الأربعاء، 4 فبراير 2015

هل نحن لوحدنا



تقول سورة (( الشورى )) : (( ومن آياته خلق السماوات والارض ، وما بث فيهما من دابةً ، وهو على جمعهم إذا يشاء قدير )) الآية تقرر الحقائق التالية :

أولاً : ((من آياته)) من بدائع خلقه ((خلق السموات والأرض)) ، و (السموات) ترد بالآية بصيغة الجمع ، أما (الأرض) فتأتي منفردة . 

ثانياً : ((وما بث فيهما)) والبث هو (إنتشار الشئ) ، وفي الآية إنتشار الدواب في السموات (مجموعة) والأرض (منفردة)

أما (الدابة) فهي كل مخلوق يدب على أرض ، يدب على أربع قوائم أو أكثر أو أقل . 

ثالثاً ؛ ((وهو على جمعهم)) جمع مخلوقات السموات ومخلوقات الارض 

رابعاً : ((إذا يشاء قدير)) جمعهم ممكن كناموس إلهي وقانون فيزيائي يحكم هذا الكون .

ثم إسمحلي أن أصدمك الآن بحقيقة صارخة من سورة النور والتي سنستنتج منها الحقيقة الخامسة : (( والله خلق كل دابةً من ماء فمنهم من يمشي على بطنة ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شئ قدير ))

الحقيقة الخامسة : (كل دابة من ماء) ، إذاً (دواب السموات والأرض) من ماء ، كما تقرر سورة النور 

تذّكر الآن ((ومن آياته خلق السماوات والارض ، وما بث فيهما من دابةً ، وهو على جمعهم إذا يشاء قدير)) ، وإربطها مع حقيقة (كل دابة من ماء) 

ثم خذ معهما هذه الآية : (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ (مَا فِي السَّمَاوَاتِ) وَ (مَا فِي الْأَرْضِ) مِنْ (دَابَّةٍ) ، وَ(الْمَلَائِكَةُ) ، وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ) كما رأيت ، سورة النحل تستثني الملائكة من يكونوا من (دواب) السموات. 

فالقرآن يستثني من الدواب المخلوقات التي لها قدرة على الطيران ، وذلك حسب ؛ (وَمَا مِنْ (دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ) ، وَلا (طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ) ، إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ) وهكذا الطيور ليست من الدواب ، مع أن لها قوائم ، وتقف على الشجر ، وتدب أحياناً ، لكن القرآن لا يسميها دواب ، بسبب قدرتها على الطيران. والملائكة ذوي قدرة على الطيران ، كما وصفها الله ؛ (جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ). . فالملائكة تطير وليست دوابا حتى وإن مشوا أحياناً.

إذاً الملائكة ليسوا من دواب السموات ، الذين قد يجتمعون مع دواب الأرض (نحن) ، متى ما شاء الله

 أجبني الآن : هل نحن لوحدنا في هذا الكون؟



هناك تعليق واحد: