Pages - Menu

الجمعة، 24 يوليو 2015

خديعة داعش لواء خراسان


أول من ذكر (لواء خراسان) هو (جيمس كلابر) رئيس المخابرات المركزية (سي آي إيه) في سبتمبر ٢٠١٤ 

قبل هذا التاريخ لم يسمع بهم أحد ، مع ذلك فالكاتب العراقي د. فاضل الربيعي وصفهم في مقاله بـ(الاتحادية نيوز) بأنهم أكثر دموية وقوة من "داعش" ، وأنه سيلتهمها ، بمناطق نفوذها وجيوشها وأموالها ، وأنه بعد ظهوره (سنترحم على طيبة داعش) ، على حد تعبيره


محطة الـ(سي أن أن) وصحيفة الـ(تايم) وغيرها تصف (لواء خراسان) بأنه أخطر من داعش ومن القاعدة ، فهو غامض ، وعدد مقاتليه مجهول ، وهم قد تسللوا من أفغانستان بعد الهجوم الأمريكي ، فتجمعوا في المنطقة منذ خمسة عشر عاماً ، وعرفوها وعرفوا أهلها وتمركزوا وتمكنوا ، وقد تضاعفت أعدادهم مع السنوات 

مع كل ذلك هم باقون هناك 

 لماذا لا ينضمون إلى جماعتهم في العراق أو سوريا ؟ أو يفتحون جبهة جديدة في إيران أو باكستان أو طاجكستان أو أوزباكستان أو أياً من الدول القريبة منهم ؟



فداعش تحارب في سيناء وليبيا وتونس وفي كل العالم ، حتى في فلسطين كانت قد توعدت حماس إن لم تطبق الشريعة . لكن حول مناطق (لواء خراسان) تبدو الأمور هادئة ، لماذا ؟


قبل أن نحاول الإجابة على هذا السؤال ، يجب أن نضع أربعة أشياء في أذهاننا :

أولاً : (داعش) مخادعة ، ومعظم فيديواتها مفبركة ، ولا يوجد تفسير لماذا تتكلف عناء تزييف ومونتاج الفيديوات ، وهذا أمر مكلف وليس بهيّن 



ثانياً : (داعش) إختصار لـ(الدولة الإسلامية في العراق والشام) ، و(الدولة) هي الشيء المتبدّل ، بدليل الآية : (وتلك الأيام نداولها بين الناس) ، فهي لم تؤسس لكي تظل على حالها ، وإلا لسموها (الخلافة) ، أو (إمارة) أو غيرها ، لكن بإسمها (دولة) تضع نفسها كمقدمة لشيء آخر ، ولا تنسٓ أن الرئيس الأمريكي أوباما قال أنه (يستهدف داعش ) لا (مشروع دولة الخلافة)؟ وهذا يعني أن مشروع داعش باقي ، لكنها ستزول



ثالثاً : هم دهاة ، ويعرفون الأحاديث والروايات ، وكذلك يعرفون أن المسلمين عاطفيين ، وكلمة مثل (المهدي) قد تقلب الموازيين





نعم عزيزي المتابع ، في رأيي أن مشروع (المهدي) هو هدفهم الأكبر ، ولواء خراسان ينتظر هذا الإعلان لكي يتحرك ، فيعطي الشرعية الدينية للإعلان

وماذا يمنع (داعش) من أن تفعل ذلك ، فتلهب مشاعر المسلمين حول العالم ، وتسرق المشروع الإسلامي الأكبر : (المهدي)؟



ماذا نعرف عن (المهدي) : 

أولاً : إسمه (محمد) مثل إسم الرسول ﷺ ، وهو هاشمي ، وهذا ليس بصعب ، وممكن أن يكون لديهم المئات بهذه المواصفات ، أو حتى مدعين 



ثانياً : يعلن عن مشروعه أثناء موسم الحج ، وممكن لداعش أن تستغل زحام الحجيج ، وإنشغال الأمن بموسم الحج ، وتضرب ضربتها ، وتعلن عن شخص ما انه (المهدي) من مكة . وهذا سيربك العالم الإسلامي كله ، وسيتساءل الجميع ماذا لو كان فعلاً (المهدي) الذي سيملأ الأرض عدلاً.

تخيل ذلك .



ثالثاً : تحرك (لواء خراسان) ، مستغلاً حديث سيدنا (ثوبان) : "ثم تقبل الرايات السود من خراسان ، فيقتلونكم مقتلة لم تروا مثلها ... فإذا كان ذلك فائتوه ولو حبوا على الثلج فإنه خليفة الله" ، وسيستغل (لواء خراسان) عبارة "فيقتلونكم مقتلة لم تروا مثلها" لإضفاء الشرعية الدينية على إستباحة دماء المسلمين في طريقهم إلى منابع النفط ، التي هي هدفهم الحقيقي



رابعاً : يمكن فبركة علامات مثل (جيش الخسف) و(المنادي من السماء) وغيرها ببساطة ، ولديهم الأموال والإمكانيات ، والدعم الغربي ، والتوقيت مثالي جداً



وأخيراً ؛ أذكركم بتحذير حُذَيْفَةَ بن اليمان : 
"لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لاَ يَنْجُو فِيهِ إِلاَّ الَّذِي يَدْعُو بِدُعَاءٍ كَـ(دُعَاءِ الْغَرِيقِ)".

وقد فصّل الإمام جعفر الصادق في ذلك الزمان الغريب ، وطريقة النجاة ، فقال : 
"ستصيبكم (شبهةٌ) فتبقون (بلا علم يُرى) و(لا إمام هدى) ، لا ينجو منها إلا من دعا بـ(دعاء الغريق)".

فسألوه : وكيف (دعاء الغريق) ؟
 
قال : (يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك) .


---------

لاحظ السمات الثلاث لذلك الزمان الذي لا ينجو منه إلا من دعا كالغريق ؛ 

 (شبهة) و(الحق غير واضح) و (غياب الإمام) 

(لا إمام هدى)



هناك تعليق واحد:

  1. يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك

    ردحذف