محطة الـ(سي أن أن) وصحيفة الـ(تايم) وغيرها تصف (لواء خراسان) بأنه أخطر من داعش ومن القاعدة ، فهو غامض ، وعدد مقاتليه مجهول ، وهم قد تسللوا من أفغانستان بعد الهجوم الأمريكي ، فتجمعوا في المنطقة منذ خمسة عشر عاماً ، وعرفوها وعرفوا أهلها وتمركزوا وتمكنوا ، وقد تضاعفت أعدادهم مع السنوات
لماذا لا ينضمون إلى جماعتهم في العراق أو سوريا ؟ أو يفتحون جبهة جديدة في إيران أو باكستان أو طاجكستان أو أوزباكستان أو أياً من الدول القريبة منهم ؟
فداعش تحارب في سيناء وليبيا وتونس وفي كل العالم ، حتى في فلسطين كانت قد توعدت حماس إن لم تطبق الشريعة . لكن حول مناطق (لواء خراسان) تبدو الأمور هادئة ، لماذا ؟
أولاً : (داعش) مخادعة ، ومعظم فيديواتها مفبركة ، ولا يوجد تفسير لماذا تتكلف عناء تزييف ومونتاج الفيديوات ، وهذا أمر مكلف وليس بهيّن
ثانياً : (داعش) إختصار لـ(الدولة الإسلامية في العراق والشام) ، و(الدولة) هي الشيء المتبدّل ، بدليل الآية : (وتلك الأيام نداولها بين الناس) ، فهي لم تؤسس لكي تظل على حالها ، وإلا لسموها (الخلافة) ، أو (إمارة) أو غيرها ، لكن بإسمها (دولة) تضع نفسها كمقدمة لشيء آخر ، ولا تنسٓ أن الرئيس الأمريكي أوباما قال أنه (يستهدف داعش ) لا (مشروع دولة الخلافة)؟ وهذا يعني أن مشروع داعش باقي ، لكنها ستزول
ثالثاً : هم دهاة ، ويعرفون الأحاديث والروايات ، وكذلك يعرفون أن المسلمين عاطفيين ، وكلمة مثل (المهدي) قد تقلب الموازيين
نعم عزيزي المتابع ، في رأيي أن مشروع (المهدي) هو هدفهم الأكبر ، ولواء خراسان ينتظر هذا الإعلان لكي يتحرك ، فيعطي الشرعية الدينية للإعلان
وماذا يمنع (داعش) من أن تفعل ذلك ، فتلهب مشاعر المسلمين حول العالم ، وتسرق المشروع الإسلامي الأكبر : (المهدي)؟
أولاً : إسمه (محمد) مثل إسم الرسول ﷺ ، وهو هاشمي ، وهذا ليس بصعب ، وممكن أن يكون لديهم المئات بهذه المواصفات ، أو حتى مدعين
ثانياً : يعلن عن مشروعه أثناء موسم الحج ، وممكن لداعش أن تستغل زحام الحجيج ، وإنشغال الأمن بموسم الحج ، وتضرب ضربتها ، وتعلن عن شخص ما انه (المهدي) من مكة . وهذا سيربك العالم الإسلامي كله ، وسيتساءل الجميع ماذا لو كان فعلاً (المهدي) الذي سيملأ الأرض عدلاً.
تخيل ذلك .
"لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لاَ يَنْجُو فِيهِ إِلاَّ الَّذِي يَدْعُو بِدُعَاءٍ كَـ(دُعَاءِ الْغَرِيقِ)".
وقد فصّل الإمام جعفر الصادق في ذلك الزمان الغريب ، وطريقة النجاة ، فقال :
"ستصيبكم (شبهةٌ) فتبقون (بلا علم يُرى) و(لا إمام هدى) ، لا ينجو منها إلا من دعا بـ(دعاء الغريق)".
فسألوه : وكيف (دعاء الغريق) ؟
قال : (يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك) .
---------
لاحظ السمات الثلاث لذلك الزمان الذي لا ينجو منه إلا من دعا كالغريق ؛
(شبهة) و(الحق غير واضح) و (غياب الإمام)
(لا إمام هدى)