الأربعاء، 17 يونيو 2015

الصيام عند اليهود والمسيحيين والمسلمين


عرف اليهود نوعين من الصيام 

أولاً : عن الكلام ، وقد ورد في سورة مريم بموقعين : أولاً سيدنا زكريا : ((قال رب إجعل لي آية ، قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليالٍ سويا)) ، ثانياً سيدتنا مريم : ((فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا)) 

وقد ورد في التوراة في عدة مواضع ، منها : "تكلموا في قلوبكم على مضاجعكم واسكتوا" (المزمور 4: 4).

ثانياً : الصيام عن الطعام ، في يوم الغفران (كيبور) ، ويحظر فيه : إشعال النار، الكتابة بقلم، تشغيل السيارات والأجهزة ، تناول الطعام والشرب، الاغتسال والاستحمام، المشي بالأحذية ، والهدف التفرغ للعبادة وقهر النفس.

وهناك صوم الأربعين يوماً الذي طبقه سيدنا موسى قبل التكليم : "وكان -موسى- هناك عند الرّبّ أربعين نهارًا وأربعين ليلة لم يأكل خبزًا، ولم يشرب ماءً" (الخروج 34:28).

ومع أن صيام سيدنا موسى كان حالة فردية ولمناسبة خاصة ، ولم يطبقه اليهود ، إلا أن المسيحيين إختاروا أن يطبقوه ، ولكن فقط من ناحية الإمتناع عن البيض، والجبن، والحليب، والزبد

ويقول علماء اللاهوت المسيحيين أن الهدف من ذلك هو عدم إظهار الصيام حتى لا يصبح نفاقاً ، فلذلك المسيحي الصائم يشرب ويأكل مع الآخرين ومع ذلك يظل صائماً

أما في الإسلام فالصيام يكون عن الطعام والشراب والتقيؤ عمداً ... ، وكان الصيام في البدء كله تطوعي ، ثم تدرج في الحكم حتى الفرض ، وقد تم ذلك في مرحلتين : 

المرحلة الأولى: التخيير بين الصيام أو الإفطار مع إطعام مسكين.

 (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. أياما معدودات فمن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر ، وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ، فمن تطوع خيرًا فهو خير له ، وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون)  

فمن شاء صام ومن شاء أفطر وفدى.

المرحلة الثانية: مرحلة الإلزام : 

(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ، فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر ، يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ، ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون). 

ففي الصحيحين عن سلمة بن الأكوع ، قال: لما نزلت: (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) كان من أراد أن يفطر ويفتدي ، حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق