في عام ثمان وثلاثين للهجرة حدثت معركة النهروان ، وهي بين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وبين المنشقين عنه بعد معركة صفين. يقال أنهم كانوا إثنى عشر ألف ، وعشرة ، وستة ، وخمسة آلاف ، أيما كان عددهم ، فهو عدد هائل ، خصوصاً إن علمنا أن الذين نجوا منهم يقال أنهم عشرة أشخاص أو تسعة ، فيمكنك أن تتصور حجم النكبة التي أصابتهم ، وأصابت أهلهم وأصحابهم
فبعدها بقليل إجتمع ذات ليلة ثلاثة خوارج وقالوا: لو أتينا أئمة الضلال فقتلناهم فأرحنا منهم البلاد وثأرنا لإخواننا؟
فتعاهدوا وتواثقوا ، على قتل ؛ معاوية وعمرو بن العاص وعلي بن أبي طالب ، ونحن نعلم أن إثنين لم ينجحا في مهمتهما ، ونجح واحد:
وهو ابن ملجم الذي تسلل الكوفة ، فوجد في أحد أحيائها قوم سخطى يتذاكرون قتلاهم يوم النهروان ، فاطمأن لهم وجالسهم ، فأقبلت عليهم : قطام بنت الشجنة.
وهي شابة ذات جمال صارخ ، فلما رآها ابن ملجم نسي مهمته ، وسأل الموجودين من هي وصارحهم برغبته في الزواج منها ، فأخبروه أنها صعبة المنال ، فلديها شرط صعب لمن يريد أن يتزوجها ، وهو أن يقتل أمير المؤمنين ، لأنه قتل أباها وأخاها يوم النهروان.
فتهلل وجهه وقال: والله ما جاء بي إلى هذه البلدة إلا قتل علي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق