Pages - Menu

الخميس، 29 أكتوبر 2015

هالوين لإتقاء شرور القادمون من العالم السفلي

في فيلم (نيكولاس كيج) (إدفع للشبح) يقوم مخلوق شيطاني في ليلة (هالوين) بالـ(31 أكتوبر) بخطف أبناء الذين لم يدفعوا للأشباح ، فيخطف إبن البطل ، فيعبر بوابة إلى العالم السفلي ويسترجع إبنه 


أصل عيد (هالوين) قديم وغائر في وجدان المسيحية


وهذه قصته ، أو قصة ليلة الغد الـ31 من أكتوبر ، التي يعود تاريخها لآلاف السنين في أوروبا ، من ضمن ديانة السلتيين الذين إستوطنوها قبل أن تنتشر فيها المسيحية 


حيث تمثل هذه الليلة التي يسمونها (ساون) كبوابة بين سكان العالم السفلي وعالمنا ، حيث يتجولون ويفعلون ما يشاءون في هذه الليلة ، ولكي يتجنب الناس أذاهم كانوا يتركون الطعام عند حدود القرى ، ويذبحون الماشية خارج البيوت ، لكي ينشغلوا بالدماء ويتركوا الناس  


لا أحد يعلم على وجه اليقين لماذا تم إختيار ليلة الـ(31 أكتوبر) لهذه المناسبة ، يقال أنه بسبب إنقضاء الصيف الذي يمثل الحياة (المحاصيل والزراعة والصيد) ، وبدء الشتاء الذي يمثل الموت والركود ، قد يكون هذا هو السبب ، أو غيره


عموماً ، في الـ600 ميلادي ولكي يجتذب البابا (جريجوري الأول) هؤلاء الوثنيون إلى المسيحية ، قام بإدخال هذا العيد الشيطاني في الدين المسيحي ، وأنه بدلاً من أن يكون عيد للشياطين ، أصبح (عيد جميع القديسين) بلا إستثناء ، وأصبحت الشياطين من ضمن قديسي المسيحية ، وفعلاً أقبل هؤلاء على المسيحية بكل رحابة ، بما أنها تحتوي آلهتهم وأعيادهم وطقوسهم


وأصبح هذا العيد الشيطاني من ركائز المسيحية ، حتى في البلاد التي لم تعرفه سابقاً ، مثل (المكسيك) و(الهند)التي تحتفل فيه بقتامة وفي المقابر ، كما هو على حقيقته ، وليس كما يحاول الأمريكان أن يصوروه كعيد للأطفال والملابس التنكرية والمرح


عموماً ، في سنة 1486 أعلن البابا أنوسنت الثامن أن (هالوين) إحتفال شيطاني ، وقرر إلغاء عيد جميع القديسين ، وقام المسيحيون المتعصبون بملاحقة الذين يحتفلون به ، وأحرقوهم بتهمة ممارسة السحر ، فهربوا إلى ؛ أميركا


إنقسم الأمريكيون إزاء العيد إلى قسمين ، فئة متعصبة ترى أن هذا العيد يدعو لعبادة الشياطين (البروتوستانت) ، وفئة غير مستعدة للتنازل عن العيد (الكاثوليك).



لكن هذا كان في القرنين الثامن والتاسع عشر وما قبله ، أما بعد إختراع التلفزيون ، والتأثير السينمائي على الوعي الجمعي ، هضم الناس هذا العيد ، وأصبحوا يحتفلون فيه كعيد يتنكر فيه الأطفال ، وتوزع فيه الحلوى


لكن يظل الهدف من عيد (هالوين) هو بث الخوف في الناس من القابعين في العالم السفلي ، وفعل أشياء لإتقاء شرورهم ، كما يوضّح فيلم (نيكولاس كيج) (إدفع للشبح)



والذي تختصره الآية من سورة الجن : (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجالٍ من الجن ، فزادوهم رهقاً)

فالآية تقول أن هناك أشخاص قاموا بأفعال لإتقاء شر الجن ، لكن النتيجة ؛ أن الجن تسلّطوا عليهم

هناك تعليق واحد: