الجمعة، 5 ديسمبر 2014

الأمانة

(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) 
الآية تقول : (الأمانة عُرضت على السموات والأرض) ثم (حملها الإنسان) 
لكن الإنسان لا يظهر في الآية مع من عُرضت عليهم الأمانة ، فالآية تذكر (السموات) و (الأرض) فقط ، لكن الإنسان ظهر فجأة وقبل التحدي ، فإذاً (الأمانة) عرضت على كل شيء بالسموات والأرض ، من حجر وطير وحيوان وزاحف وماء وهواء ، وتقدم الإنسان وحده للمهمة

لكن الآية تذكر (الإنسان) وليس سيدنا آدم ، فمن هذا (الإنسان) ؟

الآية تذكر (السموات) كأجناس سماوية ، و(الأرض) كأجناس أرضية ، تخيل أن الموقف في هذا اليوم المهيب ، شمل كل المخلوقات ، السماوية والأرضية ، كمخلوقات في عالم الذر ، ذرات متناثرة قابلة للتشكل ، بإنتظار الأمر الإلهي (كن) ، وكل ذرة قبلت التحدي العظيم ، هي ذرة (إنسانية) ، إنها أنا وأنت ، كلنا قبلنا التحدي في ذلك اليوم المهيب 
فلا تنس هذا ، لقد تقدمت للمهمة أنت بنفسك ، والله ليس بظلام للعبيد ، فهو لم يفرض عليك وجودك في هذا العالم ، إنما هو إختيارك ، وأنت وحدك ستتحمل نتيجة إختيارك هذا


هناك تعليق واحد: