الثلاثاء، 16 يونيو 2015

جسر آدم

هناك سلسلة أحجار جيرية تربط بين سيرلانكا والهند ، ويبلغ طولها 48 كم.


ويطلق عليها (جسر آدم)


أول من ذكره هو ابن خرداذبة (٨٢٠-٩١٢) في (المسالك والممالك) ، إنتبه إلى الكتاب علماء الغرب في أوائل القرن التاسع عشر ، ووتتبعوا الجسر حتى وجدوه كما وصفه ابن خرداذبة


 ومع أن الهنود يطلقون عليه جسر (آدم) (आदम सेतु (ādam setu)) ، إلا أنه مرتبط بإسطورة عن الإله الهندي (راما) وليس له علاقة بسيدنا آدم


عموماً : ظن العلماء أن عمر الجسر بضعة آلاف عام ، وأنه مرتبط بحضارة وادي السند العتيقة 


ثم بدأ جدال بينهم فيما إن كان طبيعياً أو بالفعل من صنع الإنسان ، وبسبب تواضع الإمكانيات آنذاك ، كان جدالهم عقيماً ، فأُهمل الموضوع ، ونُسي


حتى كشفت ناسا عام 2003 عن تصوير جوي للجسر ، يوضح أنه ليس طبيعياً بتاتاً


وعاد جسر آدم للأضواء مجدداً ، وبعد عشر سنوات من الدراسات ، أُعلن مؤخراً ، أن عمر الجسر مليون وسبعمائة عام ، وبذلك هو يسبق كل الحضارات ، ويسبق حتى رسومات الرجل الحجري على الكهوف


فمن بناه؟


للأسف لا أحد مهتم بالإجابة على هذا السؤال ، ودعوني أخبركم لماذا ؛


لسبب واحد ، وهو أن (ابن خرداذبة) أشار إلى أن المحليين الهنود أخبروه أن باني الجسر هو سيدنا آدم ، وأنه هبط من الجنة بالقرب منه على جبل في سيلان ، أسمه (جبل آدم) 


ومن هنا يفقد الغرب إهتمامه بالجسر ، حيث أي تأكيد لهذا الكلام ، يعطي الإسلام مصداقية ، ويفت في عضد رواية التوراة التي تقول أن الجنة التي أُخرج آدم وحواء منها لم تكن سوى بستان جميل في مكان ما بالقرب من منابع أربعة أنهر ، جيحون ، فيشون ، دجلة (حداقل) والفرات ، ومكانها على الأغلب في تركيا ، كما يشير الباحثين

عموماً : دعونا من كل ذلك ؛ فلنعد إلى جسر آدم ، فالقرآن يخبرنا أن آدم وحواء عليهما السلام أُهبطا من الجنة إلى كوكب الأرض ، (قال إهبطوا بعضكم لبعض عدو ، ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين) ، لكنه لا يعطينا أين هبطا بالضبط

هناك أحاديث (ضعيفة) تشير إلى هبوط آدم في الهند ، كحديث ( نزل آدم الهند واستوحش ..) وغيره

وهناك روايات عدة ، مثل رواية السدي : "فهبطوا ، فنزل آدم بالهند ، ونزل معه الحجر الأسود ، وقبضة من ورق الجنة ، فبثه بالهند ، فنبتت شجرة الطيب .." . 

وعن ابن عباس : "أهبط آدم من الجنة بِدَحْنا ، أرض الهند" .

وزاد الطبري في تاريخه عن ابن عباس : "أهبط آدم بالهند ، فجاء في طلبها حتى اجتمعا فازدلفت إليه حواء ، فلذلك سميت المزدلفة ، وتعارفا بعرفات ، فلذلك سميت عرفات وتعارفا بجمع فلذلك سميت جمعاً".


وهكذا نفهم من الروايات -إن صحت- أن سيدتنا حواء بقيت تنتظر في المكان البعيد الذي هبطت به ، بينما كان سيدنا آدم يحاول ويصارع ويبني الجسور لكي يصل إليها


وقد يكون جسر آدم أحد الطرق التي سلكها آدم بينما كان يبحث عنها

هناك 3 تعليقات:

  1. للمعلومية في سيرلانكا يوجد موطئ قدم آدم عليه السلام

    ردحذف
  2. للمعلومية في سيرلانكا يوجد موطئ قدم آدم عليه السلام

    ردحذف
    الردود
    1. ليس آدم بل تعود لهانومان الرجل القرد

      حذف