الأربعاء، 29 يوليو 2015

هل تريد أن يحبك الله وجبريل والملائكة والناس

يخبرنا الحديث (المتفق عليه) : ((إذا أحب الله العبد نادى جبريل : إن الله يحب فلانًا فأحببْه فيحبه جبريل ، فينادي جبريل في أهل السماء : إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض)).



تخيل ذلك ، أن يحبك الله ، فيأمر جبريل بحبك ، فينادي جبريل بإسمك في الملائكة ، فيأمرهم بحبك ، فيحبونك ، ثم يوضع لك القبول في الأرض ، فيحبك أهلها.

طبعاً أنت تقول في نفسك أن هذا مستحيل ، ولن يحدث لشخص مثلك أبداً 

دعني أخبرك هذا : إن هذا ليس ممكن فحسب ، بل وسهل كذلك ، فكل ما عليك أن تكون (محسناً) :

(وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) 

فكل ما عليك فعله هو أن تكون (محسناً) ، هكذا فقط ، فيحبك الله ، وجبريل ، والملائكة كلهم ، والناس 

لكن كيف نكون (محسنين)؟ 



أنا أخبرك كيف ؛ إعلم أولاً أن الإحسان نوعين:

الأول : (إحسان) إلى أنفسنا ، بعدم الهبوط بها حيث يكره الله ، وبالعلو بها حيث يحب.

الثاني: (إحسان) إلى غيرنا ، ويشمل ذلك كل المخلوقات 



قد تكون قد إعتقدت الآن أنه بالفعل أمر سهل ، بالحقيقة إنه سهل ، لكن معقد ، فيجب أن تبدأ بـ : 

أولاً : عدم إيذاء النفس 

ثانياً : عدم إيذاء الآخرين 

ثم تتطور إلى (الإحسان) إلى نفسك ، وللآخرين



فللنناقش أولاً ؛ عدم (إيذاء النفس) ، وهو مرض (كورون) أو
 deliberate self-harm 
، وهو تعمد إيذاء أنفسنا ، بسبب تجارب مؤلمة ، (إبحث في ذاكرتك عن حدث سبق إدمانك إيذاء نفسك) ، وهذه التجارب تتسبب بالشعور بعدم الرضى عن النفس ، فنترجم ذلك السخط بأفعال (مؤذية) للنفس أو (مشينة) ، 

(مؤذية) مثل جرح الجلد بالأظافر أو نتف شعر الرأس ، مع التلذذ بذلك 

(مشينة) وتشمل الأفعال التي تهين النفس ، مثل مشاهدة مواد إباحية ، أو الشتم . 

وقد تتدرج قوة (الإيذاء) حسب قوة المرض ، واعلم أننا كلنا مرضى نفسيين ، وكلنا نميل إلى إيذاء أنفسنا ، فمنا من يدخن السجائر مع علمه بضررها ، أو يأكل أكثر من طاقته مع علمه بأنها ستتسبب بسمنته وتقبيحه بالتالي ، أو حتى يلبس بطريقة غير مناسبة ، وكلها أفعال تبين مدى قوة الشعور بـ (عدم الرضى عن الذات)



ثانياً ؛ عدم (إيذاء الآخرين) ، ونعني بهذا الإيذاء المتعمد وليس الخطأ ، ومن يستمتع بإيذاء الآخرين هو مريض بـ(السادية) ، وتتدرج قوة هذا المرض من حبس حيوان حتى الموت ، أو حتى قيادة السيارة بطريقة تتعمد إيذاء الآخرين ، أو شتمهم ، أو إذلالهم بالنظرات ، أو تجاهلهم ، أو أي فعل يؤذيهم ، بعمد مع الإستمتاع بذلك



إذاً كيف نستبدل (إيذاء النفس) بـ(الإحسان إليها) و (إيذاء الآخرين) بـ(الإحسان إليهم) ؟ لكي يحبنا الله ، ثم جبريل ، ثم الملائكة ، ثم الناس



أولاً : علينا أن نعي أن هذه المشكلة النفسية ، ويجب حلها ، ونضع ذلك في وعينا 



ثانياً : أن نتعلم فن (الفضفضة) وعدم كتم المشاعر ، وأقصى الفضفضة هي مناجاة الله ، والجلوس على سجادة صلاة في زاوية هادئة ، والشكوى إليه عما يفعله الآخرون بنا 



ثالثاً : إشغل النفس بفعل الأشياء التي تحبها ، مثل الرسم ، الرياضة ، الكتابة ، أخرج أكثر مع الأهل والأصدقاء ، إلتحق بدورات ، تعلم أشياء جديدة 

ألا تريد أن يحبك الله وجبريل والملائكة والناس ؟



قد تهز رأسك وتقول بأنه أمر إن لم يحدث فليس هناك مشكلة ، وستكون فقط من زمرة باقي الناس الهامشيين الذين لا يحبهم الله ، ولا جبريل ، ولا الملائكة ، ولا الناس 





 






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق