فكرت ملياً قبل كتابة هذا الموضوع ، وأعلم أن الغالبية يحبون دفن رؤوسهم بالرمال والتظاهر بأن الأمور طيبة ، لكنها ليست كذلك . وأعلم أن هذا الموضوع سيفتح أعين الكثيرين المغمضة ، وهو الأمر الوحيد الذي كان يمنعني من الكتابة عن هذا الموضوع ، ولكن ما بيدي حيلة أخرى ، والموضوع أراه يكبر ويستشري يوماً بعد يوم ، والمؤامرة كبيرة ، وهي أخطر من تجارب سيرن ومن الحرب التي توشك أن تنشب ، وأخشى أن أؤجل الكتابة عن هذا الموضوع أكثر فيفوت الفوت ولا فائدة من الندم آنذاك
عموماً فلنبدأ موضوعنا بـ(المثلية) :
لطالما كانت (المثلية) موجودة في المجتمعات البشرية ، وبالحقيقة أن الإسلام تعامل معها بإحترافية ، وهذا لا يعلمه الكثير
أولاً الآية من سورة النساء : ((وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ ۖ فَإِن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا)) ، وهكذا تأمر الآية بظاهرها بحبس (المثليات) في البيوت ومنعهن من الخروج ، حتى الوفاة أو التوبة
ثانياً الآية التي تليها مباشرة : ((وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا ۖ فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا)) وهكذا تأمر الآية بظاهرها بـ(إيذاء) المثليين الذكور ، والإيذاء لا يكون بالقتل وإنما النبذ والمعاملة السيئة
إن بحثت في كتب التفاسير ستجدهم يخبرونك أن هاتين الآيتين نزلتا في الزناة وأنهما نسختا بآية الجلد في سورة النور ((الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة)) ، لاحظ أن سورة (النساء) لم تصفهم بالزناة أما (النور) فوصفتهم بذلك ، ثانياً ؛ أن (النساء) جعلت (للإناث) عقوبة مختلفة عن عقوبة (للذكور) ، ولو كان الذنب في سورة (النساء) هو نفسه المعني بـ(النور) لماذا ليس له نفس الإسم بوضوح ، ولماذا ليس له نفس العقوبة على الذكور والإناث
ثم جاءت الأحاديث وفصلت وزادت الرجم ، مع أنه لا يوجد رجم في القرآن ، والموضوع طويل ومن يريد الإستزادة في الموضوع فليراجع كتاب (لا رجم للزانية) لمصطفي محمود ، وغيره من الكتب العديدة التي ناقشت هذا الموضوع ، وليس هذا موضوعنا
فلنعد لموضوعنا الأساسي ؛ الإسلام تعامل مع (المثلية) بإحترافية من خلال (العزل) الإجتماعي ، أولاً لكي لا يتفشى هذا الفعل ، ثانياً: كي يبقى مستهجناً في عيون الآخرين ،وفلا يفعله إلا المضطر من خلال طبيعته التي تغلب على طباعه ، وبهذا يظل هذا الفعل محدوداً
وعندما دمر الله مملكتي (سدوم) و (عمورة) (قوم سيدنا لوط) لم يدمر باقي الممالك في العالم القديم مع أن هذا الفعل كان موجوداً لديهم ، حيث لم تكن (المثلية) متفشية وحسب ، وإنما كانت مشروع دولة في المملكتين ، وتحميها القوانين وتشجع عليها ، بل تعاقب من يمتنع عنها ، وهذا الواضح من الآية (فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ؛ أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون) ، وهذا النفي لمن ليس مثلياً لم يحدث في أي مكان في العالم سوى في (سدوم) و (عمورة)
أما الآن ؛ فالأمم لمتحدة ترفع لواء الدفاع عن حقوق المثليين ، فهي رحبت بالقانون الأمريكي الذي صدر مؤخراً والذي يبيح زواجهم ، وتندد بقوانين الدول التي تجرمهم ، وستظل تضغط حتى تزال القوانين ، ويصبح فعلهم شيء عادي ومقبول إجتماعياً وليس بخطأ ، بل دليل تحضر ورقي فكري وحرية شخصية
عموماً : هذا ليس موضوعنا ، بالحقيقة موضوعنا أسوأ بكثير من المثليين والمثلية ، موضوعنا هو (الجنس الطفولي) ، وهو ليس بإستغلال جنسي من شخص كبير ، وإنما جنس طفولي خالص
إذا بحثت في هاشتاجات معينة سيظهر لك عالماً آخر غير الذي نعيشه ، عالماً حيث الأطفال بعمر الخامسة وأحياناً أقل يمارسون الجنس مع بعضهم ، وأحياناً مع الكبار ، وهو برضاهم التام ، بل ويفعلونه بإحتراف
فكيف حدث هذا ، وهذا الشيء ضد الطبيعة البشرية ، وأمر غير مفهوم بالنسبة لطفل في عمر الخامسة ونحوه؟
أولاً ؛ الحرية الشخصية ، فأطفالنا اليوم لديهم حرية شخصية هائلة ، ولديهم غرفهم الخاصة المغلقة عليهم دائماً ، ولديهم هواتف نقالة ولابتوبات وهم منفتحين على كل شيء ، على عكسنا في السابق ، ونحن نعتقد أننا نربي أطفالنا لكن بالحقيقة أن الطفل يتعلم مما يرى لا ما يسمع ، وهو يرى كل شيء في التلفاز والسينما واللابتوب والهاتف النقال
ثانياً : مقاطع الفيديو الجنسية المنتشرة جداً في كل وسائل التواصل. والطفل بطبيعته فضولي ويحب الإستكشاف
ثالثاً ؛ الأمم المتحدة وبرنامج الثقافة الجنسية للأطفال ، فالأمم المتحدة وغيرها من المنظمات تدعو لتوعية الأطفال جنسياً في عمر مبكر ، وذلك لكي لا يتم إستغلالهم ، وقد بدأت بتوعيتهم من سن السادسة عشر ثم قللت العمر حتى وصلت إلى سن العاشرة مؤخراً ، لكن بالواقع أن لهذا البرنامج تداعيات خطيرة
فهناك سبعة ملايين وثلاثمائة ألف أم يقل عمرها عن الخامسة عشر منذ بدأت بهذه التوعية ، وهكذا؛ هذا البرنامج قد فتح أبواب مغلقة أمام الأطفال ، وحفز عقولهم الصغيرة بإتجاه هذا الموضوع الغامض بالنسبة لهم
ولابد أن المقاطع بدأت عند الغرب ، ثم إنتشرت عندنا ، لأنهم يعانون من هذه المشكلة منذ سنوات ، أما نحن فهي بدأت مع بداية هذا العام ، وهي تنتشر بقوة ، ويغذيها المال ، حيث هناك عرض وطلب عليها في مواقع معينة ، ويتم دفع الأموال في مقابل المقاطع
وهنا تحدث مشكلة أخرى ، وهي (خطوات الشيطان) التي يحذرنا الله منها ، حيث ما أن يبدأ الشخص البالغ بمشاهدة هذه المقاطع حتى تتغير برمجة عقله ، فيصبح يشعر بالإغراء عند رؤية الأطفال ، لأنهم إرتبطوا بالجنس في عقله بسبب مشاهدة المقاطع ، فينتهي بالبحث عن طفل لكي يشبع غريزته التي هيجتها المقاطع
وأخبركم ؛ هذا ليس وليد الصدفة ، وإنما هو أمر مخطط له ، وستحميه قوانين في المستقبل ، بدعوى الحرية الشخصية ، وسيصبح أمراً عادياً ، عندما تراه من حولك في الأفلام والمسلسلات والأغاني ، مثلما فعلوا مع المثلية من قبله
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفعزيزي صاحب المدونة انا اتابع مدونتك منذ سنتين لقد كنت تنشر مواضيع ثقافيه الان اصبحت مهووس بالمتنورون قلت في ديسمبر سينتهي العالم وستحصل مصيبه اعتبر ان الكارثه حصلت وانتهت هل بامكانك ان تعود لمواضيعك النادره الثقافية وتترك المؤمرات والخطط الشريره المتنرورن ليسوا اغبياء وان اردوا ان يظهروا شئ فلانهم يريدون اظهاره وجعل انسان مثقف يشغل عقله بتفكير بالمؤمرات بدل ان يثقف نفسه والناس هذه ايضا مؤامره
ردحذف