"فلما انتصب آدم على قدميه رأى في الهواء كتابة تتألق كالشمس ، نصها (لا اله الا الله محمد رسول الله) . فقال آدم : أشكرك ايها الرب إلهي ، لأنك تفضلت فخلقتني . ولكن أضرع اليك ان تنبئني ، ما معنى هذه الكلمات (محمد رسول الله) . فأجاب الله : مرحباً بك يا عبدي آدم . واني اقول لك أنك أول انسان خلقته . وهذا الذي رأيته انما هو إبنك ، الذي سيأتي الى العالم ، بعد الآن بسنين عديدة . وسيكون رسولي الذي لأجله خلقت كل الأشياء ، الذي متى جاء سيعطي نوراً للعالم ، الذي كانت نفسه موضوعة في بهاء سماوي ستين الف سنة ، قبل ان اخلق شيئاً . فضرع آدم الى الله قائلاً : يا رب هبني هذه الكتابة على ظفر اصابع يدي . فمنح الله الانسان الاول تلك الكتابة . على ظفر ابهام اليد اليمنى ، ( لا اله الا الله ) ، وعلى ظفر ابهام اليد اليسرى (محمد رسول الله )"
وكذلك
"فاحتجب الله ، وطردهما الملاك ميخائيل من الفردوس ( آدم وحواء ) فلما إلتفت آدم ورأى مكتوباً فوق الباب (لا اله الا الله محمد رسول الله ) فبكى عند ذلك ، وقال عسى الله يريد أن تأتي سريعاً (يا محمد) وتخلصنا من هذا الشقاء" .
٣- إنكار ألوهية سيدنا المسيحح
لكن ما حقيقة هذا الإنجيل ؟
أولاً ؛ النسخة المتوفرة حالياً باللغة الإيطالية، موجودة في النمسا ، وهى تعود للقرن السادس عشر ، وذلك من خلال نوع الورق المصنوع من ألياف قطنية، وعليه علامة مائية على هيئة مرساة سفينة، وهو يُستخدم في إيطاليا آنذاك ، وأول ذكر للمخطوطة يعود لبداية القرن الثامن عشر.
وهناك مخطوطة أسبانية مفقودة، كذلك ذُكرت في بداية القرن الثامن عشر، قصة العثور عليها : إن الراهب (مارينو) كان في زيارة للفاتيكان ، وكان مع البابا ، ثم نام ، ففتش (مارينو) فوجد الإنجيل ، فأخفاه ، وعندما قرأه اعتنق الإسلام ونشره ، لكن هذه النسخة والراهب لم يسمع بهما أحد ، ربما هي قصة لزيادة سعر النسخة ، حيث كان الطلب على هذه المخطوطات الممنوعة قوي في ذلك الوقت الذي يعقب سقوط الأندلس وصقلية
قالوا في إنجيل برنابا :
د. محمد شفيق غربال "هو إنجيل مزيف وضعه أوربي من القرن الخامس عشر وفي وصفه للوسط السياسي والديني في القدس أيام السيد المسيح أخطاء جسيمة.
عباس محمود العقاد : "ان وصف الجحيم في إنجيل برنابا يستند الى معلومات متأخرة لم تكن شائعة بين اليهود والمسيحيين في عصر الميلاد، وان بعض العبارات الواردة به قد تسربت الى القارة الأوربية نقلاً عن المصادر العربية" ، "ليس من المألوف أن يكون السيد المسيح قد أعلن البشارة أمام الألوف باسم محمد رسول اللّه". وأضاف أيضا أن أخطاء تكررت في هذا الانجيل "لا يجهلها اليهودي المطلع على كتب قومه، ولا يرددها المسيحي المؤمن بالأناجيل المعتمدة من الكنيسة، ولا يتورط فيها المسلم الذي يفهم ما في إنجيل برنابا من المناقضة بينه وبين نصوص القرآن". (جريدة الأخبار 26/10/1959).
علي عبد الواحد رئيس قسم الفلسفة بجامعة القاهرة، قال في كتابه "الأسفار الثلاثية في الأديان السابقة للإسلام": "بعض ما يشمل عليه هذا الكتاب نفسه يحمل على الظن بأنه موضوع ، فالإسلام ليس في حاجة إلى كتاب كهذا تحوم حوله شكوك كثيرة".
الأخطاء في إنجيل برنابا :
يحتوي كتاب برنابا على أكثر من خمسين خطأ ، منها:
١- يتكلم عن يوبيل العيد اليهودي وأنه يقع كل مائة سنة ، بينما كان يحدث كل خمسين سنة في زمن الحواريين ، ولم يتحول إلى المئة عام إلا منذ بداية القرن الرابع عشر
٢- أنّ النّاصرة وأورشليم هُما ميناءان على البحر.
٣- النبي داوود يصف النبي القادم بـ(ربي).
٤- السموات تسع.
٥- ينكر أن يكون سيدنا عيسى مسيحاً ، بل المسيح هو النبي القادم.
٦- هناك الكثير من الغرائب ، مثل : "وبصق الشيطان على كتلة التراب. فرفع جبريل ذلك البصاق مع شيء من التراب فكان للإنسان بسبب ذلك سرة في بطنه"
٧- "ثلاثة جيوش كانت موجودة بفلسطين ، في كل منها مئتي ألف جندي" ، علما انه لم يكن عدد سكان فلسطين كلها مئتي ألف نسمة ، اضافة إلى أن الرومان لن يسمحوا بتواجد جيوش غير الرومانية.
٨- أنهم "وضعوا على جسد يسوع مئة رطل من الطيوب" وأول من استخدم الرطل كوحدة للوزن هم العثمانيون في تجارتهم مع ايطاليا واسبانيا، ولم يكن الرطل كوحدة وزن معروفاً آنذاك.
٩- برنابا ينتقد بولس والحواريين الآخرين بشدة بسبب إفترائهم على المسيح ، لكن بالحقيقة أنه نفسه كان رفيقاً لبولس في نشره لعقيدة الثالوث ، في اورشليم وانطاكية وايقونية ودربة ولسترة . وأيضاً مع إبن أخته يوحنا مرقس في قبرص
وفي النهاية ، لو كان هذا الإنجيل حقيقياً لإحتج به (آريوس) وغيره من المسيحيين الذين ينكرون الثالوث ، لكن لم يسمع به أحد ، حتى الـ١٧٠٠ ، وهذا غير منطقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق