هناك آيات تدل على أن الحساب يوم القيامة تحكمه معادلات حسبية ، آيات مثل : (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) ، فالحسنة هنا مضروبة في عشرة . وبالمقابل هناك (ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها) فالسيئة لا يتم مضاعفتها ، وهكذا لدينا عمليات حسابية تحكم يوم الحساب
في رأيي هناك آيتين تتحدثان عن عملية حسابية تدعى (المتوسط الحسابي) ، الآيتين هما ؛
الأولى : الأحقاف : ( أولئك الذين نتقبل عنهم (أحسن ما عملوا) ، ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة ، وعد الصدق الذي كانوا يوعدون)
الثانية : فصلت : (فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا ، وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ (أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ))
فهناك فئتين من الناس سيتم قسمة حصيلة أعمالهم على (أحسن) و (أسوأ) ما عملوا ، مما سيزيد في نتيجتهم النهائية ، سواءً سلباً أم إيجاباً
فكر بذلك ، هل تعرف (أحسن ما عملت)؟
هذا (العمل) الذي قد يكون متوسط نتيجتك الحسابي يوم القيامة ، عسى أن تكون من الفئة الأولى التي يتقبل الله منها (أحسن ما عملوا)
وإن قلت ؛ (أن هناك عمل قد يكون بسيط ولم أنتبه إليه ، مع ذلك قد يكون عظيم في ميزان حسناتي) أخبرك أن هذا قد يفضي بك للتفاجؤ يوم القيامة بأن أعمالك كلها بسيطة وعادية
يجب أن يكون لديك عمل صالح (مميز) ، وإن لم يكن لديك ، فعليك بالتخطيط لواحد ، (عمل) مثل الذي توسل لله به الثلاثة الذين إنطبق عليهم الغار ، والذين وردوا في الحديث الصحيح : (بينما ثلاثة نفر ممن كان قبلكم يمشون ، إذ أصابهم مطر ، فأووا إلى غار فانطبق عليهم ، فقال بعضهم لبعض : إنه والله يا هؤلاء لا ينجيكم إلا الصدق ، فليدع كل رجل منكم بما يعلم أنه قد صدق فيه.
(عمل) مثل هذه الأعمال ، ليجازيك الله بمتوسط (عملك) هذا ، (أحسن ما عملت)
عمل مثل هذا :
وجد رجل هذه الرسالة معلقة على نافذة سيارته : (أنت لا تعرفني ، لكنني رأيت أن سيارتك بحاجة لإطارات ، وأردت أن أفعل شيئاً لشخص لا أعرفه ، لأنه في السابق فعل لي ذلك شخص لا أعرفه ، الفاتورة في المظروف ، وكل ما عليك أن تفعله هو أن تذهب لمحل بيع الإطارات على الشارع الثالث ، وأن تسأل عن ستيفن هوجز ، وسيضعون الإطارات لك مجاناً ، كل ما أطلب منك ؛ هو أن تفعل شيء جيد لشخص لا تعرفه)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق