التمويه فن يطبقه الحيوانات من أجل البقاء على قيد الحياة ، في بيئة تكون الغلبة فيها للأقوى.
فيضاعف البعض حجمه لإلقاء الرعب في قلوب أعدائه ، أو يتضاءل حتى يخدع ضحية ليقتنصها .
فبما أننا نعيش على هذا الكوكب من مئتي ألف سنة ، هل لدينا نفس هذه الميزة ، التمويه ؟
في كتابه (ذكاء المشاعر) يقول "دانيال جولمان" : عند الغضب يندفع الدم إلى الوجه فيحمر ، وتنتفخ العروق فنثير الرعب في قلوب أعداءنا ، ويندفع هرموني الأدرينالين والنورأدرينالين ، ويندفع الدم إلى اليدين ، ممل يمكننا من ضرب العدو بقوة ، او الإمساك بسلاح . مما يمكننا من القيام بأفعال عنيفة لا نستطيع فعلها بالحالات العادية .
أما عند الخوف ، فيقول جولمان : يندفع الدم نحو عضلات الساقين ، مما يسهل الهرب من الخطر ، وينسحب الدم من الوجه فيشحب كنوع من التخفي ، لتسهيل الإختباء.
ويرتفع الحاجبان مما يسمح للعينين بتغطية مجال بصري أكبر ، بينما تتسع العينين مما يسمح للشبكية بإستقبال ضوء أكثر ، مما يوفر معلومات أكثر عن الخطر وطريقة الهروب ، وأماكن الإختباء.
وعند الإشمئزاز ، يقول جولمان : ان هذه المشاعر مكرسة للروائح الكريهة ، ربما لتحمينا من غاز سام ، أو بكتيريا طيارة ، فتغلق العينين قليلا ، وتزمّ الشفة لأعلى كي تغطي على فتحتي الأنف ، بينما يتجعد الأنف كي يقلل كمية الهواء الداخلة إليه .
أثناء الحزن تنخفض الطاقة والحيوية وعملية الأيض إلى مستويات متدنية جداً ، ويتزامن الشعور باليأس من الحياة مع الإنسحاب إلى الداخل ، مما يتيح للمحزون إستيعاب موضوع الحزن ، والتفكير في خياراته وتقييمها ، ومن ثم البدء من جديد مشحوناً بالأيض والطاقة والحيوية ، مستعداً للبدء من جديد ، وفتح صفحة جديدة من حياته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق