول بئر ، الأطفال هم (لوسيا سانتوس) و (فرانسيسكو مارتو) و (جاكينتا مارتو) . هبت الريح ، تحركت أغصان شجر الزيتون ، ثم رأوا فتى بعمر الرابعة أو الخامسة عشر ، (الرسومات الدينية المسيحية تصوره بصورة السيدة العذراء لكن هذه الشهادة الحقيقية) ، الفتى كان يمشي فوق شجر الزيتون ، لونه أبيض من الثلج ، يلمع مثل الزجاج ، وجميل فوق الوصف.
وبينما هم مذهولين ، قال : "لا تخافوا ، أنا ملاك السلام ، صلوا معي" وركع وأحنى رأسه ، فقلده الأطفال ، فقال وهم يرددون خلفه : "ربي ، أنا أؤمن بك ، أنا أحبك ، أستغفرك لأولئك الذين لا يؤمنون ، والذين لا يحبونك" أعادها ثلاث مرات ، تقول (لوسيا) فقدنا الإحساس بالوقت وبأنفسنا ، حتى إنتبهنا ، فإذا المخلوق غير موجود
لم يهتم الناس المحليين لقصة الأطفال آنذاك
ثالثاً : الظهور الثاني : في صيف ١٩١٦ ، هذه المرة ظهر فجأة بينما كانوا يلعبون ، فسألهم ؛ "ماذا تفعلون؟ صلوا ، صلوا كثيراً ، قلبي عيسى ومريم المقدسين لديهما رحمة لكم ، قدموا صلوات غير محدودة ، وضحوا بأنفسكم للعلي" سألته (لوسيا) : "كيف نضحي بأنفسنا؟" فأجاب : "قدموا كل ما يمكنكم التضحية به ، وقدموه للرب كقربان للذنوب التي تغضبه ، وكتضرع لتوبة المذنبين ، بهذه الطريقة ستنشرون السلام على بلدكم ، أنا ملاك البرتغال الحارس
لم يصدقهم الناس كذلك ، ولكن الأطفال ألِفوا المخلوق ، وشعروا أنهم مختارين ومميزين ، وأن هناك مسؤولية عليهم
رابعاً : الظهور الثالث والأخير : هذا الظهور إختلف عن المرتين السابقتين ، فقد صاحبه ظواهر خارقة للعادة ، بالإضافة إلى أن المخلوق سيعطي الأطفال نبؤة مستقبلية
أولاً : الظواهر : رأى نحو سبعين ألف مواطن لمدينة (فاتيما) وحولها ؛ الشمس تغير لونها للأزرق ، وبدأت تدور يميناً ويساراً ، ولها هدير ، ثم هبطت على الأرض ، وتغيرت ألوان الأشياء والناس (المشاهدات وثقتها الصحف المحلية)
ثانياً : النبؤة : بينما كان هذا يحدث ، كان المخلوق مع الأطفال ، في هذه المرة أطال الحديث ، مبتدئاً بـ: "بإسم الأب الأعلى ، الإبن ، والروح القدس" ثم اعطاهم ثلاث نبؤات :
النبؤة الأولى : أن الحرب العالمية ستنتهي قريباً ، (كانت الحرب العالمية الأولى مستعرة) ، وأن روسيا سيكون لها دور رئيسي في إنهاء الحرب ، لكن الناس لن يكفوا عن الإساءة للرب ، مما سيؤدي إلى إندلاع حرب ثانية (بعد ثلاثة عشرة سنة) ، وأن الباب سيموت وسيعقبه (بندكت) وهو الذي إعتلى البابوية في ١٩٢٢
وأنه سيكون هناك بابا آخر يدعى (بندكت) وستبدأ النهاية الأخيرة في عهده (قد يكون (بندكت السادس) أو غيره)
النبؤة الثانية : سيسبق إندلاع الحرب الثانية نور في السماء ، بعده بعام ستنشب الحرب ، (لمع الشفق القطبي في سماء كل أوروبا من البرتغال حتى إيطاليا ، وهو حدث عجيب لم يسبقه ولم يعقبه حدث مماثل ، وقد حدث في ٢٥ يونيو ١٩٣٨ قبل عام من نشوب الحرب العالمية الثانية) ، بعد النور سيعاقب الرب الناس على كفرهم ، وروسيا خصوصاً بسبب إنقلابها على المسيحية (تحولها للشيوعية) ، هذه الحرب الثانية ستسكب أنهار من الدماء ، وسيموت الملايين ، وشبهّها المخلوق بجهنم
النبؤة الثالثة : أمر المخلوق أن تبقى سرية حتى عام ١٩٦٠ (بعد ٤٤ عام) ، حيث يجب تسليمها للبابا في الفاتيكان آنذاك ، لأنه سيفهمها فقط آنذاك ، ويجب أن يذيعها هو علناً
هذا ما حدث بإختصار للأطفال ، لكن بالجانب الآخر إهتم (بيشوب لايرا) (قسيس أعلى لمنطقة لايرا التي تتبعها منطقة فاطمة) بسبب كثرة الشهود وما حدث للشمس ، وفُتح تحقيق ، وكان يتابعه بنفسه ، وكان من السهل التحقق من مصداقية النبؤة ، لانها تحمل تفاصيل الحربين العالميتين ، وخلال مضي الوقت ، توقفت الحرب العالمية الأولى وبدأت النبؤات تتحقق ، مما أدى إلى إهتمام الصحافة العالمية وكل العالم المسيحي بالموضوع ، وأصبح موقع ظهور المخلوق مزار يتوافد إليه الناس من كل أوروبا
كل هذا والفاتيكان يتابع الموضوع بإهتمام بالغ ، ويطلع على تحقيق (بيشوب لايرا) ، ويراسل الأبرشية ، ويحث البيشوب على إقناع (لوسيا) بالإفصاح عن محتوى النبؤة الثالثة ، لكن عبثاً ، فأقنعوها على الأقل بضرورة كتابة النبؤة على ورقة تظل مختومة ، ومخبأة ، حتى الـ١٩٦٠ ، حيث أن الأطفال الثلاثة مرضوا كلهم بعد لقاء المخلوق ، فمات (فرانسيسكو مارتو) بعد أربع سنوات ، و(جاكينتا مارتو) بعد ثلاث
بينما عاشت (لوسيا سانتوس) تعاني من شتى أنواع الأمراض ، فكانوا يخشون من موتها وموت النبؤة معها ، فرضخت لطلبهم أخيراً ، وكتبت النبؤة ، وظلت لديها حتى عام ١٩٦٠
عندما سلمتها للبابا يوحنا الثالث والعشرين ، والعالم المسيحي كله بإنتظار كشف محتواها
كان تصريح الفاتيكان الرسمي : "هذه الورقة يجب أن تظل مختومة ومخبأة إلى الأبد"
من كتاب (The Whole Truth About Fatima)
وهاجمت الصحافة الفاتيكان ، وشعرت أبرشية البرتغال بأن الفاتيكان قد خان العالم المسيحي كله ، وظهرت شتى أنواع التكهنات بخصوص النبؤة : مثل أنها تختص بتفاصيل حرب عالمية ثالثة مدمرة ، نهاية العالم ، حرب بين القسيسين ، معلومات عن المسيح الدجال (شخصيته ومكانه) ، وغيرها
وأمر البابا بحفظها بأكثر الأرفف ظلاماً في أرشيف الفاتيكان ، وقام بتعيين كاردينال مهمة حراستها والحفاظ عليها ، وكان أول كاردينال يناط به مسؤولية النبؤة هو الكاردينال (راتزنجر) الذي سيصبح البابا (بندكت السادس) فيما بعد
لم يجد البابا (يوحنا بولس الثاني) مناصاً من أن ينهي سرية النبؤة ، بسبب ضغط الصحافة والسياسيين ورجال الدين وغيرهم ، فأعلن عن الورقة التي كتبتها (لوسيا) ، عام ٢٠٠٠ ، وكانت تحوي نبؤة عن محاولات إغتيال ستطاله ، وكانت المحاولات قد حدثت في ١٩٨١ ، ١٩٨٢ ، ١٩٩٥ ، قبل إعلان النبؤة
وجاء رد الصحافة شرساً ، فحسب رأيهم : يستحيل أن تكون أول نبؤتين عن حربين مدمرتين ، ثم تكون النبؤة الثالثة السرية والأكثر خطراً ، عن محاولة إغتيال للبابا
وزاد الأمور تعقيداً تصريح البيشوب (جوا فنيانيسيو) أنه رأى بعينه الورقة التي كتبتها (لوسيا) وأنها تضمنت ٢٥ سطراً على صفحة واحدة ، بينما التي أفصح عنها الفاتيكان تحوي ٦٢ سطراً موزعاً على أربع صفحات
وكذلك المقابلة الإذاعية مع الأب (مالاكاي مارتن) التي قال فيها : "النبؤة الثالثة هي : أضعاف أسوأ كوابيسكم ، مضاعفة ، إلى الأبد"
وكذلك قال : "سيكون هناك ثلاثة أيام مظلمة تماماً ، بلا شمس على الإطلاق ، وستطال الكارثة من هو مختبئ في بيته ، ومن بالخارج" وعندما سأله المذيع : "ما نوع الخطر" ، أجاب : "إيمانياً"
وأيضاً : "سيتغير النظام العالمي كله ، وسنتأثر كلنا جميعاً بلا إستثناء"
في عام ٢٠٠٠ بالإضافة إلى إعلان النبؤة المزيفة ، قام البابا (يوحنا بولس) بفعل أشياء غريبة :
+ زار بلاد عربية مثل لبنان ومصر وسوريا ، وكان أول بابا يزورها ، وخلع حذاءه ودخل المسجد الأموي ، وقبل المصحف
+ زار القدس ، وكان أول بابا يزورها ، وزار المسجد الأقصى ، وصلى عند حائط البراق
+ برّأ اليهود من دم المسيح
+ أعلن أن (خطة الله للخلاص) تشمل المسلمين الذين يعبدون الله الواحد
- قدّم اعتذارًا عن إدانة الكنيسة للعالم والفيلسوف الإيطالي جاليليو جاليلي
- قدم اعتذارًا عن تورط الكنيسة في تجارة الرقيق في أفريقيا
- قدم اعتذارًا عن الاضطهادات والحروب الدينية التي تلت قيام البروتستانتية
- قدّم اعتذارًا عن محاكم التفتيش
- قدم اعتذارًا لليهود عن تقاعس الكنيسة عن مساعدتهم خلال الهولوكست
- قدّم اعتذارًا عن الحروب الصليبية
أفعال البابا (يوحنا بولس) غريبة ، كانت كمن يودع آخر أيامه على الأرض ، فماذا يحدث؟
إذا أردنا أن نعرف ماذا يحدث فعلينا أن نبحث فيم حدث بعد عام ٢٠٠٠ ، فهو العام الذي قرر الفاتيكان أن يتحرك فيه ، ونحن نعلم أن بعده بعام بدأت الحرب على الإسلام ، فهل كانت حربهم ضربة إستباقية لما تنبأت به (نبؤة فاطمة) ، وهل النبؤة الثالثة تتحدث عن الحرب عالمية ثالثة ، خصوصاً وأن النبؤتين الأولى والثانية عن حربين عالميتين أولى وثانية
تصور لو كانت هذه هي النبؤة الثالثة ، وكان على البابا أن يعلنها على الملأ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق