الأحد، 16 نوفمبر 2014

الغضب

رغم وفاة كل أبنائه وبناته ماعدا سيدتنا فاطمة ، وبرغم موت احب زوجاته إلى قلبه ، وبرغم كونه يتيم لم يذق حنان الأم ولا الأب، وبرغم موت أقرب الناس إليه ؛ سادتنا حمزة وجعفر ، وعمه أبوطالب. 

وبرغم انشغاله الدائم بمشاكل المسلمين وفقرائهم وقلقه على أمته ومعاركه مع الكفار والمنافقين واليهود، وبرغم ما رآه في معراجه من أهوال تشيب الرأس ، وعلمه بفتن ستطال أمته

برغم كل هذا .... كان لا يُرى إلا متبسما، حتى إنه ليخيل لمن رآه أنه من أحب الناس إليه ، فقال أحدهم : ( مارأيت أحدا أكثر ابتسامة من رسول الله ) . 

وقال آخر : " ما حجبني النبي ﷺ منذ أسلمت ، ولا رآني إلا تبسم في وجهي"



مع ذلك فنحن غالبا ما نغضب  بسبب أشياء صغيرة ، نركّز عليها وننفخ فيها فتأخذ حجما أكبر من حجمها. 



فعلى سبيل المثال قد يعرقل أحدهم طريقنا ، أو يحاول تخطي طابور نقف فيه، أو يرمقنا بنظرات شزرة 



الذي يحدث هو أننا لا ندع الأمر ونمضي في حياتنا ، بل نضخم الموضوع ، ونقنع أنفسنا بأن غضبنا له مبرر ، وأننا أصحاب حق ، وهو على باطل



فننفق الكثير من وقتنا وجهدنا وصحتنا في القلق ومصارعة الآخرين يومياً بسبب أمور صغيرة ، لدرجة تمنعنا من الإستمتاع بالحياة 



فنصاب بأمراض لها علاقة بالغضب ، مثل القولون أو الضغط ، ونكبر لنصبح مسنين ذوي لئيمين وذوي طباع حادة ، يتحاشانا الناس بسببها ، ثم نموت فلا يذكرنا الآخرين سوى بأسوأ صفاتنا : الغضب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق