الاثنين، 3 نوفمبر 2014

عاشوراء


عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم في التقويم الهجري 

وقد روى البخاري عن ابن عباس أن الرسول قدم المدينة فإذا اليهود صيام، فسألهم عن ذلك ، فقالوا : هذا يوم أغرق الله فيه فرعون ، ونجّا فيه موسى وبني إسرائيل . فقال: نحن أولى بموسى منكم ، وإني لأحتسب هذا اليوم ذنوب العام السابق له، فصامه وأمر المسلمين بصيامه.

كما روى البخاري ومسلم وغيرهما حديث آخر عن السيدة عائشة: أن قريشا كانت تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية ، ثم أمر الرسول بصيامه ، حتى فُرض رمضان فقال : من شاء فليصمه ومن شاء أفطر.

يظهر من هذين الحديثين أمرين :

١-  الحديث الأول : أن سبب صيامه هو أن اليهود يصومونه.

٢-  الحديث الثاني : أن صيامه يرجع إلى أصل جاهلي قديم.



بالنسبة للحديث الأول ؛ 

فلنشرح أولاً التقويم العبري ، الذي هو خليط من الهجري والميلادي ، فالسنة العبرية شمسية . أما الاشهر فقمرية .حيث السنة تعادل دورة كاملة للأرض حول الشمس (أي 365 يوما وربع تقريبا)، أما طول الشهر العبري فهو 29 يوما ونصف تقريبا = دورة للقمر حول الأرض .

فالعيد اليهودي لن يصادف عاشوراء الهجري في الأعوام التالية للحادثة الموثقة بالحديث 
هذا أولاً ، أما ثانياً
فالثابت أن الرسول قدم المدينة يوم الاثنين الثامن من ربيع الأول الموافق 20 سبتمبر سنة 622 ميلادية . وكان هذا اليوم يوافق اليوم العاشر من شهر نشرى العبري سنة 4383 من بدء الخليقة بحسب تقويم اليهود

وهو عيد الغفران الذي يصومونه للاستغفار وطلب العفو والتكفير عما ارتكبوه من ذنوب في العام المنصرم ، ويطلقون عليه  (كبور

وأما اليوم الذي يحتفلون فيه بذكرى نجاتهم من فرعون فهو عيد الفصح ، ويجيء في 21 من أبريل وهو أول الشهور في السنة اليهودية

ونظراً للتناقض بين الحقائق والحديث الصحيح ، يرجح الدكتور علي وافي ؛ أن الرسول طلب إلى المسلمين أن يصوموا (عيد الفصح)  تكريما لسيدنا موسى ، و كذلك إحتفالاً بنهاية مرحلة الهجرة ، وبدء مرحلة الدولة  في المدينة.

ولذلك لا يوجد في الأحاديث ولا في الأخبار ما يدل على أن المسلمين قد صاموا يوم (عاشوراء اليهود) صوما جماعياً في غير هذه السنة.

وظل مستحباً


وأما يوم (عاشوراء العرب) الذي ورد في الحديث الثاني، فقد صامه المسلمون إلى أن فُرض صيام رمضان ، أي أنهم قد صاموه وجوبا في السنة الثانية من الهجرة، ثم فُرض صيام رمضان يوم الاثنين لليلتين خلتا من شعبان من السنة الثانية من الهجرة أي بعد العاشر من محرم من تلك السنة

وظل مستحباً



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق