إسم (الإنسان) العلمي هو (هوموسباينز) وقد نشأ قبل خمسمائة ألف سنه فقط
عظام البشر السابقين لوجودنا ، هي من فصائل غير فصيلتنا ، جينهم يختلف عن جيننا من ٣ إلى ٢٠ ٪ ، هذا بجانب ؛ أن الإنسان المستقيم يتكلم ويتفاهم بواسطة اللغة ويستخدم الأدوات ويطهو طعامه ويدفن موتاه ويحترم الأسرة ويرسم على الكهوف ويستر جسده ويتزين بالقلائد وما إلى ذلك ، وما سبقه عكس ذلك ، فهم لا يملكون لغة ويتفاهمون بواسطة الزمجرة والصراخ ، ويأكلون اللحم نيء ولا يدفنون موتاهم وليس لديهم مفهوم واضح للأسرة بل هم أقرب للقطيع تجمعهم غريزة البقاء على قيد الحياة.
يقول الله ﷻ ؛ ( إن الله اصطفى آدم و نوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين )
(الإصطفاء) في اللغة : إختيار واحد من بين مجموعة.
ومن الآية يتبين أن إصطفاء سيدنا (آدم) مشابه لإصطفاء سيدنا (إبراهيم) وسادتنا (آل عمران)
اذن السؤال هو:
كيف (اصطفى) الله ﷻ سيدنا آدم ﷺ من بين مجموعة وهو أبو البشر وأولهم ؟
رأي الدكتور عبد الصبور شاهين:
أنه كان هناك بشر قبل آدم ولكن كانوا غير مكلفين وكان آدم ﷺ واحد من هؤلاء البشر ، فاصطفاه الله من بينهم ، وبالتالى هو (أبو الناس) وهو (أول إنسان) ولكن ليس (أول بشر)
يستدل الدكتور عبدالصبور شاهين في كتابه (أبي آدم) على التدرج في خلق الإنسان ، من خلال إستخدام القرآن الدقيق لكلمتي (بشر) و(إنسان) ، فقد ذكر خلق البشر في أربع آيات ، أما خلق الإنسان فقد ورد ذكره في خمس وثلاثين آية.
أولاً البشر : (إذ قال ربك إني خالق بشراً من طين) ، (وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً) ، (وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من صلصال من حمأ مسنون) ، (ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشراً تنتشرون)
ثانياً الإنسان : (خلق الإنسان من علق) ، (ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) ، (أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين) وغيرها
أما وقت ظهور (الإنسان) فبالآية : (وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من صلصال من حمأٍ مسنون ، فإذا (سويته) ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) فبكلمة (سويته) يقول الدكتور عبدالصبور أنها تلخص عملية خلق الإنسان ، فقبل (التسوية) كان بشراً ومشروع (إنسان) ، وبعدها أصبح إنساناً في حيز الفعل ، وهو ما تلخصه سور : (ثم سواه ونفخ فيه من روحه) ، (سبح اسم ربك الأعلى ، الذي خلق فسوى) (ثم كان علقة فخلق فسوى) (الذي خلقك فسواك فعدلك) فقبل التسوية لم يكن لديه روح ، وكان شأنه شأن باقي المخلوقات
ويدلل الدكتور عبدالصبور على فرضيته هذه من خلال آيات تستخدم وصف (إنسان) فقط للمخلوق المكلف ، وذو الروح الخالدة ، والمحاسب
آيات مثل : (وحملها الإنسان ، إنه كان ظلوماً جهولا) ، (أيحسب الإنسان أن يُترك سدى) ، (خلق الإنسان ، علمه البيان) ، (إن الشيطان للإنسان عدو مبين) ، (وكان الإنسان كفورا)
ويقول أن خلق الإنسان مر بثلاثة أطوار :
١- (الخلق)
٢- (التسوية)
٣- (النفخة)
ويستدل على الفارق الزمني الهائل بين الطورين (الخلق والتسوية) ، ثم التتابع الزمني بين الطورين (التسوية والنفخة) ، من الآية : (وبدأ خلق (الإنسان) من طين ، (ثم) جعل نسله من سلالة من ماء مهين ، (ثم) سواه (و) نفخ فيه من روحه) ، وهكذا (ثم) تبين التراخي الزمني الكبير بين (الخلق) و (التسوية) ، بينما (و) تفيد التلاحق الشبه فوري بين (التسوية) و (النفخة)
وهكذا حسب فرضية الدكتور عبدالصبور شاهين كان وجود (البشر) بمثابة مرحلة تحضيرية للـ(الإنسان) الذي سيعلمه الله ما لم تعلمه الملائكة
أما الدكتور زغلول النجار فله رأي آخر ؛ فالله ﷻ اصطفى سيدنا آدم من بين العديد من (المخلوقات) وليس العديد من (الخلق).
فالله اصطفى آدم من بين ؛ الجبال والحيوانات والنبات وغيرها
بدليل قوله ﷻ ( ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا )
فتفضيله هذا هو (الإصطفاء) حسب رأي الدكتور النجار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق