الاثنين، 18 أغسطس 2014

ذو القرنين



ضاقت قريش بالرسول وبإنتشار الإسلام السريع. فقرروا إرسال وفدًا إلى اليهود ، ليفتوهم في أمره.


فنصحهم أحبار اليهود: اسألوه عن ثلاثة أشياء، فإن عرفها وأخبركم بها فهو نبيّ :

1- فتية ذهبوا في الدّهر الأول والزمن القديم قد كانت لهم قصّة عجب.

2- رجل كان طوّافا، قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها.

3- الرّوح .

لاحظ أن الأسئلة الثلاثة تختص بمواضيع غير موجودة بأي كتاب من كتب اليهود ، وهذا يعني أنه إن لم يكن نبي فلن يعرف الإجابة مهما بحث ، ويبدو أن لديهم مواضيع غيرها من هذا النوع ليختبروا فيها مدعين النبوة ، وهم يتعاهدون إجابتها شفهياً حتى لا يعرفها غيرهم .


عموماً ، رجع وفد قريش من يثرب وسألوا الرسول عن الأشياء الثلاثة، فأنزل الله الإجابة بسورة الكهف، والذي يخصنا هنا هو الرجل الطوّاف .

فمن هو ؟


ظن بعض المفسرين ، منهم الرازي  ؛ أن الأسكندر المقدوني هو ذو القرنين ، بسبب مملكته التي امتدت على الشرق والغرب ، وكذلك بسبب خوذته التي بها قرنين.
 

مملكته امتدت من البحر الأدرياتيكي غربا إلى وادي السند شرقا ، وذلك مغرب الشمس ومشرقها. لكن الأسكندر كان وثنيا ، وقد قدم القرابين لآمون في مصر ، وعبد شتى الآلهة ، وكان مدمنا لشرب الخمر ، وسيرته بعيدة كل البعد عن سيرة الملك الصالح ذو القرنين.
فهل هو ذو القرنين ... حتما لا.


ثاني مرشح لشخصية ذو القرنين هو الملك الفارسي ( قورش ) ، وكما يظهر في الصورة ، معتمرا تاجه ذو القرون الذي إشتهر به 
سلمه جده قمبيز إلى أحد الحرس ليقتله بسبب حلم رآه ، لكن الحارس أعطاه لأحد الرعاة الذي رباه في الجبال ، ثم شب أصبح حاكماً خلفا لوالده .فقاد تمرداً على الميديين ، فهزمهم ووحد فارس ، أحبه الفرس بسبب عدله .



ثم غزا بابل ، وحرر اليهود وأعادهم إلى فلسطين بقيادة عزرا النبي (وقالت اليهود عزير ابن اللہ) 
ثم استولى على الشام وتركيا ، وأصبحت مملكته تمتد من الحدود الشرقية لنهر السند حتى بحر قزوين و البحر الأسود، كما تمتد غرباً إلى البحر الأبيض المتوسط. فهو تملك من مشرق الشمس إلى مغربها

وكانت الإمبراطورية الفارسية هي مركز العالم المتحضر، وأصبح  قورش  يعرف بلقب (قورش الأكبر ملك بابل و سومر و آكاد و أركان العالم الأربعة).

يقول قورش عن نفسه: "أنا قورش ملك الجيوش، الملك العظيم، الملك القدير، ملك "تندير" (بابل)، ملك بلاد سومرو وأكاد، ملك المناطق الأربع، ابن قمبيز الملك العظيم ملك مدينة أنشان، ابن "سيبيس" الملك العظيم ملك مدينة أنشان، النسل الملكي الراسخ، الذي يحبه بعل ونبو" ( بعل ، نبو : إلهين)


بالحقيقة أن قورش دعم الوثنية ، ولم يمنع بلدا فتحها من عبادة الأصنام ، بل على العكس ، فعندما فتح بابل كان شلمنصر قد إتخذ قرارا بمنع عبادة الأصنام والتوجه إلى الكواكب بالعبادة ، فسمح قورش للبابليين بالعودة لعبادة أصنامهم.

فربما كان موحدا مثلما يدعي اليهود بأنه كان المسيح ، بسبب إعادتهم لفلسطين وبناء الهيكل ، لكن سيرته لا تدل على ذلك ، وكذلك نهايته.

فقد انهزم أمام البدو الماسجيتا  وقتل قورش  نفسه  في المعركة ، فمثلت ملكتهم بجثته وأمرت بأن يسقى الدم قائلة:""آن للزعيم الفارسي أن يجد ما يكفيه من الدماء"

فهل هذه سيرة تليق بذي القرنين ، الملك العظيم .


هناك من يطرح إحتمال كون الفرعون أخناتون (الأسرة ١٨) هو ذو القرنين ، بسبب توحيده آتون ونبذه باقي الآلهة.

لكن أخناتون لم يكن محاربا ، بل إنشغل بعبادته وبناء مدينته (العمارنة) وأهمل شؤون الدولة ، الأمر الذي تسبب بفقدان مصر لكثير من البلاد التي تتبعها ، وتجرأ الكثير من أعداء مصر عليها ، واستنجد به الليبيون ضد زحف اليونان ، لكن إخناتون كان مشغولا عن كل هذا.

ولذلك أخناتون ليس واردا أن يكون ذو القرنين بتاتا .


رابع شخصية مرشحة للقب ذو القرنين هو الملك الحميري شمر يهرعش.


تذكر روايات المؤرخين العرب : أن والده (ناشر النعم) حشد قبائل العرب (عدنان وقحطان) وسار باتجاه الغرب ، بجيشين ، يقود هو أحدهما ، بينما يقود ولده (شمر يهرعش الثاني) ، ومن جزيرة العرب سارا نحو العراق ومنها وصلا إلى أوروبا ، (مغرب الشمس) حيث مات والده (ناشر النعم) في أرمينيا ، وبنى له (شمر) قبر عظيم.


يذكر الدكتور (جواد علي) أن مصالحة (شمر يهرعش) للقبيلتين العربيتين عدنان وقحطان لهو أمر يدل على عظمة هذا الملك ، ودهائه ، عموما تذكر المصادر توغل الملك الحميري في أرمينيا التي تمردت بعد وفاة والده ، ثم إنحدر نحو سمرقند ، التي يذكر المصادر أنها تسمت (سمرقند) (سمر:شمر) (كند:خراب) بعد أن دمرها ، لسبب ما ، فبسط سلطانه على الهند والصين (مشرق الشمس) ، ثم إنحدر إلى أفريقيا ومصر.

عثر المنقبون : (هاليفي) و(غلاسر) و(فيلبي) ، على الكثير من النقوش التي تحكي عن حملاته ، لكن معظمها تالف. د. (جواد علي) يذكر أن هناك لقب (الصعب ذو القرنين) يرد في كثير من النصوص التي تتداخل مع فتوحات (شمر يرعش) ، فهو يطرح رأيين : أن يكونا نفس الشخص ، أو أن أحدهما تكملة لحملات الآخر.

يرجح الباحث العراقي ؛ (عالم سبيط النيلي) رحمه الله ، في كتابه (طور الإستخلاف) ، أن ذي القرنين هو الملك السومري جلجامش خامس ملوك أوروك ، وصاحب الملحمة الشهيرة ، وذلك لعدة أسباب :


1- يبدأ نص الملحمة باللوح الأول : "هو الذي رأى كل شيء" وتبدأ آيات سيدنا ذو القرنين : "إنا مكنّا له في الأرض ، وآتيناه من كل شيء سببا" ، وهذا التشابه مقصود وإشارة واضحة لتبيان شخصية هذا الملك.

2- في الملحمة يتوجه جلجامش إلى مغرب الشمس أولاً ثم إلى مشرقها ، وكذلك سيدنا ذو القرنين في النص القرآني يتوجه إلى مغرب الشمس في العين الحمئة ، ثم مطلعها على الناس الذين لم يجدوا لهم منها سترا .

3- حكم كليهما 30 عاماً .
4- إسم ذو القرنين ، فقد سئل الإمام عن إسمه فأجابهم بإن "إسمه عيّاش" ، ويقول الشيخ طه باقر أنه يعني "طويل العمر" ، وأن القرنين زمنيين ، وكما هو معلوم من الملحمة أن سبب قيام جلجامش برحلته هو بحثه عن الخلود .

ثم يطرح الباحث (النيلي) نظرية أن رحلة ذو القرنين فضائية ، لا أرضية ، وكذلك جلجامش ، وأن مغرب الشمس ومطلعها هو مسارات الكواكب السيارة في منظومتنا الشمسية ، ولديه أدلة على ذلك :

1- وصف الظلام الكوني في الملحمة "الظلام دامس عن يميني وشمالي ومن أمامي وخلفي ، لا يوجد نور" ، وهناك نص عن أمير المؤمنين : {سارَ ذو القرنين في الظلمة ثمانية أيام وثمانية ليال}.

2- "فجأة يرى أرضاً منيرة" وهو كوكب تشرق عليه الشمس ، هناك نص عن أمير المؤمنين : "ثم رفعه الله إلى السماء الدنيا ، فكشط الأرض كلها حتى أبصر ما بين المشرق والمغرب".

3- السرعة الفائقة التي أفلت بها من الجاذبية "قطعت في أربعة أيام ما يقطع في خمسة وأربعين يوماً" ، وهناك رواية عن الإمام الباقر : حيث يسأل سيدنا إبراهيم ﷺ  سيدنا ذو القرنين "بم قطعت الدهر" وينبه الباحث (النيلي) أن المسؤول عنه (الدهر) زمني لا مسافة ، وبذلك يكون قد إختصر الزمن بطريقة ما.

 

4- رؤيته لباتينوم ، وهو كوكب المشترى ، ووصف أقماره بدقة . ثم في رحلته التالية ضاعف جلجامش وزن أسلحته وعتاده ، حتى ثمانية عشر ضعفاً ، وذلك بسبب ضعف جاذبية المشتري.

وينبه الباحث (النيلي) أن كاتب الملحمة ألبسها ثياب الأسطورة بمبالغاته وتهويلاته ، حيث ذلك كان الأسلوب الأدبي قديماً ، وأن الآلهة في الملحمة ليست آلهة بل مجرد رموز لأشياء ، مثلاً ؛ "عشتار" كما في اللفظ السومري هي (العيش) و الحياة ، وفي الملحمة تحاول إغواء جلجامش ، لكنه لا يأبه لها ، فتنتقم منه، وهي تمثل الحياة الدنيا وزينتها ، وجلجامش يمثل الزاهد الرافض لإغراءاتها ، وهكذا.

يؤيد الدكتور أحمد منصور نظرية الباحث (النيلي) ، في أن رحلة ذي القرنين فضائية ، ودليله :(إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً)

فقد تكرر ذكر (سبباً) ثلاث مرات في قصة ذو القرنين لتأكيد أهميته :" فأتبع سبباً" ، " ثم أتبع سبباً" ، "ثم أتبع سبباً" الكهف .

ما هو السبب؟ 

حسب المفسرين (السبب) هو الطريق ، ومعالمه .
ويقول الرازي:" السبب في أصل اللغة الحبل ثم أصبح كل ما يتوصل به لتحصيل شيء".
وعليه، ف(السبب) : ما يُتوصّل به لتحقيق الهدف. فذو القرنين كانت له أهداف، وكان قبل أن يتحرك مع جيشه ، كان يقوم بالتخطيط كي يصل إلى هدفه.

لكن كيف يستوي هذا مع : (وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً) فهل آتاه الله الطريق أم الوسائل  ،  فلننظر إلى الأمر حسب قاعدة (القرآن يفسر بعضه) ، ولنبحث عن (السبب) في القرآن : 
: (مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ)
: (أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الأَسْبَابِ)
: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ ، أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى).

الأسباب ترد في القرآن للسماء فقط ، فهل أساء المفسرون فهم (الأسباب) ، وهل كانت رحلة ذو القرنين فضائية كما يقترح ذلك الباحث (النيلي) ود. أحمد منصور ، وأن مطلع الشمس مسار ما في مجرتنا ، ومغربها كذلك ، وأن إنهيار سد يأجوج ومأجوج سيعقبه غزو فضائي .


لكن كل هذا لا يدلنا على شخصية ذو القرنين بشكل قاطع ، فإذا لم نستطع تحديد من هو (ذو القرنين) من سيرته ، قد نستطيع تحديده من مكان سد يأجوج ومأجوج ، فمن بلغت فتوحاته مكان السد ، يكون هو ذو القرنين .

-------------------

أولاً السد فوق الأرض :

رأى الخليفة العباسي الواثق باللّه (232- 722م) في المنام : أن سد ذو القـــرنين قــد انفتـــح، فـــــفـــــزع ، فكلف (ســلام التــرجمان) بالقيام برحـــلة ليسـتكشف له أحوال السد . 

وحمل سلام رسالة من الخليفة إلى والي أرمينية ، الذي كتب توصية لهم إلى ملك الخزر، ووجه معهم خمسة أدلاء ، ساروا معهم 25 يوماً حتى انتهوا إلى أرض سوداء منتنة الرائحة (كبريتية).


في دراسة قام بها الباحث الأردني عبد الله شربجي في كتابه (رحلة ذو القرنين إلى المشرق) ، قد اشار إلى بحيرة (إيسيك كول) في شرق قيرغيزستان ، أن تلك البحيرة هي العين الحمئة، وقد اشار الى انها تشبه العين وتصب بها الانهار وتتغذى على الينابيع الساخنه وبها طين ، ويعني اسمها ((البحيره الحاره))، حيث لا تتجمد طوال السنه مهما برد الجو.

أحداث قصة سلام الترجمان طويلة ، ما يهمنا هو أنه وصف منطقة شمال غرب الصين ، حيث السد ، بين قيرغستان واوزبكستان وكازاخستان.


الفراعنة لم يكونوا ذوي أطماع توسعية ، وكانت العراق وتركيا سداً منيعا في طريقهم إلى أوروبا الشرقية ، فإذا (أخناتون) ليس ذو القرنين ، (قوروش) فتح أرمينية وتوقف عندها و لم يصل إلى القوقاز ، بما أن الإسكندر ورث الإمبراطورية الفارسية فهو لم يتعد أرمينية ، لم يبق سوى (شمر يهرعش) و (جلجامش).

----------------------

ثانياً : السد تحت الأرض :


فقد طلب (القوم الذين لا يكادون يفقهون قولا) من ذي القرنين أن يجعل بينهم وبين يأجوج ومأجوج (سدا) ، لكنه قرر أن يجعل بينهم (ردما).

ما هو الردم؟  الردم باللغة هو سد حفرة بالتراب.

إذا كان يأجوج ومأجوج يخرجون من حفرة إلى هؤلاء القوم .
بالحقيقة أن يكونوا تحت الأرض هو التفسير الوحيد لوجودهم ، حيث لا يوجد سد حاليا يحجز أقوام ، وهو غير مرئي بجوجل إيرث وغير مكتشف في عصرنا هذا ، هذا والله أعلم.


لكن هل هو ممكن أن يكونوا محجوزين تحت الأرض من قبل آلاف السنين وحتى اليوم.



 (يا معشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار السماوات والارض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان) , لاحظ ذكرت (أقطار السماوات) و ( أقطار الأرض) فالآية الكريمة تساوي بين صعوبة النفاذ من اقطار السماوات وصعوبة النفاذ من اقطار الارض.


أنصار نظرية الأرض المجوفة يحتجون بهذه الآية على أن : الأرض مجوفة ومركزها الملتهب هو الشمس الباطنة ، وبداخلها بحار وغيوم ومطر وكل ما لدينا في الأعلى.


 
أول من تكلم عن نظرية الارض المجوفة هو الفلكي الانجليزي ( إدموند هالي) - مكتشف مذنب هالي - , حيث توصل من دراسته للمجال المغناطيسي الارضي الى أن هناك ثلاث طبقات من الارض تحت أرضنا , لكل طبقة مجالها الجوي الخاص

وقد ذكر (هالي) ان هذه الطبقات الارضيه عامره بالسكان و بالحياة , وأن مصدر الضوء فيها هو غلافها الجوي اللامع و المتلألئ. 


نظرية الأرض المجوفة نادى بها علماء بارزين مثل الرياضي والفيزيائي السويسري "ليونهارد أولر"، والفيزيائي الأسكوتلاندي "جون ليزلي" وغيرهم، اجمعوا على أن الكرة الأرضية مفرغة من الداخل، والبشر يعيشون على قشة ارضية تبلغ سماكتها بين مئة وخمسمائة ميل فقط.بينما اقترح "ادموند هالي" ، ان الأرض تتكوّن من مجموعة من الدوائر متوضّعة داخل بعضها كصندوق الأحجية الصينية، وان قطر الكرتين الداخليتين يعادل كلا من كوكبي الزهرة والمريخ كلا على حدة، في حين ان النواة الداخلية الصلبة للأرض يعادل حجمها حجم كوكب عطارد. الإقتراح الأكثر دهشة كان ان كل من تلك الكرات لربما تحتوي على حياة داخلها.


وقال د. مصطفى محمود : أن هناك نباتات إستوائية يجدونها طافية بالقطبين ، ولا تفسير لوجودها هناك سوى أن تكون خرجت من الفتحتين هناك. وأن هناك شهادة لطيار تاه في القطب الشمالي فرأى أقزام يخرجون من الفتحة .

هناك فوهة هائلة الحجم تعرف بـ "حفرة سيمس"، في كلا القطبين
Symmes hole



في عام 1947 قام الأدميرال (ريتشارد بيرد) بأول رحلة جوية فوق القطب الشمالي، تحدث عن حفرة هائلة ، وفي العام 1949 قام برحلة ثانية فوق القطب الجنوبي، ثم صرّح ؛ أنه لم يعثر على اي حفرة، وأنه لا يوجد شيء .


 لكن بعد وفاة الأدميرال كشف ورثته عن مذكرات وسجل رحلته وأمور غريبة حدثت له ، مثل أنه دخل في الحفرة ، وأنه قابل مخلوقات شبيهة للبشر لكن بلا شعر وبجلد أبيض أشبه بجلد الحيوانات ، وآنهم أخبروه أنهم قلقين بسبب الحروب على سطح الأرض ، وأنهم قد يخرجون ليسيطروا على الأمور ، وسلموه خطاب رسمي لحكومة الولايات المتحدة ، لكن الحكومة كذبت الموضوع برمته ، ثم بيعت الأوراق والمذكرات واختفت .


منذ أن إنتشر في التسعينات خبر تسجيل (أزاكوف) لصوت (الملعونين) حتى تناولته الكثير من الصحف ، وزعم (أزاكوف) أن هذا كان السبب الحقيقي وراء توقف مشروع (كولا) عند ، وكذلك زعم أنهم شاهدوا أطياف شبحية بداخل الحفرة. 

حدد الهدف الأصلي عام 1970 لحفر نحو 15،000 متر. وبذلك تكون أعمق حفرة إستكشافية في العالم ، لكن تبين أنه من المتعذر الوصول إلى الهدف، وتوقف العمل عام 1992. عند 12,262 متر ، ويعزى ذلك إلى ارتفاع درجة الحرارة التي تصل إلى 180 درجة مئوية ، بينما كان متوقعاً 100 درجة فقط



تضخمت أحداث تلك القصة عندما إنتشر التسجيل على الإنترنت بإسم : "صراخ المعذبين" 
Screams of Damned 



وأن سبب توقف المشروع هو أصوات الصراخ التي تصدر من باطن الأرض ، وتلقف رجال الدين الخبر بوصفه إثبات وجود جهنم أو عذاب القبر، سواء كان رجال الدين مسيحيون أو يهود أو مسلمون.

في الواقع لم يحدث أن أكد العلماء في مشروع كولا على سماع تلك الأصوات المزعومة ، فالخبر الأصلي تناول فقط اختراق قشرة الأرض وسماع أصوات من الحفرة (أصوات حركة طبقات الأرض ) ثم تبعه ايقاف كامل لعمليات الحفر عام 1992 , وبررت الحكومة الروسية أن العمل توقف بسبب ارتفاع درجة الحرارة ، وخطورة الوضع ، وارتفاع تكلفة المشروع ، مع أنهم إستخرجوا أطنان من الذهب وكميات من الألماس أثناء الحفر .


إن لم تكن الأصوات هي سبب توقف مشروع (كولا) ، وإنما درجة الحرارة ، وإرتفاع كلفة المشروع ، كما تقول الحكومة الروسية.


إن كان الأمر كذلك ، فلماذا ما زالت الأبحاث جارية هناك ، وكذلك في زابوليارني Zapolyarniy 

التي تبعد 10 كيلومترات إلى جنوب الحفرة ، وأن تدير مشروع الحفرتين شركة علمية حكومية ، تجري أبحاث معقدة في قلب الأرض.

والموقع مغلق أمام العامة ولا يسمح إلا للعاملين والعلماء بالإقتراب من الحفرة.


فهل كشفت حفرة (كولا) وجود يأجوج ومأجوج تحت الأرض ، خصوصا وأن كل خرائط المسلمين القديمة والتي تتراوح أعمارها عند الألف عام ، تشير إلى موقع سد ذو القرنين بنحو سيبيريا .




--------------------

ثالثاً السد في الفضاء :



يقترح في كتابه (طور الاستخلاف) الباحث (عالم سبيط النيلي) رحمه الله:
أن هناك مسارات بين الكواكب (أسباب) ، وأن تلك الأسباب هي في الحقيقة فجوات في المجالات المغناطيسية للكواكب ، و(القوم الذين بين السدين) كانوا في فجوة بين مجالي كوكبين مغناطيسيين ، كوكبهم وكوكب يأجوج ومأجوج ، فكان اليأجوجون والمأجوجون يعبرون إليهم كلما شاءوا.



ما الذي فعله سيدنا ذو القرنين ، هو إغلاق (السبب) بين الكوكبين ، وهو بين قطبي المجال المغناطيسي (الصدفين) ، حيث أمر (القوم الذين لا يكادون يفقهون قولا) (وهم متخلفين مقارنة بسيدنا ذو القرنين) أن يجمعوا له قطع من الحديد (آتوني زبر الحديد) وهو أفضل المعادن لعملية المغنطة ، وخصوصاً إذا خلط مع أوكسيد النحاس ، ولأن النحاس ينصهر أسرع من الحديد ، سخن الحديد أولاً (حتى جعله ناراً) ثم ثانياً طلب منهم جلب النحاس (آتوني أفرغ عليه قطرا) حتى لا يختلطان تماماً ، وإنما يظلان في حركة دائرية.

 

فصنع بذلك مجال مغناطيسي صناعي على شاكلة الموجود في بطن الأرض ، والذي يسبب الجاذبية الأرضية .
( حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله ناراً قال أتوني أفرغ عليه قطراً ) 



وقوله (جعلها ناراً) تأكيد عملية إحراق الحديد في الجو لتكوين الأكاسيد. ثم خلطه بالقطر وهو النحاس ، متأخراً لينصهر بدرجة أقل من درجة انصهار الحديد ، مشكلاً المجال المغناطيسي. 


وبالحقيقة نظرية الأستاذ (النيلي) توضح سر إستخدام ذو القرنين للحديد والنحاس لعمل الردم ، فلو فكرت بالأمر لوجدت أن هذين المعدنين سريعي التإكسد ، والتآكل ، على عكس الصخور والطين المحروق ، فلو أراد سيدنا ذو القرنين أن يسد مدخل أو حفرة فلإستخدم الصخور والطين لسدها ، وهم أقوى وأكثر إستدامه ، حيث نرى الآثار مثل الأهرامات والمعابد موجودة منذ آلاف السنين وهي مصنوعة من الحجارة والطين ، ولا نرى آثار من المعادن سوى الذهب (وذلك لقوته وعدم تأكسده) ، والحديد والنحاس سريعي التأكسد والتآكل إذا تركا تحت الشمس والمطر وعوامل التعرية .

وهناك حديث شريف عن حوادث آخر الزمان ، به إشارة تؤيد نظرية (النيلي) ، ملخصه : أن الله أَوحى إلى عيسى ابن مريم : "إني قد أنزلت عباداً لي من عبادي لا يَدانِ لأحدٍ بِقِتَالهم، فَحَرِّزْ عبادي إلى الطور".
 لاحظ قول الله لسيدنا عيسى  (إني قد أنزلت عباداً) ومعلوم ان النزول من علو يدل على انهم يهبطون من السماء.


وكذلك الآية (حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج ، وهم من كل حدب ينسلون) و(الحدب) مأخوذ من حدبة الظهر وما له نفس الشكل (لاحظ شكل الطبق الطائر) ، ثم لاحظ لفظ (ينسلون) ، والنسل حركة سريعة هادئة تشبه الإنزلاق (لاحظ حركة الأطباق الطائرة). 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق