في عام ١٩٤٦ بمنطقة نائية تطل على البحر الميت ، كان ثلاثة إخوة من عائلة التعامرة الفلسطينية يرعون قطيعاً من العنز ، فغاصت عنزة بالارض تاركة فجوة تطل على سواد ، إلتقط أحدهم حجرا وقذفه داخلها ، لم يسمعوا صوت إرتطامه بالأرض ، بل صوت فخار يتكسر ، دسوا رؤوسهم بالحفرة ، فرأوا جرارا مصفوفة ، يغطيها تراب تراكم على مدى قرون.
هبط الأخوة في الحفرة ، إلى كهف ضيق به عدة أبواب مظلمة ، أثارت الجرار إهتمامهم ، ربما تحوي ذهباً ، كسروا واحدة فتدحرجت منها ٣ لفائف جلدية ، عليها كتابة غريبة (كلدانية) .
لابد أن الأخوة الثلاثة أصيبوا بالإحباط ، لكن الحقيقة أنهم وقعوا على أعظم إكتشافات القرن الماضي ، فقد رأت لفائف قمران النور ، وكهوف أصحاب الكهوف ، أصحاب المسيح ﷺ الهاربين بدينهم ، ينتظرون نبي آخر الزمان.
في ١٩٤٧ كان (مايلز كوبلند) ممثل المخابرات المركزية الأمريكية جالسا في مقهى بدمشق ، عندما اقترب منه تاجر آثار يعرض لفائف جلدية متآكلة الأطراف ، إشتراها لأنها رخيصة ، مع إنه رآها عديمة الأهمية إلا إنه كعادته في تصوير كل ما يقع في يديه : صورها وبعث بها إلى السفارة الأمريكية في بيروت ، قامت الدنيا عندما جاء الرد من المعهد الأمريكي بالقدس ، أن اللفائف مكتوبة بالآرامية لغة المسيح ﷺ وأنها لسفر دانيال لكنه مختلف عن السفر التوراتي المتداول ، وأنه يجب الحصول على باقي اللفائف بأي ثمن ، وبأي وسيلة ، وبدأت حرب شراء اللفائف بين الأمريك وبين يهود كانوا يجمعونها منذ عام ، ويتلفونها.
لا نعلم بالضبط ماذا وجدوا في اللفائف ، ربما : (نبؤة حرب أبناء النور وأبناء الظلام) المذكورة بالتفصيل كيف وأين ستحدث وخططها الحربية والأسلحة المستخدمة بها . أو ربما (نبؤات الخراب في سفر أخنوخ) ، أو ربما تصوير المسيح كنبي فاني كباقي الأنبياء ، او ربما بشارات النبي الذي تسميه اللفائف (بالمصطفى) ، أو ربما غيرها.
المهم : عندما تأكدت أهمية هذه اللفائف ، قامت الحرب وإحتلت إسرائيل المنطقة في 1948 ، فحالت دون تنقيب وتوثيق الكهوف .
وقد خالفت (إسرائيل) اتفاقية لاهاي بشأن حماية الآثار في الحروب، عندما سرقت في (يونيو 1967) المخطوطات التي جمعها الأردن بدعوى الحفاظ عليها بصفة مؤقتة. وحتى اليوم ، ورغم مطالبات الأردن المتكررة ، لم تتم إعادة مخطوطات البحر الميت إلى مكانها الأصلي في (المتحف الفلسطيني - الأردني).
ثم أعلنت السلطات الإسرائيلية بعد أربعين عام عن المخطوطات وترجمتها ، إلا أن الكثير من الباحثين يؤكدون عكس ذلك ، ويؤكد أن إسرائيل لم تفصح عن كل المخطوطات.
فقد حصل اليهود بعد خمس سنوات على تبرئتهم من دم المسيح ، أعلنها الفاتيكان ١٩٦٣ في مقابل عدم إظهار هذه اللفائف ، فماذا تخفي هذه اللفائف؟
الشذرات المعلن عنها من المخطوطات تبين :
١- تحدث السيد المسيح ﷺ في المهد ، وهي الحادثة التي ذكرها القرآن وأنكرتها الأناجيل.
٢- توحيد السيد المسيح الخالص .
٣- لا يوجد ذكر لموضوع الإبن والأب والروح القدس.
٤- أصحاب الكهف ينتظرون نبياً (تسميه اللفائف: المصطفى) يبعث بين مشركين ، فيتبعونه ، ويخلصون أصحاب الكهف من الرومان.
قال دان براون، مؤلف (شفرة دافنتشي) و (ملائكة وشياطين): ” لحسن حظ المؤرخين فأن بعض الأناجيل التي حاول قسطنطين محوها من الوجود تمكنت من النجاة. فقد وجدت لفائف البحر الميت عام 1950 مخفية في كهف بالقرب من قمران . وقد تحدثت تلك الوثائق عن خدمة المسيح بمصطلحات إنسانية تماماً بالإضافة إلى أنها روت قصة الكأس الحقيقية, وقد حاول الفاتيكان جاهداً في أخفاء الحقيقة, وأن يمنع نشر تلك اللفائف. حيث أن اللفائف تلقي الضوء على تناقضات وفبركات تؤكد بوضوح أن الكتاب المقدس الحديث كان قد جمع ونقح على يد رجال ذوي أهداف سياسية – واستخدام تأثيره لتدعيم سلطتهم وأن اللفائف تنفي عن المسيح لاهوته وتصوره كمجرد إنسان ونبي فان”.
هل جماعة قمران هم أصحاب الكهف المذكورين في سورة الكهف؟
أولا: لدينا (الكهف) وهو سمتهم الأساسية
ثانياً: لدينا (الرقيم) وهو سمتهم الثانية ، وهو ما حار فيه المفسرون ،فمنهم من قال أنه إسم الوادي أو القرية التي فيها الكهف ، ومنهم من قال : هو لوح كتبوا فيه قصتهم وجعلوه عند باب الكهف ، وهو قول غريب ، حيث أنهم كانوا مختبئين ، وهناك من يلاحقهم ، فهل يضعون عند مدخل كهفهم ما يبين وجودهم.
أقول ، والله أعلم أن (الرقيم) كما هو واضح من اللفظ (شيء مرقم) بمعنى عليه أرقام ، مثل : (كتاب مرقوم ، يشهده المقربون) ، ولفائف قمران مرقمة بالكامل .
فهل يكون أصحاب الكهف المذكورين بالسورة المباركة هم أهل كهوف قمران ، خصوصاً وقد حدد العلماء زمنهم من عملات وجدوها بين أشياءهم ، فهذه نقودهم تبين معجزة حفظهم من جديد ، بعد مضي ألفي عام.
الله أعلم إن كانوا هم أم لا.
جاء في إحدى لفائف قمران؛ "هو الإله الحي القيوم إلى الأبد ، وملكوته لن يزول إلى الأبد ، وسلطانه إلى الأبد ، هو ينجي وينقذ ويصنع الآيات والعجائب في السموات والأرض"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق