كلنا نمر بتجارب سيئة بشكل يومي ، هناك تجارب تنسى ، لكن تجارب أخرى تظل محفورة بالذاكرة ، ويميل عقلنا الباطن إلى تعذيبنا بها ، فيربطها بأشياء ، مثل أماكن أو أناس أو حتى كلمات ، فنتفاعل معها نفسيا وجسديا.
مثلا تكون في سيارتك ، مرتاح البال ، تستمع إلى إذاعة ما ، فيضعون أغنية تذكرك بشخص غادر حياتك ، فتجتاحك فورا تفاصيل مؤلمة ومشاهد ومشاعر ظننت انك نسيتها ، لكن عقلك الباطن خزنها كلها ، بانتظار تلك الشرارة التي تبث فيك مشاعر ، العجز والغضب والحزن.
فماذا نفعل ، كيف نتحكم بعقلنا الباطن؟
الطريقة الأولى:
العقل الباطن لا يفهم المنطق ولا يعترف بالحقائق ، لكنه يستجيب للمؤثرات ، ويربطها بالمشاعر .
مثلاً : عندما ترى فيلم رعب ، يربط عقلنا الباطن المشاهد المرعبة بالظلمة والأماكن المهجورة وما شابه ، أنت تعلم أن أحداث فيلم الرعب خيالية ، مع ذلك تخافها ، وذلك لأن عقلك الباطن ربط بين مشاعر الخوف التي صاحبت المشاهد المرعبة ، وخزنها مع باقي مشاهد الرعب التي نخزنها كلما شاهدنا فيلم رعب .
إذاً ؛ إذا كنا نريد ان نمحو ذكرى سيئة علينا أن نستدرج عقلنا الباطن بعيدا عن مخزنه ، أرضه ، وساحة حربه ، ونحاول التشبث بالذكريات المفرحة ، سنفعل ما يفعل عقلنا الباطن بالذكريات المرعبة ، مثل أن نربطها بمشهد نحبه ، بروائح نعشقها ، مثل عطر أو قهوة أو رائحة المطر ، بإمكاننا أن نربطها بأماكن كذلك ، وبكلمات أغنية ، سنعيش الذكرى السعيدة داخليا بأدق تفاصيلها المفرحة ، ولو حاول عقلنا الباطن إفشال التجربة ، مثلا بتذكيرك بتفاصيل لو تغيرت لكانت أفضل ، عليك أن تتذكر أنك تبتعد عن الشعور بالمتعة وعن الحدث السعيد ، يجب عليك أن تعيد نفسك فورا إلى الذكرى المفرحة ، وأن تركز بكل حواسك عليها ، تسمعها ، تتذوقها ، تشمها ، تشعر بها
الطريقة الثانية:
هذه الطريقة تختص بطريقة نظرتنا لتجاربنا غير السارة ، وبتغيير الإطار الذي يحيط بالتجربة ، حيث أننا بتلقائية نضع إطارا لكل حدث في حياتنا ، وهذا الإطار يصنف الأحداث في ذاكرتنا ، إن الطريقة التي نفكر بها هي التي تصنع إطار التجربة ، ونحن نميل إلى النظر بسلبية للأمور ، ونركز على الجوانب السيئة ونتغاضى عن الجوانب الإيجابية ، ولو غيرنا الإطار فسوف نغير معنى التجربة ككل ، وما أن يتغير المعنى حتى تتغير مشاعرنا المرتبطة بالتجربة.
فالعقبات قد تكون تحدي لذاتك ، والتجارب السيئة دروس مفيدة ، وكما يقول المثل : (ما لا يقتلك ، يزيدك قوة) ، وتلك التجارب السيئة كان من الممكن أن تكون أسوأ لولا لطف اللہ ، ولو تحقق السيناريو الأسوأ كيف سيكون حالنا ، وما أن نقارن حالنا اليوم بحالنا ذاك ، حتى نحس بنعمة اللہ علينا ، وعنايته وحفظه ومعافاته .
تنفس بعمق ، أنظر إلى الأمور من جوانب إيجابية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق