الجمعة، 12 يونيو 2015

جسر يحكي قصة أمة



جسر يحكي قصة أمة

 (الفجر)

هو جسر الصرّافية ، وهو أحد جسور بغداد الإثني عشر وأقدمها عمراً . بني في أربعينيات القرن العشرين

كان في الأصل معداً للإنشاء في مدينة سدني بأستراليا ، لكن وزارة الاشغال العراقية شرت هيكله الحديدي وتصميمه.

بلغ طوله 2600 متراً تقريباً ، وكان بذلك أطول جسر في العالم في حينه.

(الضحى) 

تعرض الجسر للقصف خلال حرب الخليج عام 1991.

ثم وبعد عشر سنوات صدرت الاوامر بترميمه ، لكن في الـ2007 أُغتيل المشرف على المشروع المهندس بهاء ناجي ياسين ، لدى خروجه من منزله متوجها إلى الجسر

تلاه تعرض خليفته المهندس سعدي عبدالرضا لمحاولة اغتيال فاشلة

لكن تسامى الجسر على جراحه وتم إفتتاحه بعد عام ، في 2008 , وحضر إفتتاحه رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ، الذي قال : "إنما نحتفل لأجل أن نفتتح الجسر . رغم أهميته وتاريخه وما يربطنا به ، ولكن الأهم من ذلك كله هو أننا نريد أن نحتفل بأن الإرادة ، إرادة الخير ، إرادة الإعمار ، إرادة البناء ، إرادة الوطن هي التي انتصرت في المحصلة النهائية"

لكن بالحقيقة أن ذلك لم يحدث ، ولم ينتصر الوطن ، ولا إرادة الخير ، أو البناء ، وإنما الذي حدث هو (المغيب) 

(المغيب)

حيث تمددت داعش وتمغطت حتى وصلت يديها وقدميها إلى الأنبار ، قبل شهرين ، لكن وصل سمها أخيراً إلى الجسر قبل يومين

حيث رمت نفسها من على الجسر إمرأة عراقية من نازحي الأنبار.

المرأة تقطعت بها وإبنتيها السبل ، وملت النوم في الطرقات ، ومد اليد ، وتذمر طفلتيها ، فقررت أن تنهي مأساتها مع إبنتيها 


وما من مكان أفضل من جسر الصرافية لتفعل ذلك 

ذلك الجسر الذي مثل (المستقبل) المشرق عندما شروه من أستراليا ، ونصبوه على جبين النهر العتيق

ومثل (التضحية) عندما فدى النهر بنفسه ، وتحمل قصف طيران التحالف

ومثل (الأمل) عندما تم ترميمه ، وتقطيب جراحه

وأخيراً (اليأس) 

إنه جسر يحكي قصة أمة











في يوم الثلاثاء الموافق للسابع والعشرين من ايار مايو 2008, تم اعادة افتتاح الجسر رسميا بعد مرور أكثر من عام على اغلاقه لغرض الصيانة, "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق